علاقات محرمة لزوجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا متزوجة من 4 سنين ومعي طفل عمره سنتان وفي خلال أول سنتين كان زوجي مقيما معي ووقتها عرفت عنه خيانات كثيرة وعلاقات متعددة بنساء .. بالنسبة لعلاقته معي ليس فيها خلل بالعكس هو عنده شهوة زائدة ولكنه كثير الكذب وغير صريح نهائي وبارع في الكذب في كل صغيرة وكبيرة. .
سافر زوجي من سنتين لبلد عربي لكنها بلد متحفظة وغير منفتحة وفي خلال هذه الفترة اكتشفت أنه أقام علاقة مع أحد الشواذ وجنسيته فلبيني وهو زميله في العمل ولم أتأكد هل تكرر هذا التصرف أم لا .. لكن الواقع أنه تم حتى ولو مرة ومعي محادثة بينه وبين هذا الشخص
وفي خلال فترة سفره تلاشت المشاعر بيننا ولم يأخذني حتى الآن للعيش معه بحجة الظروف المادية ولكن الآن توفرت الماديات ولكنه قرر ينزل زيارة شهر ويرجع بدوني أنا وابني وهذا شيء جعلني آخذ وقفة .. أنا كنت على استعداد بالوقوف جانبه ومساعدته لكن الآن أنا تأكدت أنه غير سوي وأنه سيظل يخادعني مدى العمر ولا أعرف كيف أتصرف وأنا غير راضية عن وجودي في بلد وهو في بلد آخر وأيضا عدم وجودي معه يجعلني أتخيل كوارث كثيرة تحدث خلف ظهري ..
وأنا غير قادرة على إجباره أن يأخذني معه لكن صراحة هو تارك فلوس معي وعنده النية أنه يأخذها يصرفها في زيارته القادمة وأنا أهدده أني لن أعطيه الفلوس إلا إذا قرر يأخذني عنده .. وواجهته بالمحادثة بينه وبين هذا الشاذ ولكنه طبعا حاول يكذبني وطلبت منه الطلاق ولكنه رفض وأنا هددته أني سوف أطلع والده بالدلائل الموجودة معي ..
أريد مساعدة وحلا أرجوكم
ولكم كل الشكر
20/5/2017
رد المستشار
كثيرات هن من يقعن في "فخ" هذا النوع من الأزواج للأسف، والحقيقة التي رأيتها بأم عيني أن هناك زوجات يقعن فريسة تلك العلاقة المرضية التي تنشأ بينهن وبين أزواجهن من ذلك النوع!؛ فيتحدثن عن الانزعاج الشديد جدا من تصرفات الأزواج الغير أخلاقية، أو الغير آدمية في التعامل الطبيعي بين البشر، ولكنهن يرغبن في البقاء معهم!؛
مرة يكون السبب مغريا جدا كأن يكون الزوج في طريقه للغناء الفاحش؛ فيطمعن في ثروتهم حتى لو كان على حساب كرامتهن، أو على حساب آدميتهن، أو لسبب نفسي لدى الزوجة التي عاشت، وتدربت بحرفنة شديدة على دوري الضحية، أو المنقذ؛ فتبررن لأنفسهن البقاء معهم حتى يقدمن المساعدة!، أو ينقذوهم مما سيطيح بهم أمام النلس، أو أمام الله تعالى!!، ومنهن من يبقين عليهم؛ لأن لا مأوى لهن غيره!، أو يشفقن على تدنى مستوى الحياة لهن، ولأولادهن لو حدث الانفصال -رغم عدم مسئوليتهم المعنوية عن الأولاد-؛ فتظل الدائرة مغلقة على علاقة مرضية بين الزوجين لا يحدث فيها أصلا تقديم أي شيء مما تقدمه الحياة الزوجية"كعنوان أصلي"ربط بين الطرفين؛ كالثقة، والرعاية، والتفاهم، والاحترام، والرحمة، والسكن، والإخلاص، الخ؛ إلا أنهما يظلان معا!!
ولقد قلت لنا أنك أخذت موقفا حين تأكدت أنه مارس جنسا محرما مع رجل ولديك الدليل فما هو الموقف؟، وكيف ستساعدينه على تخطي تلك المصيبة؛ فهو يخونك حتى وأنت معه؛ فلماذا تجدين أن وجودك معه هو ما سيحل مشكلاته؟ أم الزنا بنساء ستقبلينه، والزنا مع الرجال لا؟؟
وأقول لك: أننا لدينا في المجال النفسي لدينا الكثير من تصنيفات العلاقة بالمرض النفسي، والاضطرابات النفسية، والشخصية، وغيره، ولكن عندنا ثلاثة من المساحات الشهيرة جدا، وهي المرض النفسي، والمرض العقلي، واضطراب الشخصية؛ فالمرض النفسي كأي مرض يصيب النفس وله أعراضه، وله طرق علاجه ويكون دور العلاج النفسي بأشكاله المختلفة هو الأصل، ويعينه العلاج الدوائي، أما المرض العقلي؛ فهو يتعلق بأسباب عضوية تصيب الخلايا العصبية في المخ، أو الناقلات، أو حتى تعرض الرأس، أو المخ نفسه لارتطام، أو تلف، الخ؛ فيكون العلاج الأصلي هو الدواء، ويعين في العلاج الجلسات النفسية، ...لكن اضطرابات الشخصية هي ليست مرضا نفسيا، ولا عضويا!، ولكن هي سلوك غير سوى خبيث جدا يمتزج، ويتضافر مع الشخصية منذ سنوات الطفولة المتوسطة تقريبا وتظل في حالة تمازج، وتضافر شديد مع الشخصية دون أن يعي صاحبها، أو يعيها من حوله!!؛ وكلما كبر الشخص؛ كلما زاد اضطراب شخصيته واتضح!.
واضطراب الشخصية في الواقع في علاجة أصعب كثيرا من المرض النفسي، أو العقلي، وهو ما أراه في سطورك عن زوجك، ورغم أن اضطراب الشخصية يحتاج لعدة جلسات للتأكد من وجوده، ويحتاج متابعة لوجود سمات تحدده، إلا أن الخبره لها رؤيتها؛ واضطراب الشخصية له أنواع، وله سمات، وله درجات، وقد يعاني الشخص مضطرب الشخصية من سمات فقط دون الوصول لدرجة الاضطراب، ودرجة الاضطراب نفسها تختلف من شخص لآخر.
لذلك ما أراه مما تحدثت عنه يشير بقوة أن هناك اضطرابا في الشخصية، وهذا الاضطراب يحتاج لعلاج نفسي طويل، ويحتاج لعلاج دوائي ليس بسبب الاضطراب، ولكن بسبب ما ينتج عن وجوده من درجات توتر، أو اكتئاب، الخ،... والأهم من ذلك كله أنه يحتاج "الاعتراف" من الشخص بأنه يحمل خللا يجعله يقوم بتصرفات لا تقبلها الفطرة السوية، ولا المجتمع، وقبلهم الله تعالى عز وجل، وهو ما يجعل ممارسة علاج حقيقي مع المضطربة شخصيته صعبا!؛ فهم لا يأتون العيادات إلا بشكل محدد، وقليل منهم من يعالج فعلا،...
أعلم أني كنت صريحة جدا معك، وهذا واجبي نحوك، ويظل الاختيار لك؛ فأنت وحدك لن تتمكني من علاجه؛ فهو يحتاج لعلاج متخصص دقيق طويل نسبيا، ولن تكفي الدعوات لله تعالى سبحانه فقط دون أخذ بالأسباب وبجدية، ودأب، وها هو الآن يهرب منك-وتحاولين ممارسة دور "ماما" وأنت زوجة لها حقوق-؛ فلتختاري أي الطريقين يمكنك تحمله، هل البقاء معه كما هو الحال بينكما في شكل كر، وفر، ومراوغة، وجهد مرهق؛ سيغيرك عما كنت تعرفبن نفسك- فالآن تتجسسين، وتهددين بأخذ مال ليس لك، وتغضين الطرف عن الزنا مع نساء وما يتبعه مما تعرفينه جيدا-، أو الانفصال عنه بالخلع إن لم يتم الاتفاق على الطلاق؛ فالآن لديك طفل واحد، وغدا سيكونون أكثر.
ولا أخفيك سرا أن هناك دراسات علمية، وميدانية مشاهدة تقول أن هناك جانبًا وراثيا لاضطراب الشخصية، وحتى إن لم يصب كل الأبناء؛ فعلاقة الوالدين المضطربة حتما ستؤثر على سواء نفسية الأبناء؛ فكما تصدقين بداخلك ما تستحقينه افعلي؛ فهي مسؤوليتك الذاتية، كان الله في عونك، وبصرك بالخير.
التعليق: السلام عليكم ورحمة الله أختي ندى. والأستاذة بدران. وكل عام وأنتم بخير
كان ردّ الأستاذة رائعا شافيا.
وقد أثار انتباهي قولك (وهذا شيء جعلني آخذ وقفة).. وهو أمر لا نعرف قيمته. أو تطبيقاته، فالمجتمع إما بين وقفات جائرة متسرعة، أو تناس وموات وسلبية!
وربّما ما جعل تلك الوقفة ممكنة سهلة على نفسك، هي كلمات قلتها قبلها بقليل (وفي خلال فترة سفره تلاشت المشاعر بيننا)... وكأنّ الحب والتعلّق إذا حضر تلاشَى التعقّل وامتنعت الصراحة عنّا. ومرّرنا في سبيله ما لم يُمرّر، وإن غاب الحب عنا أو تثاقلت نبضاتُه رأينا حالنا بموضوعية أكبر. فأتمنى أن تكون لكل امرأة ورجل وقفة مثل هذه. قبل أن تتأزم الحياة أكثر، ولا ينفع آنذاك التمنّي ولا التفاؤل ولا التطلعات التي علّقناه على شخص لا يستطيع لها تحقيقا ! وقفةٌ يكون لها الحق في الجلوس بحضرة الحبّ وأن تكون لها كفة عادلة كما للحب كفّة عادلة، فإنّ دكتاتورية الحبّ أحيانا قد تكون مهلكة ساديّة! وأن الوقفة بحضورها الباهت أمام هيلمان وبهرجة المشاعر، قد تكون مثل ذلك الحكيم الصامت، أو الأشعث الأغبر الذي إذا أقسم على الله أبرّه
وفقك الله لأحسن القرارات. وألهمك حُسن الاختيار، وقد رأيت من آياته ما يكفي.