أستسلم وأعترف بأني مكتئبة جداً
بِسْم الله، سبب وجودي هنا أني كنت أبحث عن دواء للاكتئاب يساعدني بالخروج من وضعي السيئ فأنا وصلت مرحلة أجد صعوبة حتى في التحدث ولا أخرج من البيت إلا لظرف قاهر.أعرف أنه يجدر بي الذهاب لطبيب لكن هذا لن يحدث لأني لن أتصل وأطلب موعد وأذهب ...أعرف نفسي...
حاليا أمضي 99٪ من وقتي بغرفتي لا أزور أحد لا أعمل لا أرغب بزيارة أحد لا أطلب شيء حتى لو كان حقي، منسحبة اجتماعيا، لا أتجاوب مع الاتصالات ولا أرغب المحادثات، لا أكل إلا إذا أصابني صداع ودوار بالكاد أستحم وبالكاد أنظر لوجهي بالمرآة لدي تاريخ طويل من الإحباطات والمشكلات المتتابعة وتعديت مرحلة الخوف من التجارب إلى مرحلة الزهد التام بكل شي، أعيش مع والدي وطفلاي وهم من يجعلوني أستمر بالحركة والكلام حتى الآن.
سبق وأن أخذت أدوية مثل سيروكسات وزيلاكس وأخرى لا أذكر أسمائها وفِي كل مرة أتحسن أقرر ترك الدواء بالتدريج لكني بعد فترة أكون أسوأ بكثير من قبل الدواء
كنت أجيد الاسترخاء والكتابة وأمارس هواياتي رغم اكتئابي...لكني الآن لا أريد أي شيء بالمرررة إنني أنتظر نهاية كل هذا حتى لو بالموت...
أنا مؤمنة وأصلي فروضي وأخاف الله .. لن أنتحر لكني أنتظره فعلا
كل ما أريده الآن أن تصفوا لي دواء مناسب يخرجني بهدوء وبدون عناء ولا متطلبات كثيرة من هذا البئر المظلم اسم عقار لا يمحو ذاكرتي مثل سبراليكس ولا يتعب جسدي مثل سيروكسات ولا يقتل عقلي وخيالي مثل زيلاكس كانت تجربة سيروكسات رائعة ونقلتني للراحة والسعادة لكنه أنهك قدمي وكنت بالكاد أمشي ربع ساعة ...
أظن أن عائلتي تتوارث الاكتئاب ولست وحدي بهذه الأزمة أظافره إلى ظروف مرت بحياتي مؤلمة ومحبطة ومتوالية ...
طولي 166 وزني 60، لا أتناول أي أدوية غير بعض حبوب المنوم أحيانا
مع بالغ الشكر والتقدير
20/5/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
يمكن صياغة حالتك من جوانبٍ عدة ومن خلالها يمكن الوصول إلى خطة علاج خاصة بك. كل مريض مصابٌ بالاكتئاب يختلف عن غيره٫ ولكل مريض خطته العلاجية الخاصة به.
ما هو واضح في استشارتك هو ما يلي:
١- هناك عتبة واطئة للإصابة بالاكتئاب تمت وراثتها عائلياً.
2- مسار الاكتئاب يتميز باستجابته للعقاقير المضادة للاكتئاب٫ ولكن ما هو أيضا في غاية الوضوح في رسالتك بأن هذه الاستجابة غير كاملة ولا تنقلك إلى مرحلة شفاء تام.
3- مسار الاكتئاب يتميز بنوبات انتكاسة وهدوء. ولكن استعمال العقاقير لفترة قصيرة أو التوقف عن استعمالها قبل مدة عام أو عامين قد يؤدي أحيانا إلى تغيير مسار الاكتئاب حتى يصعب على المريض والطبيب على حد سواء تعريف هذا المسار الخاص بالمريض.
نوبتك الحالية شديدة وأنت مصابة بما يمكن وصفه بشلل معرفي ووجداني وأصبحت رهينة حالتك الوجدانية الاكتئابية.
بعد ذلك لا بد من الانتباه إلى العوامل التي تعيق شفائك التام من الاكتئاب ورفع عتبتك للوقاية منه. رغم استعمالك لدفاعات نفسية ناضجة في التأقلم لظروف اجتماعية وعائلية صعبة٫ ولكن هذا بصراحة لا يحصنك ضد الاكتئاب. حياتك أشبه بمسيرة لا تعرفين خط نهايتها ولا يوجد من يصاحبك في هذه المسيرة. عدم وجود علاقة حميمية لا تساعد الشفاء من الاكتئاب بل وتسببه.
يصعب على الموقع التطرق إلى ظروفك الشخصية والاجتماعية وأنت أعلم من غيرك بها وكيفية التعامل معها٫ ولكن ما هو حقيقة أن هذه الظروف لا تسبب الاكتئاب فحسب وإنما لا تسد احتياجات شخصية ناقصة. العوامل الاجتماعية هي من أهم العوامل التي تعيق مسيرة شفاء الإنسان من الاكتئاب والانتقال من موقع اكتئابي إلى موقع جديد يواجه فيه تحديات الحياة.
حالتك النفسية الآن تثير القلق ولا بد من مراجعة طبية. هذه المراجعة يجب أن تستهدف أولا علاج الأعراض الاكتئابية الراهنة
والأهم من ذلك ما يلي:
١- تاريخ استعمال جميع العقاقير واستجابتك لها.
2- مراجعة دقيقة للجرعة المستعملة وأعراضها الجانبية.
3- مراجعة دقيقة لتعريفك للاستجابة للعقاقير وتعريف الطبيب المشرف على علاجك.
4- الاتفاق على طول مدة استعمال العقاقير بعد الاستجابة لها.
ولكن علاج الاكتئاب لا يقتصر فقط على العقاقير المضادة للاكتئاب فهناك المعالجة الاجتماعية والعلاج النفسي. المعالجة الاجتماعية تتطلب مراجعة دقيقة لنمط حياتك وتواصلك الاجتماعي والحديث الصريح عن احتياجات ناقصة وكيفية تلبيتها.
أما العلاج النفسي فهو الكلام مع معالج حول:
١- النمط المعرفي في التفكير.
2- معالجة الأزمات.
3- الانتباه إلى علامات الانتكاس المبكر وتفاديها.
لا أحب التطرق إلى علاجات أخرى مثل التخليج الكهربائي أو غيره.
البداية هي مراجعة طبيب ودراسة مفصلة للعقاقير السابقة والاستجابة لها.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
الحواجز المانعة للشفاء من الاكتئاب
مرض الاكتئاب