زوجتي ليست بخير
الشكر والتقدير لكم أولاً على هذا الموقع الرائع الذي يقدم خدمة جليلة لمجتمعاتنا العربية. أنا في العقد الخامس من عمري وزوجتي في نهاية العقد الرابع تقريباً. عشت مع زوجتي في سعادة طوال فترة زواجنا وأنجبنا خمسة أولاد في الفترة الأخيرة منذ ما يقارب خمسة أعوام تقريباً بدأت زوجتي تشك من ظلم الجيران لها وأنهم يراقبونها ويقولون لها كلاماً جارحاً تحققت من شكواها ووجدت أن لا أساس لها وحاولت طمأنتها ...
تطور الأمر تدريجياً بأن بدأت تتهم أهلي (إخوتي وأخواتي ) ..ثم بدأت تحدثني أنني لا أثق بها وأني كثيراً ما أشك بها (مع أني لم أشك بها ولا أدري من أين أتاها الإحساس أني أشك بها)وتقسم لي أنها بريئة ومظلومة وكنت أحاول أن أهدأ من روعها وأطمئنها بأن شكوكها ليست في محلها وأن كل شيء على ما يرام.
ثم وصل الأمر إلى أن قامت باتهام أختي التي كانت في زيارة لنا أنها نعتتها بأوصاف قبيحة وأنها تكلمت عليها وعلى أسرتها ...المهم أنها تسببت في مشكلة كبيرة بين أسرتي وأسرتها واللذين يعيشون في مدينة أخرى، تسبب هذا في حصول شجار كبير بيننا قمت على أثره بطردها من البيت وإرسالها إلى بيت أهلها حيث مكثت لفترة ثلاثة أشهر ثم قمت بإرجاعها إلى المنزل بعد إلحاح والدتي علي بإرجاعها..
بعد عودتها للمنزل بفترة شهرين تقريباً بدأت ألاحظ عليها إهمالها لنفسها ونظافتها وأناقتها ولبسها وتطور الأمر تدريجياً إلى فقدان رغبتها الجنسية وباتت تتحاشى العلاقة الحميمة بكل السبل...حيث أصابها ما يشبه الاكتئاب حاولت أن أرفه عنها بكل السبل ظننت أنه عارض بسيط وسيزول إلا أنه للأسف لم يكن كذلك فقد بدأت زوجتي تسمع أصواتاً غير حقيقية وتتهمني أني وجهت لها ألفاظ جارحة ...
كانت تقوم في منتصف الليل وأنا نائم جوارها لتقول لي لماذا تسبني ماذا فعلت بك لتقول لي هذا الكلام... وعبثاً أحاول إقناعها أني لم أتفوه بشيء وأني لا يمكن أن أفعل ذلك وأني أحبها دون جدوى ثم ازدادت حدة الهلاوس التي كانت تسمعها وقالت لي أنها ترى أشياء أيضاً وهنا بدأت أدرك أنها مريضة ولابد من استشارة الطبيب النفسي...
عرضت عليها الفكرة رفضت بشدة في البداية إلا أني استعنت بأخيها وتحت إلحاحنا الشديد وافقت في نهاية المطاف وأخذتها للدكتور النفسي والذي وصف لها علاج ال oleans بالإضافة لمضاد الاكتئاب بعد استعمال الدواء تحسنت واختفت الأصوات التي كانت تسمعها إلا إن إهمالها لنفسها ونظافتها وتحاشيها للعلاقة الحميمة مازالت كما هي بعد استعمال الأدوية لأكثر من عام كامل ، تكلمت معها عن هذا الأمر قالت إنها لم تعد تشعر بالرغبة الجنسية كما كانت من قبل كما أني فاتحت الدكتور النفسي المعالج ولم يفيدنا بشيء ..حاولت إغداق المزيد من الحب والرومانسية والحنان عليها دون جدوى إذ بقيت الحالة كما هي لأكثر من عامين الآن.
السؤال الآن هل من أمل بالشفاء التام لزوجتي لتعود كما كانت ومتى يكون ذلك؟
ما هي سبل التعامل معها التي تساعدها على الشفاء؟ حالتها تؤرقني كثيراً وقد بحثت عن أجوبة لتساؤلاتي في كل مكان دون جدوى
أفيدوني جزاكم الله خيراً
شاكرا تعاونكم
6/5/2017
رد المستشار
الشفاء التام من الفصام خصوصاً حين يكون مزمناً موجود ولكن بنسبة لا تزيد عن %10 رغم أن كل حالة من حالات الفصام هي فريدة من نوعها، لها تطوراتها، ولها مآلها المختلف، ولكن في العموم نسبة الشفاء التام تتناسب طردياً مع زيادة العمر- ولكن كما ذكرت النسبة- أما متى يكون ذلك؟.... فهذا التوقيت يعلمه الله وحده سبحانه، ولكن بمراجعة الطبيب؛ قد يغير من الدواء، أو جرعته، أو قد يصف لها أدوية تزيد من الرغبة الجنسية فتلاحظ التحسن.
سبل التعامل معها للشفاء هي المداومة المستمرة لأخذ جرعاتها التي حددها لها الطبيب ومراجعته في الفترات التي يقدرها هو، وكذلك حين تحتاج لاستشارة تلح عليك مثل عدم رغبتها في العلاقة الجنسية، والتي تكون في الغالب لها جذور من قبل ظهور مرضها بوضوح-ولأن الدواء الذي ذكرته تحديدا لم تثبت الدراسات أن له أثراً سلبياً على الرغبة الجنسية-، ولكن الاكتئاب وبعض أدويته قد يسببون ذلك لبعض المرضى؛ لذا مراجعة الطبيب مهمة، هذا فيما يخص الجزء الدوائي، ولكنها تحتاج منك أنت تحديداً لمشاعر القبول لمرضها بصدق، وأنك تحبها حتى وإن لم ترغب في الجنس؛ فمشاعر القبول مطمئنة،
وتحتاج لها جداً، ويمكنك أن تساعدها بود وقبول في تنظيف نفسها وستقبل لو وصل لها منك فعلاً أنك تحبها، وتقبلها، وكذلك تحتاج لتعامل طبيعي جداً معها، وتحتاج لانخراط مع البشر في علاقات متنوعة، وتحتاج لعلاج نفسي، وعلاج للأفكار من نفس طبيبها لو كان يقوم بالعلاج المعرفي السلوكي، أو من خلال متخصصين في تقديم هذا العلاج المكمل للدواء، أو إلحاقها بمجموعة علاجية تتشابه معها في مرضها تحت إشراف معالج متخصص يقدم الخدمة النفسية المكملة للعلاج الدوائي في مناخ صحي آمن يوفره المعالج بالطبع-هذا ما أفضله- فكل هذا يساعدها على مزيد من التحسن،
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
مرض الفصام