صديقتي سوف تنتحر
لي صديقة قررت أن تنهي حياتها عازمة على القرار ورافضة التراجع ترفض العلاج النفسي وترفض أن تحكي ما مر بها من مشاكل أدت إلى هذا القرار
عمرها 20 عاماً طالبة جامعية وحالتها المادية مستقرة إلى حد كبير ما فهمته أنه خذلها الكثير من الأشخاص وكانت لها قصة حب وفشلت تفكر في كل تصرف تفعله وكل تصرف يفعله معها أي شخص
حساسة جداً وتلوم نفسها على أصغر الأشياء أرجوكم قولوا لي ما يمكنني فعله أخذت القرار وطلبت أن تؤجله إلى أن أراها لن أتحمل إذا حدث لها شيء واكتئابها يزيد يومياً
أرجو سرعة الرد
مع كل الشكر
10/6/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع واهتمامك بصديقتك.
تقع مسؤولية الإنسان الذي يهدد أصحابه بالانتحار على أولياء أمره وليس على الأصدقاء وهذه قاعدة تعمل بها جميع المجتمعات. ولي أمر الزوج زوجه وولي أمر الغير المتزوج أحد أفراد عائلته٫
ومهما كانت الصداقة بينك بين وصاحبتك فيجب أن لا تتحملي المسؤولية. احتمال الانتحار في أي إنسان يتحدث عنها أكثر بكثير من الذي لا يتحدث عنها وحتى وإن كان سليماً عقلياً وجسدياً.
الانتحار له ثلاثة مصادر:
١- الأفكار الانتحارية نفسها
2- وسائل الانتحار الذي يفكر فيها
3- الفرص الموجودة للقيام بعملية الانتحار.
متى ما اجتمعت الأفكار مع الوسيلة والفرصة ارتفع احتمال قيام الإنسان بهذا الفعل ونجاحه. لذلك يجب أن تنتبهي في ذلك جيداً.
الأفكار الانتحارية لا توجد بدون أفكار أخرى مثل:
١- التفكير بعدم القدرة على تحمل الألم النفسي والجسدي
2- عدم وجود خيارات أخرى لحل مشكلة ما
3- أفكار سلبية تتعلق بتقييم الإنسان لنفسه
4- الشعور بخيانة الآخرين له رغم عدم وجود الدليل
5- الانتحار لأجل من يحبني ويهتم بي
6- لا سبيل إلى التعبير عن مشاعري لمن أحب
7- الانتحار عقاب لمن خذلني
8- الانتحار هو الحل لمشاكل لا نهاية لها
وغير ذلك من الأفكار. لذلك لا بد من طرح السؤال لمن يصرح بأفكاره الانتحارية عن هذه الأفكار والطلب منه الحديث عن الأفكار الأخرى ومحاولة نقاشها. متى ما تم التركيز على الأفكار المصاحبة للأفكار الانتحارية ضعفت قوة الفكرة الانتحارية نفسها.
بالطبع الأفكار أعلاه لها إطار خاص بها في كل إنسان فمنها وجدانية ومنها ذهانية٫ وهنا تأتي الحاجة للاستعانة بطبيب نفسي لتقييمها. لكن رغم ذلك فإن التركيز على الأفكار الأخرى يجب أن يتم سواء كان الإنسان مصاب اضطراب نفسي جسيم أو لا.
بالإضافة إلى الأفكار الانتحارية وما يصاحبها٫ هناك أفكار تم تجميدها وعدم التفكير بها وهي إيجابية تتعلق بالمزايا الحسنة والقوية في الإنسان مثل تواصله مع الآخرين٫ حرصه على المستضعفين٫ وتفانيه في عمل الخير٫ احترامه لآراء المعارضين وهكذا. يحرص المعالج النفسي على وقف تجميد هذه الأفكار ودفع الإنسان إلى مراجعتها.
هذه نبذة موجزة عن التعامل مع الذي يفكر بالانتحار ولكن لا تتحملي المسؤولية وأعلمي ذوي الأمر وانصحي صديقتك بالتوجه لمن له الخبرة المهنية في التعامل مع الانتحاريين.
وفقك الله.