إنهاء للمعاناة..
السلام عليكم ورحمة الله ... أعاني من عقد منذ الطفولة وأرغب في أن أصل إلى السلام الداخلي والخارجي .. فإذا رجعت للوراء لطفولتي فقد رزقني الله أبا حنونا جدا...أمَّا والدتي فكانت قاسية .. لم تمدحني يوما ...ولا أذكر متى ضمتني آخر مرة.. لم تسعد بأي عمل قمت به.. كانت تكبت المشاعر بداخلها .. وكانت مشغولة عني بأعمال المنزل تفضلها على الجلوس معي...ولا ترغب في مشاركتي لها.. فنشأت وأنا أحس بأني غير مهمة لأحد وثقتي بذاتي لم تكن كما تجب... كبرت قليلا وتعرضت لتحرش جنسي سطحي من قبل أحد العمال وأخبرتها وأخبرت والدي الذي ضربه حالاً ... ولكن تغيرت حياتي بعد هذا الحادث كثيرا...
أنهكني الحزن والتفكير والحساسية وعلمت عن عالم الجنس قبل أواني وأدمنت الاستمناء(حتى هذا العام) الذي كان يخفف عني قلقي الذي تضاعف بعد معرفتي لموضوع العذرية قبيل المراهقة ... ومضت عجلة الزمن فاستقمت والتزمت وتزوجت وستر الله علي .. كان الزواج بالنسبة لي كطوق نجاة من العادة السيئة التي أرهقت روحي جلدا للذات وكنت كذلك أنتظر أن يملأني شريك حياتي حباً وتقديرا ...
هذا ما أملته ولكن الواقع كان مختلفا ..فقد أبدى زوجي من بداية حياتنا بروداً واضحاً ...كان تكفيه مرة جماع في الأسبوع...ومع المشكلات المتوقعة لأي زوجين في بداية حياتها طالت المدة ... كما أنه لا يرغب بي كما أرغب أنا .. وقد أرهقت بالتفكير في الأسباب والعلاج 9 سنوات حتى قررت أن لا أنتظره أو أطلبه فتزداد المشاكل .. زاد واقعي المرير معه بأني أحس بأنه لا يحبني ويهملني ولا أجد عنده ما أريد ... فأنا حاليا برغم حبي له أعيش معه لأجل أبنائي...
أكثر ما يكدر خاطري الآن ويندى له جبيني أني لا أزال أمارس العادة السيئة بسبب إهماله لي. بل أصبحت حتى وإن حدثت المعاشرة لا أحس بالاكتفاء إلا نادرا فهو سريع التعب والأداء وإن واقعني مرة فلن تكرر الكرة إلى أن يشاء الله...
ومع الوقت أصبح قاسياً جداً علي ...خصوصا بعد أن علمت بأنه يكلم غيري في الهاتف و و و .. قادني الشيطان حينها إلى برامج الدردشة ...ووجدت نصفي الثاني بالضبط الإنسان الذي أبحث عنه أحببته كما لم تحب امرأة رجلا .. كان حنونا لطيفاً عاشقاً ... ولكن نظراً لالتزامي لم أواصل في العلاقة الهاتفية ... وخرجت منها سريعاً ولا أخفي عليك سراً بأني أحن إليه كثيرا في داخلي ولكن أطرد هذا التفكير الذي يزيد عندما يبدأ زوجي في قساوته على والتعنيف...
أحس أني السبب في كل شيء وأحس أحيانا أخرى أنه السبب ...وقد وصلت لمرحلة أن شعري يتساقط لأني لا أكل كثيرا شهيتي منذ سنوات تتراجع وهذا العام هو أسوأ عام... أشك أني أقارب على مشارف الاكتئاب ثم أبتعد وهكذا فلا اللباس يغريني ولا المكياج ولا الطعام.. أصبحت إنسانة قلقة متوترة ...فاشلة...حتى في إدارة البيت.. أحيانا من شدة خيبات الأمل لا أبالي بشيء وأترك الحبل على القارب...
أعاني من مشاكل صحية أخرى ... كالضغط المنخفض دائماً ودوار الرأس وآلام في البطن ليس لها سبب معين ...
أرجو مساعدتي لأعرف مشكلتي وأحلها فالوضع خصوصاً الأسري لا يطاق
21/5/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
يمكن صياغة استشارتك من زاوية طبنفسية بحتة والتركيز فقط على المعلومات الواردة فيها من نموذج طبي بحت. تبدأ هذه الصياغة من نهاية الاستشارة إلى بدايتها.
كذلك يمكن صياغة استشارتك من زاوية نفسية اجتماعية٫ والتركيز على روايتك والأحداث التي وردت فيها. تبدأ هذه الصياغة من بداية الاستشارة إلى نهايتها.
الصياغة الطبية:
هناك عدة أعراض جسدية مثل "انخفاض الضغط"٫ آلام معوية٫ عدم القدرة على التلذذ٫ واضطراب الشهية٫ التوتر٫ وعدم المبالاة. هذه الأعراض تشير إلى وجودك في موقع اكتئابي٫ والأدق من اقترابك على مشارف الاكتئاب هو إصابتك به.
بعد ذلك يتم وضع أفكارك حول عدم وفاء الزوج في إطار اكتئابي غير طبيعي٫ وشعورك بالذنب حول اتصالك بأحد الرجال. ربما يضع البعض هذا السلوك في إطار تقهقر سلوك الإنسان المصاب بالاكتئاب.
أما بقية فقرات الاستشارة الأولية فهي كذلك تم صياغتها في إطار رواية شخصية تم تحريرها بقلم اكتئابي. حديثك عن العادة السرية يتم حصره في إطار أفكار الشعور بالذنب ولا أكثر من ذلك.
الصياغة النفسية:
الصياغة النفسية تبدأ بحديثك عن الوالد وتمثيله الداخلي العقلي بالرجل الحنون الذي عوض عن أم لم تنجح في كسب تعلق ابنتها. هذا الرجل الحنون أيضا هو الكائن الذي دافع عنك وهو الذي ضرب من اعتدى عليك. لا يمكن عزل دور الاعتداء في عدم شعورك المزمن بعدم الأمان والبحث عن رجل حنون وقوي.
الإنسان الذي ينتقل من بيت الوالدين إلى عائلته الجديدة يبحث دوماً عن علاقة حميمة تحصنه من الاكتئاب والعزلة. لم تعثري على هذا الكائن في زوجك لسبب أو آخر٫ ثم تتحدثين ثانية عن مواصفات الرجل الذي اتصلت به عبر عالم الفضاء بصورة لا تختلف عن الوالد الحنون.
ممارسة العادة السرية مسألة شخصية قلما يصرح بها الإنسان٫ ولا يعطيها علم النفس أو الطب النفسي أو المجتمع بأسره أهمية تستحق الذكر. لكن الإنسان يزورها حين يسقط في فخ اكتئابي.
الاعتداء الذي كنت ضحيته لعب دوره في صياغة شخصيتك وعدم شعورك بالأمان دون وجود رجل يسد احتياجاتك العاطفية. الاحتياجات العاطفية في البلوغ ترتبط بالاحتياجات الجنسية ولا يمكن فصلهما. هذا الارتباك في سد الاحتياجات العاطفية والجنسية أصبح أكثر وضوحاً مع الوقت٫ وتأزمت العلاقة الزوجية وأصبحت غير قادرة على إسعادك.
من الممكن أيضا صياغة الأزمة الزوجية في إطار تأزم العلاقة الجنسية بينك وبين زوجك. لكن العلاقة الجنسية بين الزوجين هي نتاج تفاعل المرأة مع الرجل وتتطلب جهودهما سوية لعلاج الشلل الذي أصابها.
توصيات الموقع:
من الأفضل التركيز أولا على الصياغة الطبنفسية ومراجعة استشاري في الطب النفسي لتشخيص الاكتئاب وعلاجه بالعقاقير إن تطلب الأمر ذلك.
يجب الالتزام بالمحافظة على إيقاع يومي منتظم من ناحية الأكل الصحي والنشاط البدني اليومي٫ والمحافظة على وزن صحي. يفضل الابتعاد عن التواصل عبر المواقع الاجتماعية الالكترونية لفترة زمنية.
ثم هناك الحديث مع زوجك حول علاقتكم الزوجية والجنسية والبحث عن وسائل لإعادة الحياة فيها. لا بد من العثور على وقت في الأسبوع للانفراد بزوجك والتنزه معه والحديث عن مختلف الأمور. تصارحيه بشكوكك حول اتصالاته.
محاولة استيعاب الصياغة النفسية قد تساعدك في الانتقال من موقع اكتئابي٫ مصدره تعلق قوي بالأب في مرحلة الطفولة ٫إلى موقع جديد في الحياة. الكثير من البشر تدرك عقدتها البؤرية في العقد الخامس من العمر ولكن نصيحتي لك أن لا تنتظري ذلك لأن الاكتئاب إن تميز بشيء فهو تكرار زيارته للإنسان بصورة منتظمة.
وفقك الله.