مثلية جنسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا نضال 20 سنة طالب في كلية طب بشري, الحمد لله ملتزم دينيا وأخلاقيا بفضل ربنا عليا وجميل ستره لعفن وخبث سريرتي .
مشكلتي بدأت من صغري دائما كان كل الذين حوليا يحسسني أن فيَّ حاجة غلط شخصيتي ضعيفة وغير متحمل للمسؤولية مع أني متفوق منذ الصغر وجبت في 3 ثانوي 100% بالمستوى الرفيع لحد قبل الجامعة كانت في ميول للذكر عاطفية كوسيلة لإشباع الرغبة العاطفية دون أي مشاعر جنسية "من باب الحب في الله " وأخوة الإسلام .
بدأت بالصدفة المحضة أقع في حبال العادة السرية والأفلام الإباحية العادية "غير الشاذة"
كنت أستغفر الله كثيرا وأبكي بحرقة على ما فعلته بنفسي فأنا حافظ للقرآن كاملا وأصلي قيام الليل كما أن أبي أسماني نضال ووهبني لخدمة القضية الفلسطينية من خلال صوتي "منشد" وكتاباتي لبعض المقالات ..وقد نويت أتخصص جراحة كي أكون مسعفاً لجرحي المسلمين إن مكن الله لهم الجهاد وتحرير القدس وأتمنى الاستشهاد على أعتاب المسجد الأقصى .
"لم أذكر وأسرد قصة حياتي من قبيل التسلية وتعداد المناقب "ولكن لتعلم أخي القارئ أني لست فاجراً وأبكي بحرقة كل يوم على ما أنا فيه .
المهم دخلت الجامعة وبدأت أنفتح على العالم أكثر وأتعمق في تلك الشبكة العنكبوتية حتى استوحلت في النهاية إلى المواقع الشاذة وانجذبت لها شيئا فشيئا حتى أدمنت الدخول عليها .وعندما أفيق من تلك الغفلة أو دعوني أقول غيبوبة عن ديني وحيائي ومبادئي أعود لسجادتي وأبكي بكاءً مريراً حتى أنام إغماءً من كثرة البكاء .
وفي الصباح أحاول أن أنسى وأُكفَّر عن ذنوبي وانخرطي في علاقاتي البريئة مع أصدقائي دون أن يلحظ أحدهم تلك الدمعة العالقة بأهدابي فلكم أتمنى أن أكون بريئا مثلهم غير ملوث الفطرة ...
كنت اقرأ كثيرا عن سبب ميول الرجل لبني جنسه وعلمت فيما بعد أنه يسمى مثلية أو شذوذ جنسي ...وبدأت أسمع فيديوهات على اليوتيوب وأقرأ مقالات تتحدث عن علاج لذلك وكنت أقاوم نفسي الأمارة بالسوء وأصدها بقراءة القرآن والدعاء والصدقة والصيام حتى كنت أصوم يوميا ..
وفي لحظة من لحظات ضعفي الشديدة دخلت على إحدى الصفحات على الفيس بوك ووجدت الكثير ممن هم مثلي وللأسف لا يريدون العلاج بل هم راضون بذلك ويبحثون عن أشخاص لممارسة الجنس ..ضغطت على زر الأدد لأحدهم وتحادثنا شات ثم بعث لي برقمه وهاتفته وذهبت إليه وفعلت ما لم أكن أتوقع أن أفكر فيه يوما من الأيام فضلا عن الوقوع فيه ..بقيت بعدها يومين كأني في شبه غيبوبة ولا أدري ماذا حدث ولا كيف فعلت ذلك حتى بدأت أقرأ عن رحمة الله ومغفرته اللا محدودة وندمت ندما شديدا وطرقت كل أبواب الخير كي يغفر الله لي .
وعزمت على عدم الرجوع لتلك القاذورات مرة أخرى .
وها هي الأيام تمر وأنا أموت يوميا مئات المرات من ذلك الشعور أو الوسواس الذي ينتابني ويسيطر على عقلي وأنا في حرب بين نفسي الأمارة بالسوء أن أدخل ثانية على الفيسبوك وأمارس ذلك مرة أخرى وبين نفسي الأخرى المطمئنة أن أبتعد وأجاهد وأصطبر وأبكي وأعضّ يدي بل وأضعها على النار لثوان لأتذكر حر جهنم .
وما أن تمر أيام معدودة حتى أستمع لتلك الأفلام القبيحة مرة أخرى .أستحقر نفسي وأخاف على من حولي أن يعاقبهم الله بسيئ مثلي .
لا توجد لدي مشاعر تجاه الإناث إطلاقا ..ومازلت أقيم الليل وأصوم وأتصدق وأبكي بحرقة كلما اختليت بنفسي ..
أعلم أنه ابتلاء من الله وأخاف أن لا أنجح فيه ..وأعلم أن من مات على الطريق فقد وصل وإن على المؤمن أن يقاوم لآخر شهقة في روحه
بالله عليكم ساعدوني أريد أن أعود لفطرتي وبراءتي وتلك الأحلام الغضة التي كنت ولا زلت أحلم بها ...
لا أحد غير الله يعلم كل ما ذكرت .....أريد أن أضحك من قلبي وأن أشعر أن الله راضٍ عني ..أريد أن أدخل على الانترنت لأشاهد برنامج أو نشيد أو أقرأ كتابا دون أن أكون مرتعبا وخائفا من الوقوع في ذلك الوحل مرة أخرى .
عذرا على الإطالة .. وبالله عليكم ساعدوني
بالله عليكم ساعدوني بالله عليكم ساعدوني بالله عليكم ساعدوني
25/4/2017
رد المستشار
السلام عليكم أخي "مُنشِد" ومرحبا بك على موقع مجانين، حللت أهلا وسهلا. وأهنّئك على حفظ كتاب الله والتمتّع به تجويدا وتهجّدا.
وأبدأ معَك من حيث لم تبدأ رسالتك، من أمنية لك: (فلكم أتمنى أن أكون بريئا مثلهم غير ملوث الفطرة) فأقول وما أدراك أخي ! قارن نفسَك مع طبيعة البشَرِ الخطاءة، الضعيفة.. ولكلّ عيُوبه وأسراره سواء كانت في باب الجنس أو غيره. وكما يتمنّون أن يكونوا بمثاليّتك وصلاحك تتمنى أنت كذلك.. هذه هي الحياة، استشعارنا بمساوئنا وضعفنا يحملُنا على استعظام شأن الآخرين الذين لا نرى منهم إلا ظاهرَهم.
قد أثار انتباهي بضع جُمل، قد تكون دليلا على شخصيّة وسواسية (وأنا أموت يوميا مئات المرات من ذلك الشعور أو الوسواس الذي ينتابني ويسيطر على عقلي وأنا في حرب بين نفسي الأمارة بالسوء أن أدخل ثانية على الفيسبوك وأمارس ذلك مرة أخرى) (دون أن أكون مرتعبا وخائفا من الوقوع في ذلك الوحل مرة أخرى). سيطرةُ الفكرة على عقلك وتعاركها مع إحساسك بالذنب وحبّ الكفّ عن ذلك، وتخشى من مجرّد أن تدخل النت لحاجة أخرى فتجرّك نفسُك لما تخشاه. ليس مستـبْعدا طـبعا أن يكون المدخَل سهلا لمن ألفت نفسه سلوكا معيّنا، ولكن الشاهد هنا هو سيطرة الفكرة، والضيق من "احتمالية" الوقوع بقطع النظر عن توفر الوقت أو المزاج وقتَ دخولك للنّت، مما يجعل المشاهدة غير ميسّرة. أما عن سهولة الفعل، فهي وارِدة جدّا لكن مع حضور فكرة التنفيذ وقتَ الفعل وليس حضورها دائما كهاجس. خصوصا أنّك في الجانب الآخر، تُكثر من الصلاة والصيام والتصدّق، فالحسنات تُذهب السيئات نعم، ولكنّي أراها علامة على آلية وسواسية هنا، تستكثِر من الطاعات إذَا شعرتَ بالضيق من المعصية ومشاهدة الإباحيات، ثم تعودُ وتستكثِرُ من مشاهدة الإباحيات المثليّة، وكأنّك خاضع لأفكار تسلطيّة، تخفّ كلّما أشبعتَها حتى إذا تزايدت الوساوس في الجانب الآخر الذي هجرتَ مؤقّتا، تعود لتُشبِعها بدورها وهكذا... لو أخبرتَنا عن العادة السرية ووتيرة فعلها وإحساسَك عند الامتناع عنها لكان مفيدا في تقريب فكرة الوسواس لأذهاننا.
مع أنّ هذا لا يُـفسّر ميولك الجنسي، فشخصيّتُـك الضعيفة (أو هكذا أوهمَك من حولَك، في عنف رمزيّ لا نزال نعيش فصوله كلّ مرّة) تجعلُك تبحث عن القوة والخشونة في صداقتك مع أقرانِك الذُّكور.. تلمّسٌ قد جاوز الحدّ.. لكن ليس قبل أن تكتشف الإباحيات والعادة السرّية وتُدمنَ عليها. ممّا يُرجّحُ الوسْواس الذي خمّنتُهُ، لأنّ ميولَك النفسي للذكور فقطْ، ربّما كان مجرّد فكرة وسواسية آمنتَ بها، وزاد من ذلك محافظَتُك وتديّنك وطبيعة شخصيّتك، ممّا استحال معه أن تتصور نفسَك ميّالا للفتيات، كيف وقد وهبَك أبوك للقضية الفلسطينيّة ! فصدّقتَ أنّك "آلة حربٍ" وُهبت لنصرة الضعفاء ! فكان أن عوّضتَ ذلك الكبْتَ بحب الذكور حبّا بريئا. فلمّا اكتشفت الإباحيات انقلَبت البراءة مكرا ! واكتشفْتَ بشريّتك، ولكن بالطريقة الخطأ.
تأمل معي كيف كانت الخطوات: اكتشاف الإباحيات hetero (أي بين الجنسين) والعادة السرية، ثمّ بعد ذلك تتوب وتندم، ثمّ اكتشْفتَ مقاطع المثليّين، فأدمنتَ عليها. ثمّ بعد ذلك دخلتَ مواقع التواصل الاجتماعي فوجَدْتَ من يمارس الشذوذ راضيا مما أعطاك رسالة قويّة على "إمكانية" ذلك واقعيا. ثم وقعت الواقعة التي لم تتخيّل أنها ستقع يوما ما. ولعلّها الوحيدة حسب إفادَتك. ولكنْ كيف فسّرت إدمانك على مقاطع الشواذّ واعتكافك عليها ؟ أتعلم لماذا؟ في نظري المتواضع هو أنّك دخلتَ باب الجنس من بابِه الأسود، وسوادُه في سهولة فتحه أيضا في مجتماعتنا المحافظة، فوسَطك المحافظ جدّا وتديّنك ومثاليّات أسرتِك التي أضاعت جانبا عاطفيا مُهمّا منْك بأن جعلتْك "وقفا" للقضية دون أن تؤكّد عليك أنّك طفل ومراهق له رغباته وشهواتُه في مساحة أكثر تقبّلا لبشريّتك ! وربّما كبتُك لميولك الجنسيّة للنساء حتى بينك وبين نفسِك، على نَمط الطفل المهذّب (كثيرا !) الهادئ (كثيرا !) الدرويش الذي لا يُسبب المتاعب الذي كفَتْه أسرتُه المسؤوليّات لدرجة أن نزَعتْ منْه الخشونة والقوة والاستقلالية... كلّ هذا، عندما اجتمعت شروط التفعيل، سَهّل انتقال الميول الجنسي عندك للذكور. وربما قولك (لا توجد لدي مشاعر تجاه الإناث إطلاقا) نابع من هذه الأجزاء المتداخلة، فضُعف شخصيّتك، لم تسمح لك بفرض نفسك في ساحة التنافس على البنات ! نعم هي ساحة تنافس سواء بينك وبين البنات، أو بينك وبين الذكور الذين لن يتركوا لك فرصة للتّباهي أو المبادرة بشخصية ضعيفة، ثمّ كيف تقوم بشيء يسيء لتطلعات أسرتك ونظرتهم عنك !؟ فالبنات عيب !
ولا تظنّ أنّني أدعو لمُيوعة هنا، إنّما أقْصِد تَنافُسا طبيعيا ولو على مستوى المشاعر. تلك الرغبات التي نُغذّيها بالخيالات قد تكون صحيّة لتكوين ميولات طبيعية، ومَا إن تتعرّض للقمع والكبْت بسبب إحساس داخلي أو مواقف اجتماعية حتى تموتَ شيئا فشيئا فنحسِب أنّها لم توجد يوما ما، أو أنّنا كُنّا على استعداد "جينيّ" لها. بكلماتِ أخرى لا يُمكنِك أن تعرف معرفة يقينيّة ميولك للنساء من عدمه، حتّى تُتاح لك الفرصة، حتّى تتصوّر نفسك بثقة وتقدير أمام الجنس الآخر في علاقة تفاعليّة تفرِض نفسك فيها كذكر راغب أو مرغوب. لكن شرطَ أن تنقذ ما تبقّى، فإن طال الزمن أكثر سيكون الشفاء والإقلاع أصعب فأصعب. فاضطرابات التفضيل الجنسيّ قد تكون عويصة العلاج. فلا زلتَ بحمد الله بعيدا عن "مثليّة" حقيقيّة، خصوصا إنْ صدق تخميني بخصوص الوسواس الذي يجعلك تستبعد كل خيال وميول للنساء ليعود به إلى الرجال.
وأضيف أنّ تعليقي على أسرتك ووضعها المحافظ لا يلزم منه تشجيعك على التذمّر ورمي كلّ أوجاعِك عليهم. فأنت المسؤول عن تصرّفاتك وسلوكياتِك في آخر المطاف، حتى إن كانت الأسر تظنّ أن المحافظة والطيبة تعني كلّ شيء بحسن نيّة، فقد بذلوا لك ما يرونَه صالحا مُصلحا لك. فأنت متفوقّ في دراستك وفي كلية مرموقة فالفضل بعد الله تعالى يرجع لهم على أيّة حال.
أما قضيّة للتوبة إلى الله تعالى وتمنيك نظرة رضى منه سبحانَه، فما ذاك بعزيز. واعلم أنّ النفس البشريّة ذات طبيعة ترفض "الزلاّت المتعلقة بالجنس" لدرجة تتماهى معها تلك الطبيعة مع شرع الله ودينه، مما يحملُنا على إسقاط إحساسنا اتجاه المذنب فيها (بما فيهم نحنُ) على ربّنا تعالى. ويكفي أنّ ميزانا مثل ميزانِنا لا يُمكن أن يجعَل الشّرك ذنبا لا يُغفر عكس الفاحشة !. فإن رأينا شركا أو كفرا لا نحكُم عليها بما نحكم به على الفاحشة. فالمفارقة هنا، أنّ دين الله النابع من نظرة الله تعالى ومحبوباته ومكروهاته (فهو تجسيد لمراد الله)، قد يغفر الفاحشة ولا يغفر الشرك، أما البشر فلا يغفرون الفاحشة إلا بصعوبة ويقبلون الشرك والكفر بأريحيّة ! ولعلّ هذا ما يفسّر أنّ استنكار الفاحشة هو آخر ما يندثر من المُجتمعات المتديّنة مع قبولها بالخرافات والشرك وذنوب من صنفٍ غير الفواحش. وأيضا ما يجعَل الإحساس"بالدّنَس" في القضايا الجنسية أكبر بكثير لدرجة يحتقر في الإنسان نفسَه قبل أن يكون مكلّفا حتّى وهو طفل، ويقنط من رحمة ربّه وهو راشد هو طابعُ "اللذة" فيها والذي يخضع لأحاسيس مختلطة من اللذة والاشمئزاز والتوبة والوعي بذلك ! أي أنّ كل من فعل شيئا جنسيا يكون واعيا به لخضوع الفعل لإحساس مشترك عند كل الناس، عكس المخالفة العقدية أو الفكرية أو الخطأ المنطقيّ.. فقد نعتقد عقيدة تُوجب سخط اللهِ ومقتَهُ، مع اطمئنان تامّ لها، وليس لنا معيار للحُكم على خطئها إلاّ التعلّم. أما الأفعال الجنسية فمِعيار الحُكمِ فيها "شعوريّ" يملكُه الكلّ. وربّما تغيّر إفرازات الدماغ والشعور باللذة والسعادة الذي يليه فتورٌ وتراجع في النشاط والرغبة، يصنعُ حالة من نكران الذات والنّدم وتأنيب الضمير، خصوصا إذا كان في نطاق تعتبِره النّفس محرّما ومشينا. فيعود له وعيُه وتنصرف عنه اللذة ليبقى وحيدا مع"المحاسَبة".
المهمّ اعلم أن الله توّابٌ رحيم والعفو والإمهال أحبّ إليه من العقاب، والتائب من الذنبِ كما لا ذنْبَ له. ولكن بادِر بعلاج إدمانِك على الإباحيات والعادة فهي مدخلك لعالم الشذوذ. واعمل على تطويع خيالك وتوجّهك في رحلة العلاج هذه، إلى النساء ومحاسنهنّ وجمالهنّ، كنوع من إعادة الأمور لنصابها. وأنصحك برؤية مختصّ ولا تخف شيئا من زيارته، فلا شيء أثقل عليكم من وضعِكَ هذا.
واقرأ على مجانين:
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.م.س1