الزواج بالإجبار.. للذكور أيضا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعجبتني طريقة عرض الأخ مرزوق وهبي لمشكلته مع والده : الزواج بالإجبار.. للذكور أيضا
وأحب أن أوضح بأنني قد مررت بنفس المشكلة مع والدي وأنني رضخت في آخر الأمر لقراره في تزويجي بقريبته (حاليا خطيبتي)
المشكلة سيدي من شقين:
1. أنني أريد إنسانة وهو يرفض
2. هو يريد لي قريبته وأنا ارفض لأنني أريد الأخرى
في إجابتك حضرتك عن المشكلة نصحته بألا يتزوج من يريدها أبوه لأنه سوف يظلمها
ولم تحدد له كيف يتزوج من يريدها؟؟
سهل جدا أن أرفض من يعرضها علي أبي.....فهو لن يرغمني عليهاومستحيل أن أتزوج من أريدها أنا بدون موافقته
................................................................................................
ماديا...الحمد لله أنا اعمل بوظيفة مرموقة بهيئة سياسية معروفة، واعتمد على نفسي اعتمادا ماديا كليا
المشكلة إذاً:
1. اجتماعية......أهل الفتاة مستحيل أن يزوجوني إياها بدون مصاحبة أبي ورضاه التام عن تلك الزيجة
2. دينية.......إذ أنني سوف أعصى أبي إذا تزوجت بهذه الفتاة
...............................................................................................
إن أبي لم يفرض علي خطيبتي (أمام الناس) ولكن إذا لم تتزوج قريبتي-وهذا كلامه- فانس أنني أسعى لك في زواج آخر
وأنا يا سيدي شاب وأريد صيانة نفسي وعفتها على كل حال...........
المشكلة يا سيدي أن الآباء يعتبرون أبناءهم من ضمن ممتلكاتهم يتصرفون فيهم كيفما شاءوا.......
6/6/2004
رد المستشار
أنت يا أخي فصلت لنا الجوانب الثلاثة للمشكلة وهي: -
الجانب المادي والاجتماعي والديني.. وإن كنت وإن كنت أنا أصر على استبعاد الدين كعقبة – لأنه – كما ذكرت في إجابتي للمشكلة الأصلية – لا يجبرك على الطاعة المطلقة لوالديك، بل هو يأمرك أن تبرهما، وتحسن إليهما، وأن تصاحبهما في الدنيا معروفا وأن تخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. وبالتالي ليس إثما أن ترفض العروس التي رشحها لك أبوك أو الكلية الدراسية التي يختارها لك أو القميص الذي ينصحك بارتدائه!!
وأنا أوافقك على الجانبين الآخرين من المشكلة: المادي والاجتماعي.. ولكنك يا أخي –في الحقيقة– قد نسيت "أهم" جانب – ذلك الذي لا يكتمل المشهد إلا به وهو: "أنت" شخصيا!!
أنت تحدثت "بدقة" وتفصيل –عن الجيش المقابل بكتائبه والثلاثة من وجهة نظرك– المادية والاجتماعية والدينية– ولم تتحدث عن نفسك كقوة تقاوم هذا الجيش وكأنك "فراغ" أو "هواء" أو لا وجود لك!!
أي معركة في التاريخ تكون بين جيشين.. أليس كذلك؟!!
هل سمعت عن معركة مكونة من جيش واحد؟~!
هناك دائما جيش آخر.. والجيش الآخر هنا هو "أنت"..
كل منا يستطيع تغيير واقعه منذ اللحظة التي يشعر فيها أنه قادر علي صناعة هذا التغيير وأنه أقوى من كل العقبات التي تواجهه.. وحتى لا يكون كلامي عاما... دعني أسألك سؤالا:
هل أنت قد استنفذت "كل" كل الوسائل الممكنة بمنتهى الإصرار والصبر ؟!
هل استنفذت كل "طرق" الإقناع بالحسنى مع أبيك متحليا بالأسلوب الذي لا يثير عناده، وفي نفس الوقت يشعره بإصرارك وتمسكك بالفتاة؟!
هل لجأت إلى شخصية قادرة على التأثير على أبيك وطلبت منها العون والدعم؟
هل ألححت على الله في الدعاء وتضرعت؟
هل أخذت موقفا حاسما في النهاية، ضاغطا على أبيك معلنا له بكل إصرار وأدب أنك لن تتزوج إلا من اخترتها مهما كان الثمن؟
هل صبرت لتجني مردود هذه الضغوط أم أنك كنت مقاتلا مستسلما سرعان ما ألقى سلاحه!!
نحن في حاجة شديدة لقراءة تاريخ "حركات" "المقاطعة السلمية" التي قادها أمثال "غاندي" و"جمال الدين الأفغاني".. لا تنزعج من حديثي عن "المقاطعة" وتتصور أنه له علاقة بمشكلتك أو أن هذين السطرين قد انتقلا بطريق الخطأ من إجابة لي على مشكلة أخرى!!
بل أنا أقصدك أنت، فالمعنى في الحالتين واحد، وهو: كيف يصر المرء على الوصول لما يريد بكل أدب وبدون عنف سواء في مقابلة حاكم الدولة أو حاكم البيت دون الخروج عليه؟! أنت تضغط على أبيك، وهو يضغط عليك، والأقوى هو الأكثر صبرا وتحملا لضغط الآخر وهذا لا يحدث إلا إذا كان قويا مصرا على الوصول لهدفه..
أخي الكريم:
هل تعلم لماذا يفضل الإنسان أن يستسلم لما يختاره له الآخرون؟! إنه يفعل ذلك لكي يحملهم مسئولية الاختيار..
فإذا فشلت الزيجة فهو بريء من الفشل، لأنه "أجبر" على هذا المصير – أما إذا تزوج بمن اختارها ثم قابلته العقبات والصعوبات فإنه لن يكون قادرا على مواجهة شماتة الآخرين وتقريعهم ونظراتهم التي تقول له: ألم ننصحك فلم تستجب!!
فيقول في نفسه: ما المانع أن أتزوج من اختاروها لي على مسئوليتهم وتحت رعايتهم – فأنا شاب أريد صيانة نفسي وعفتها على كل حال بدلا من أن أخوض الحروب ثم أتحمل ضريبتها وحدي !!
وبالمناسبة.. هذا الاختيار –هو الاستسلام لرغبة الأب– ليس خطأ، ومن الممكن أن ينجح هذا الزواج، ولكن ما قصدت أن أشير إليه هو أن الابن إذا أراد أن يختار مصيرا آخر فإنه يستطيع، وأنه ليس مجبرا على شيء..
أخي الكريم:
إن الآباء قد يملكون الخبرة التي تبصرهم بالاختيار الأفضل لأبنائهم، وهذه الخبرة لها كل الاحترام والتقدير، ولكن الابن في النهاية هو الذي سيتزوج وليس الأب –ولابد ألا يدخل عش الزوجية إلا وهو في تمام الرضا عن حياته مع هذا الشريك الذي سيشاطره أفراحه وأحزانه وأحلامه حتى نهاية العمر.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مستشارة مجانين المتألقة الدكتورة فيروز غير إحالتك إلى عدد من الردود السابقة لمستشارينا على استشارات مجانين تناقش نفس موضوعك فانقر العناوين التالية
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط ؟
على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة.
الحب هو الأهم دائما يا عزيزي
عناصر الحب الناجح: إهدار فرصة الخطوبة ، متابعة
حسابات الحب والزواج: أهم من الفقر والغني
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.