حيره..!؟
أولا أحب أن أعرفكم بنفسي أنا....... من بورسعيد وعندي أكثر من مشكلة وجميعها محيرة:
أولا المشكلة تخص والدي ووالدتي كان والدي يعمل في السعودية ويملك أموالا كثيرة ولكنه أضاعها في مشاريع فاشلة وصبرت والدتي التي ربتنا أحسن تربية وساعدته بكل ما تملك من أموال ولكنه لا ينظر إلي الأمام أبدًا، ودائما ينظر إلي الخلف علما أني في كليه تربية ولي أخ في كليه طب وقد ربتنا والدتي علي أن والدنا رجل صالح ورسمت له تمثالا جميلا.
ولأن قام والدي باستئجار "كافيتريا" ولكنه لا يصرف علينا منها رغم أنها تعطي له أموالا بل يصرفها في التوسعات في "الكافيتريا" ومن أسبوع تشاجر والدي مع والدتي ومن يومها لا يسأل علينا ولا يسأل ماذا نأكل ولا يعطينا أموال.
والآن والدتي تريد أن تنفصل عن والدي ماذا أفعل هل أتركهما ينفصلان؟
أم أحاول مرة أخري الصلح علما بأن والدي وكأنه كان ينتظر الفرصة التي تأتي كي لا يصرف علينا
المشكلة الأكبر هي أني مرتبطة بوالديَّ ارتباطا كبيرا جدا، ولا أتخيل أنهما ينفصلان كما أنني رومانسية حالمة جدا جدا ولا أتخيل ما يحدث عندما أفكر مع نفسي أجد أني سوف انهار وكما أني أخاف أن أتزوج رجلا ويصبح مثل أبي كما أن زواج والدي ووالدتي دام 22 عاما
ماذا أفعل؟
8/7/23004
رد المستشار
ابنتي الحبيبة......
الحياة ليست لونا واحدا وليست طعما واحدا وإلا ما كانت حياة، ولأن الله وثق بنا فجعلنا خلفاء له عز وجل في الأرض، فكان مقابل ذلك أن نفهم أن لكل منا صلاحية ومسئولية وأنه كلما كبرت الصلاحية كلما كبرت المسئولية.
وأدوارنا في الصلاحيات والمسئوليات متفاوتة فليس السلطان كالحاجب، وليس الأب كالابن فكل له دوره بصلاحيته ومسئوليته، وأحيانا كثيرة نظرا لحساسيتنا المفرطة وشعورنا بالعاطفية الشديدة قد نحمل أنفسنا دورا أكبر ومسئولية أكبر رغم أن الصلاحية ليست بكل هذا الحجم.
وأوضح كلامي أكثر فأقول أنت ابنة في هذه الأسرة ولكنك تريدين أن تحلي كل شيء فتحملين نفسك مسئولية إصلاح كل ما يحدث فمن قال لك أنك مسئولة عنه!!!
أنت تريدين أن يتغير والدك ليصبح رجلا ناجحا ينظر إلى الأمام، وليصبحَ مربيا ماهرا، ليتطابق مع التمثال الذي رسمته له والدتك وتريدين ألا تنفصل أمك عن أبيك رغم تحملها عناء التربية بالمواصلة المجهدة لمدة 22 عام وتريدين أن تضمني زوجا سوبر لا يشبه أباك رغم تعلقك الشديد به!!!
فاسألي نفسك يا ابنتي ما هي حدود دورك في كل هذا حتى لا تنهاري فعلا، وليس معني كلامي أن ألا تهتمي فالمسئولية الأدبية تجاه كل شيء من أروع ما يكون، ولكنها تظل أدبية حتى لا تحملي علي نفسك أعباء وأعباء أنت لست مطالبة بها أمام الله ولا أمام أي احد ولكن حتى أريحك سأقول لك عدة أشياء
• هل يستطيع أحد أن يغير أحدا مهما فعل وتحدث وقال وبرهن إلا إذا آمن هذا الشخص بأنه يحتاج إلى تغيير ويري فعلا ضرورة هذا التغيير.
فما تنشدينه من تغيير في شخصية أبيك غير واقعي لقد جاوز عمر ارتباطه بوالدتك أكثر من عمرك أنت شخصيا فعلينا أن نفهم ذلك ونعيه، وهو حقيقة مؤلم ولكنك عند إدراكك له ستهدئين وأعلم أن ما تربى عليه والدك وكان شخصيته منذ خمسين عاما أو أكثر لن يتغير في بضع سنين ولا بعد كل هذه الأحداث وكل هذه الأصوات العالية التي تطالب بتغييره من حوله.
* نحن نقدر الوفاء والاهتمام خاصة لما كان له فضل علينا فما بال فضل أمك عليكما ألا يتطلب هذا الوفاء بأن نكف من الضغط عليها بعدم الانفصال بعد كل هذا الصبر والعناء ألا يكفيها أنها عاشت كل هذه السنين ليس لها ولكن من أجلكما أليس من حقها أن تفعل شيئا تريده فأشعريها فقط أنك تشعرين بها وتقدرين تحملها لأعباء الحياة والتربية وستجديها بنفسها لن تقدم على الطلاق بسهولة لأنها ببساطة عودت أن تعطي من أجلكما ولكن إذا أرادت فهذا حقها.
ولن يعني الطلاق يا ابنتي انهيارك وانهيار حبك لوالدتك لأنه لم يكن قائما لوجوده بينكما فهو معظم حياته كان بالخارج وهو الآن تقريبا غير موجود ألا تحبين المصارحة ألم يكن هناك انهيارا من الوزن الثقيل وهو بينكم وترونه بجسده فقط؟
ورغم كل ما يهمله تجاه والدتك وتجاهكما فلعل والدك له أسبابه التي تعرفيها أو لا تعرفيها ولكن المهم ألا تتخيلي أن انفصال الوالدين هو نهاية العالم ولا تكوني أنانية أنت وأخوك وتنظرا إلى مصلحتكما الاجتماعية حين تكون أمكما مطلقة بل على العكس حدوث الانفصال أحيانا يجلب معه الشعور بالندم على ما فات والتفكير في التقصير الذي أدى إليه فتجدين والدك أكثر سؤالا وأكثر اهتماما وحتى إن لم يكن فلن يكون التغيير كبيرا.
وأعتذر لك لصراحتي الشديدة معك ولكن لا تفهمي من كلامي أنني أشجع والديك على الانفصال فهو مكروه من عند الله عز وجل لأنه ليس سهلا ولكنه أحيانا يكون الحل الوحيد للراحة!!
• تظل والدتك، والدتك ووالدك هو والدك بكل معنى الكلمة ولا تعارض مع كونك ابنتهما يعطيانك كل احتياجاتك وشعورك بالأمان أنهما لم يعودا يصلحان لأن يكونا زوجين!!!
• لماذا تخافين أن تتزوجي رجلا مثل أبيك ألم يكن لك عينين أو عقل فحياتك وسط أسرتك تعتبر خبرة لك في الحياة فتكوني أكثر دراية بكيف تكون الحياة الزوجية المبنية على الاختيار الخاطيء فستكونين أفضل من والدتك في الاختيار لأنك تعلمت على ماذا تبحثين عند الزواج برجل وستكونين أكثر سعادة من والدتك لأن الغد الذي ستصلين إليه بعد تعلم درس الأمس لابد وأن يكون أفضل فعلى الأقل ليست فيه مساوئ أمس
ابنتي....
أعلم أن ما قلته ليس سهلا ويحتاج إلى تفكير وقدرة على مجاهدة النفس لقبول ما تكرهينه ولكن علمنا الله عز وجل أننا قد تكره شيئا وفيه الخير الكثير، وعلمنا أننا لن نصلح أن نكون الإنسان الذي يريده الله فكرمه إلا إذا تعلمنا تحمل المكاره ومقاومة ما نريد وتابعيني بأخبارك لأطمئن عليك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين نقطة نت، وشكرا على مشاركتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران غير إحالتك إلى بعض الروابط التي تجدين فيها ما يفيدك إن شاء الله، فقط انقري العناوين التالية:
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة !
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
ابني حائر بين والديه : لكنه رجل قبل الأوان !
أسرنا البائسة..هل من نهاية لعذابات الأحبة
وأهلا بك دائما على موقعنا مجانين نقطة أورج، فتابعينا بالتطورات الطيبة وشاركينا دائما.