تحليل الشذوذ : سالب وموجب
لماذا لم تردوا على استشارتي ..أنا أغرق؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل كما قلت لكم سابقا شاذ أشتهي الغلمان المرد ..عمري 48 سنة ...يقال أن كل شاذ يفتقد إحدى الخصائص فما هي النقيصة أو النقائص التي أفتقدها وأحاول التحصل عليها من مراهق سالب وأنا كهل موجب أرجو الشرح العميق علما أن باقي تفاصيل حالتي لديكم ..أعرف أنه انحراف لكن أريد المعرفة الحقيقية لحالتي لأنني أستفيد كثيرا من الجانب المعرفي ..يقال أن الشاذ الموجب هو فاقد لحكومته في حين أن الشاذ السالب هو فاقد لشكله لم أفهم هذا الطرح ..كما يقال أن كل من الموجب والسالب هما يفتشان عن نقائصهما في حين أن هذه النقائص هي بداخلهما ..ما ينقصنا وكيف أفعله أرجوكم أجيبوني لقد خسرت كل حاجة في هذه الدنيا..خسرت ديني وصحتي ومالي واضطرب شغلي .. بعيد عن الأهل منذ 6 سنوات (لم أرى أمي) ابتعدت عن أصحابي وووو..
أريد الانعتااااااااااق والخروج من هذا المستنقع
(تصليح:يقال أن الموجب فاقد لذكورته كيف ذلك)
19/5/2017
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك ومتابعتك التي تأتي بعد أسبوعين من الاستشارة الأولى ... كان عليك أن تصبر أسبوعا آخر.
على كل وصل رد مستشارك أ. حسن خالدي ... وللتو قمت بإرساله لك عبر الإيميل وقد غطى حياه الله وجزاه عنا وعنكم كل الخير كامل تساؤلاتك ونصحك بما هو مفيد ... فنرجو بدلا من التوجس والشك في وعود الناس وفي قدرتك على الخلاص أن تبدأ رحلة العلاج كما نصحك مجيبك... ما لدي هو فقط إضافة بعض الارتباطات التي ستساعدك.
فاقرأ على مجانين:
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.م.س2
التعليق: لعلّك توصّلت بالردّ منالدكتور وائل. (بالمناسبة دكتور، رابط الاستشارة لا يعمل "Content type not found" ).
وما أثار انتباهي في الرسالة الأولى وفي هذه الرسالة. تركيزك الكبير على قضية "الشرح العميق" وما تفقده وما سبب هذا كلّه والفرق بين السالب والموجب "جوهرياّ ولا شعوريا"... كمنطلق لأي خطوة تغيير أو علاج.
أستشف من هذا النظرة السائدة عن "المجال النفسي" في السينما، الذي يقوم بها شخص فائق الذكاء وذو ملاحظة ثاقبة، غريب الأطوار كثير التفلسف والتأويلات... يمضي شهورا حتى يشرح ويفسّر كل مشاكل وحيثيات المعالَج. إنّك إن اعتمدتّ الطريق المعرفي التحليلي كبداية للتغيير، وهو طريق شاق مليء بمزالق التأويل، أخشى أن يتأخر التغيير أكثر مما تأخر. أعترف أنّ "التحليل" وسبر أغوار النّفس أكثر إثارة ولذّة للفرد، لكنه ليس بالضرورة الأكثر فائدة!
وسؤالك عن الفرق بين الموجب والسالب مجرد محاولة لتصنيف ذهنيّ يريح النفس من التساؤل عن الأسباب الخفية المحيّرة. أما في الواقع فلا علاقة بين فقدان الذكورة أو الشكل وبين أن يكون الإنسان شاذا سواء فاعلا أو مفعولا به، فقد نتهم ليّنا طيّبا بالمثلية، ونعتقد الرجولة في شاذ حقيقيّ، والمظاهر خدّاعة، وتصدق هذه المقولة أكثر ما تصدُق في المواضيع الجنسية !
إن خروجنا من مأزق ما، أو إيجادنا لحلّ محدّد حتى مع تعقّد مقدمات المأزق والمشكل، قد يُخرجنا من حالة ذهنية ونفسية سلبية، لكي نتقوّى بعدها على الوضع، ونرى بارقة أمل ونلمسها بعيدا عن تعقيد الفلسفات والمباحث. فقد نتحدث عن ألف سبب وسبب لفقدان تقدير الذات ونبقى في ذلك سنينَ طوالا، ولن ينفع فاقد التقدير ذلك إلا في استبصار (قد يزيده ألما) لمشكلته ونوع من "التّرف الفكريّ"، مع أنّ خطوات معرفية وسلوكية بسيطة قد تعينه على تجديد تقديره وثقته بنفسه، من علاقات اجتماعية ونبذ الأفكار المتصلبة عن نفسه وشكله وتصوراته، أو عمل تطوعي أو تغيير وظيفة... إلخ أمّا تقوقعه على الجانب الفلسفي قد لا يُخرج لنا إلّا ناسكا يحبّ الظلمة!
وكثير من الحوادث والمشاكل، مثل حوادث السير والعدوى وضعف التحصيل الدراسيّ (بعضُه)، ليس ضروريا أن نفهم دوافعه ودقائقه للانتقال لمرحلة التطبيق والإسعاف والتوجيه والمساعدة. وهذا ما أنصحك به. فلن ينفعك أن تعرف نية المسبب للحادث، أكثر من نفع إسعافك له والتخفيف عنه وإعانته في تكاليف العلاج!
فحاول تغيير نمط حياتك وأنشطتك، وحاول أن تغيّر وظيفتك (أعرف أنّ ذلك صعب نظرا لسنّك ولكن حاول) أو حاول الارتقاء فيها. اخرج من عزلتك وتقرّب من أهلك وأشعرهم بالدفء قبل أن تطالبهم به، واعتذر لهم، واستغفر الله تجده غفورا رحيما، ولا تتعبّد لله تعالى بجلد ذاتك وضميرك وتضخيم ذنوبك، فالله يريد توبة وإقلاعا، ولا يريد منّا خورا وإهلاكا، فما جعل الله علينا في الدين من عُسر. واجعل عزمك وكراهيتك لحالتك طاقة توجّها للتغيير.
وأتمنّى لك التيسير والسداد
أمنياتي لك بالشفاء