اكتئاب خبيث
R03;
السلام عليكم.. أبلغ من العمر 24 عاما ما زلت في السنة الأخيرة من كلية الطب لأني أجلت امتحانات البكالوريوس أكثر من مرة ..أفكاري مشتتة دائما وصياغتي لمشاعري وأفكاري في كلمات أصبحت دائما مضطربة ومجهدة فاعذروا بعثرة كلامي وتفككه..مريضة اكتئاب جسيم، عولجت بجلسات ECT بعد أكثر من دواء آخرهم كان effexor لكن دون أي جدوى..
أشعر أن كياني قد تحول إلى رماد، لم يعد عقلي قادرا على التفكير أو التركيز الذهني (وهذا أكثر ما يعيقني ويُأزمّني، فقد كان عقلي دائماً خير صديق لي) وأصبح وجداني كتلة جامدة متحجرة من الثلج .. انطفأ العالم داخلي وأصبحت حتى أسمى المعاني مفرّغة جوفاء ..
أصبحت كائنا هلاميا بوهيميا مثيرا للاشمئزاز أصبحت لا أعرفني فما كان عهدي بي أياً مما أنا عليه الآن فقد أصبحت النقيض التام لكل ما كنت عليه يوما..
أنا حاليا في أسوأ حالاتي وما عدت أعلم ماذا أفعل؟
25/5/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعافيك ويخرجك من ضيقك وكربك، بادئ ذي بدء أحب أن أؤكد على ضرورة متابعة حالتك مع طبيب متخصص يشرف ويتابع تطور حالتك ويتابع جرعاتك الدوائية، لأن هدف الاستشارات بالموقع إعطاء بعض الإرشادات والتوجيه والمساندة للحالات التي تحتاج للدعم وليس متابعة دوائية متخصصة، فأحد الأعراض المعروفة عن الاكتئاب هو الشعور العميق بالفراغ والحزن، في حالات كثيرة ترافق الاكتئاب بعض المؤشرات الجسمانية مثل: الآلام في الظهر أو إرهاق دائم، معظم الناس الذين يعانون من حالة الاكتئاب يشكون من العصبية والتوتر، وهذا المزاج السيء لا يبقى في مستوى الألم النفسي وإنما منهم من يصرح عن حالة جسدية سيئة بشكل عام، ومن المتوقع أن حالة الاكتئاب قد تؤثر سلباً على كافة الأجهزة في الجسم.
ومن طرق العلاج
أ) علاج بأدوية مضادة للاكتئاب :
وهي أدوية مانعة\مضادة للاكتئاب تساعد على توازن العمليات البيوكيميائية في المخ، هذه الأدوية غير فعالة بشكل فوري، وعلى الغالب تحتاج إلى فترة ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى يبدأ تأثيرها، وكأي دواء آخر، قد تكون لهذه الأدوية أعراض جانبية (جفاف الفم، خمول، فقدان الشهية وزيادة التعرق)، في هذه الحالة يجب الإخبار فوراً عن كل عرض غير اعتيادي لجهة طبية مؤهلة.
إن الاكتئاب مرض دينامي قابل للتغير، وفي الأحيان قد تؤدي هذه الأعراض إلى وضع سيء جداً، لدرجه أنها قد تؤدي بالشخص لأن يفكر بأفكار انتحارية، من الواجب إخبار الطبيب فوراً حول أي تغير بالتصرفات، مثل قلق زائد، عدم هدوء نفسي، خوف، أرق وصعوبة في النوم، عصبية، عدوانية وهجومية زائدة، اندفاع، عدم راحة أو انفعال زائد وحركة زائدة، إن تطور واحدة أو اكثر من هذه التغيرات أو الشعور ببعضها بشكل مفاجئ، قد يشير إلى خطر التوجه للأفكار الانتحارية والتصرفات غير الرزينة. إضافة إلى ذلك وفي بداية كل علاج بواسطة الأدوية ضد الاكتئاب، من المهم التبليغ للطبيب الشخصي عن الأعراض الطارئة، وأيضا في كل مرة يتم فيها تغيير عدد الجرعات أو نوع الدواء.
ب) علاج نفسي :
هناك أنواع عديدة من العلاجات النفسية الملائمة للمصاب بالاكتئاب، من العلاجات التي حازت على الدعم الأكبر من جانب البحث العلمي هي:
1- علاج عملي ذهني يركز على التغيير في طريقة التفكير والتصرفات CBT.
2- علاج يعتمد على الوقوف على العلاقات الاجتماعية للشخص الذي يعاني من الاكتئاب ومعالجة الخلل فيها IPT
أدوات مساعدة للعلاج
1) النشاط البدني: النشاط البدني بشكل منظم له تأثير مثبت في تخفيف الاكتئاب وعلاجه. ينصح القيام بنشاط بدني موجه لمدة نصف ساعة يومياً. بالنسبة لنوع النشاط فيعود للاختيار الشخصي .
2) دعم أفراد العائلة والمقربين: المقصود أشخاص يذكرونك بأنك لست وحدك أثناء سيرورة العلاج والشفاء، ويبعثون فيك الأمل بأن الشفاء ممكن. قد يكون شخصاً مقرباً يساعدك على تتبع التقدم الذي تحرزه ويلحظ التغييرات التي تطرأ على تصرفاتك التي قد تدل على تراجع في حالتك، شخص يقلل من توترك النفسي بواسطة تقديم مساعدة فعلية في المهمات اليومية، ويساعدك على إيجاد معالج مناسب ويرافقك إلى لقاءات العلاج .
3) كتابة مذكرات يومية : من المهم المداومة على العلاج المخصص لك من قبل الطبيب المعالج واتباع تأثيرات هذا العلاج على الأعراض الحسية والجسدية عندك. طريقة ناجعة للقيام بذلك هي اللجوء لكتابة يوميات ..اذا كنت تستصعب أن ترتب اليوميات كما يجب، قم بالاستعانة بشخص قريب منك والذي بإمكانه دعمك.
ثم عليك دائما وأبدا أن تتذكري قول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." ( الرعد:11)، فعليك أن تبدئي بتغيير نفسك أولا، وبداية التغيير تأتي من الوقفة مع نفسك، وأن تقرري ماذا تريدين أن تفعلي في حياتك الشخصية والعملية ؟؟؟، فهل تريدين بناء أسرة جديدة تستكمل حياتك الشخصية معها؟؟؟ وماذا تريدين أن تفعلي من أجل صغارك بالمستقبل؟؟؟ وهل أنتي بحاجة إلى توسع دائرة علاقاتك الاجتماعية ؟؟؟ فماذا ستفعلين من اجل ذلك؟؟
كل التساؤلات التي وضعتها معك أحاول أن أضعك على بداية الطريق من خلال التفكير الإيجابي في تغيير حياتك الشخصية والعملية وأن تتعلمي أن تتخذي القرار وتتحملي مسؤوليته، فهذه مجرد مفاتيح للبداية وعليك أنت أن تكملي مشوار حياتك من خلال إجابتك على هذه التساؤلات ولا أقصد مجرد الإجابة السطحية الشفوية على هذه التساؤلات ولكن أن تجيبي على هذه التساؤلات بطريقة عملية تنفيذية، وهذه الحالة سوف تتناقص بإذن الله اذا بدأت بوضع أهدافك وأولوياتك التي تسعين لإنجازها.
كما سيساعدك أن تتعلمي الاسترخاء التنفسي العميق كلما شعرت بالقلق، وان تنظمي حياتك بأخذ كفايتك من النوم والطعام المتوازن والمشي والراحة ومخالطة الناس. تابعينا بأخبارك.
واقرأ أيضاً:
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)
الرجال والاكتئاب
يوميات مجنونة صايمة: الاكتئاب
موجة اكتئابية 3
موجة اكتئابية مشاركة من أجل الصمود