ماذا أفعل؟!
أنا سيدة متزوجة منذ 3 سنوات. زوجي كل يوم يهينني ثم اليوم الثاني يساعدني في عمل البيت ولا يعتذر أبدا. أحياناً كثيرة يضربني ضرب مبرح ويمنعني من الزيارات والعلاقات لأهلي وغيرهم. ممنوع السفر والمتعة ويقول هذا إهدار للمال والوقت. يحب عمله ولا يأخذ إجازات أبدا.
عندما أكلمه بهدوء بعد أن يهدأ وأساله عن ما يغضبه فإنه يعيرني بأني فسخت خطبتي من قبله وأن والدي منفصلين ولم أحصل على معاملة أفضل ويجب أكون شاكرة لأنه أدخلني في حياته. السيناريو متكرر وتعبت منه. نصحته كثيراً وأدعو له ولكن لا فائدة علماً أنه يحافظ على صلواته فقط ويمنعني من أخذ أي وقت لاستراحة ويتصل علي باستمرار ليسألني ماذا أعمل وإن كنت أضيع الوقت.
يعطيني مصروفاً ولكنه يمنعني من صرفه في أي شيء أريده وكلما سألته يحتج بأن من حقه أن يملي علي ما أفعل وأن يحدد لي علاقاتي. طلبت أن أكمل دراستي وأحضر دورات تربوية فاحتج بأنه ليس لدينا أطفال بعد برغم أن الفحوصات سليمة وهو لا يعبأ حقيقة ويقضي وقته مع أصحابه وأنا دائما في البيت.
دائماً يريد أن يضعني في موقع الدفاع عن النفس والخطأ ولا يحب أن يراني ناجحة أو سعيدة من تلقاء نفسي أبدا بل يبحث عن فرصة ليزعجني ويهينني ثم يأتي لمساعدتي بهدوء. مثلا يوسخ الأرض ويصرخ بأني غير نظيفة في بيتي. يدفعني للشك في نفسي وعندما يمدحني لا أفهم هل هو يريد دعمي أم يشعر بالذنب فقط ويريد إرضائي ليعاود الكرة في اليوم التالي.
أجبرني على ترك العمل تحت تهديد بالطلاق ووعدني بأن يعيد النظر في الأمر علما أني كنت متفوقة في عملي وقد طلب مني أن أشاركه في المصاريف أيضا تحت تهديد الطلاق والفضيحة إذ هو يعلم أن أبي مريض فاستغل الموقف وصار يخبرني أن علي أن أصمت كي لا أزعج أهلي وصبرت كثيرا ولكن نعود لنقطة الصفر بأنه يفتعل المشكلة ويضربني ثم يساعدني في البيت ويقول أنه لا يحب يراني منزعجة ويجب أن لا أكون حساسة.
أنا أشكر الله دائما وقنوعة بشهادة الجميع إلا أنه دائما يحسسني أني أقل منه وأني أصلا لا أستأهل وليس لي قيمة ويفعل ذلك بوجود إخوته غالبا.
ما الحل وكيف أتصرف مع شخصيته؟
29/5/2017
رد المستشار
هو يتعامل معك فعلاً كما ترين أنت ما تستحقينه!؛ فأنت تقبلين الضرب المبرح، والإهانة، وتقبلين المذلة، والحد من حريتك، وتقبلين "مسح" وجودك من الأساس، وتقبلين قتل أحلامك، وتقبلين هدر كرامتك، ثم تسألين ماذا أفعل؟؟؟
وتذيلين حديثك بأنه يتعامل معك كأنك لا تستحقين! فأنت من يتحمل ما يحدث لك ولا أعلم كيف تسوغين لنفسك المبررات لتحمل ذلك؟؟ فأي مبرر يجعل إنسان يتحكم في إنسان مهما كانت العلاقة بينهما ليقتل كل جميل فيه، ويتعامل معه كأنه ربه الأعلى؟! فزوجك مريض أيتها المسكينة المتواطئة مع مرضه، ويحتاج لعلاج ليحل أزمته العميقة مع نفسه، والحياة، والتي في الغالب لها علاقة بأمه في الأساس؛ فهو شخص ينتحر! فالانتحار له أشكال وصور متعددة لا تقف عند مشهد الحبل المعلق، أو قطع وريد الأيدي،
فعمله الدائم بلا هوادة إشارة لا تخطئها عين متخصص بأن هذا انتحار، وإن ظللت معه كما أنتما ستتحولين لحطام إنسان يخرج منه صوت ضعيف يدل على أنه لا زال يتنفس فقط! فلتنجو بنفسك من تلك العلاقة المؤذية التي لن تتركك إلا وأنتي جثة هامدة ولو كنت تأكلين، وتشربين؛ فالاختيار لك منذ تلك اللحظة، وأنتي مسؤولة عما سيحدث لك، ومعك منذ الآن، أما هو فلا سبيل لتغيره إلا العلاج، وعلاجه النفسي والدوائي سيأخذ وقتا إن اقتنع بأنه يحتاج لتدخل نفسي متخصص أصلا، وأنتي لست طبيبة متخصصة في تلك العلاقة، أنت زوجة وشريكة وهذا لن يحدث في ظل نوبات غضبه، وجنوحه ومرات إشفاقاته من أعماله المؤذية التي حتى لا يتمها بكلمة، أو فترة هدنة؛ فلتفيقي لنفسك إن أردت فعلا النجاة بها، واحمدي الله أنك لم تنجبي منه حتى الآن،
وأختم حديثي لك بأنني رأيت من كن في مثل تلك المجزرة النفسية وأكملن تحت ادعاء الحب، أو الخوف من الطلاق، الاحتياج المالي! فماتت كل يوم حتى ذبلت، أو تحولت لشخص شرس عصبي مع كل من حولها إلا زوجها! ورأيت من صدقت أنها تستحق الحب، والرعاية، والقبول، والاحترام فنجت،
والآن الاختيار لك.... أنت من سيقرر من الآن ليس أنا، ولا هو...يبقى أمرا واحدا الأمانة تقتضي مني ذكره، وهو أنني ممن وجدتهن ظللن في تلك العلاقة المسيئة وزادوا الطين بلة بأبناء كل واحد منهم يحمل ارتباكا نفسيا مختلفا جراء تلك الزيجة الفاشلة احتجن أنفسهن لعلاج نفسي؛لأنهن يحملن في أعماقهن رغبة دفينة في استحقاق الألم والإهانة، وهو علاج يعتمد على الدعم أكثر من الحل؛لأن الزوج كما هو.... ترى ماذا فعلاً ستفعلين؟؟