أعاني من حالة اكتئاب بسبب أمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري18 عام مشكلتي هي أني أشك في إعجاب أمي برجال آخرين غير أبي، بدأت الحكاية منذ أن كان عمري11 عام حيث خرجت مع أمي وكانت تضع مستحضرات تجميل وكانت تبدو جميلة. مرت حينها سيارة فيها رجل نظر إليها نظرة شهوانية وهي نظرت إليه وأدركت معاني تلك النظرة وكانت تكبت ابتسامتها، بقي ذلك المشهد عالقا في ذهني إلى حد اليوم مع العلم أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. كرهت أمي كرها شديداً واحتقرتها كثيراً والنساء عموماً، وصرت أخاف أن أتزوج ويحصل لي مثل أبي المسكين.
أرجو منكم المساعدة فهذه الأفكار تكاد تدمر حياتي وأنا الآن أعاني من حالة اكتئاب شديد
وشكراً
8/5/2017
رد المستشار
أخي العزيز "أحمد" عليك السلام ورحمة الله وبركاته
حقيقةً الوضع الذي مررت فيه موقف صعب وكان الله في عونك فالطفل حين يكون صغيراً يختصر عالمه في الأب والأم ويرى العالم من خلالهما ويعممهما على جميع العالم. لكن كلما كبر الطفل يكتشف العالم أكثر ويدخل فيه أشخاص آخرون مثل المعلمين والأصدقاء وأشخاص آخرون من العائلة. فما تصورته بأن كل النساء هن مثل والدتك كان خاصاً بالطفولة والتعميم الطفولي لكن بما أنك وصلت إلى مرحلة الرشد تستطيع أن تميز بين الأشخاص المخطئين وغيرهم ممن يكافحون أصعب الظروف كي لا يخرجوا عن الخطأ.
وأمك إذا كانت تصرفاتها فعلاً كما فهمت فهي مخطئة ولا أعلم هل هي مستمرة بذلك أم لا لكن تستطيع أن تصارحها كي ترتاح من هذا العبء وإذا كان ذلك صعب عليك تذكر أن الشرك الذي لا يغفره الله ويغفر مادون ذلك حتى لو كان في الوالدين فالله تعالى أمرنا بالإحسان إليهم.... فنحن لسنا مسؤولين عن أخطاء أحد سواء كانوا والدينا أو أبناءنا نحن مسؤلون فقط عن أنفسنا.
من جهة أخرى أنظر في سلوكيات والدتك وشخصيتها هل تنحصر في هذا الخطأ أم لديها جوانب ايجابية في تعاملها معك أو مع والدك؟
بالنهاية مهما كان الخطأ كبيراً هو جزء من سلوكياتنا وشخصيتنا وليس كله ولذلك فتح الله مجال العودة إليه مهما كان الخطأ كبيراً لأن الإنسان ليس فقط ذلك الخطأ
أتمنى لك حياة أفضل في المستقبل