التفكير والخوف من الموت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو أن تساعدوني لأني تعبت
هذه الحالة معي منذ خمس شهور عندما كنت حامل بطفلي الأول كنت في الشهر السابع فجأة جاءتني نوبة كنت خائفة جداً بدأ جسمي يرتجف ضيق في التنفس ودوخة قوية وتعب برودة الأطراف وأشعر أن شيء علق في حلقي وطعم فمي يتغير كلما جاءتني الحالة شعرت بأنه سيغمى عليَّ بعد هذه الحالة شعرت بأنه الموت أصبح التفكير بالموت لا يفارقني لا ليل ولا نهار أصبح كل شيء بحياتي مرتبط بالموت لا أنام ليلا من كثرة التفكير
أرجو أن تساعدوني هذا الشيء أهلكني أهملت بيتي وزوجي وابني لم أعد أهتم بشيء أريد أن أتخلص من هذا الخوف
أصبح الخوف ملازمني في كل مكان وزمان والتفكير بالموت
فقدت لذتي بكل شيء أخاف من أن أجلس مع ناس أشعر برهبة وخوف أُفضِّل البقاء لوحدي
أشعر أنه رأسي أصبح فارغ من كثرة التفكير أصبحت إنسانة مهمومة لا أتكلم كثيرا لا أهتم بشيء مع العلم لم أذهب لأي طبيب ولا أتعالج أنا لي خمس أشهر على هذه الحالة عندي خوف شديد من المرض أو لما أسمع أن أحد مرض أو مات تأتي الحالة فجأة وأهرب من سماع قصص الموت والمرض
أرجو مساعدتي
وجزاكم الله خير
16/6/2017
رد المستشار
السلام عليكم أختي "آية"، وأهلا بك على موقع مجانين.
يعجبني حقيقة من يبادر بالسؤال عن مشكلته الصحية، والنفسية منها خصوصاً، لما لهذه الأخيرة من طابع مجرّد، ليس فيه ألم موضعي ولا نزيف ! فيستهتر به الناس أيّما استهتار وفيه هلاكُهم.
مع أن خمس شهور بالنسبة لنوبة قلع وهلع كثيرة !
وما قلتِ نموذجي جدا في نوبات القلق والهلع (جاءتني نوبة كنت خائفة جدا بدأ جسمي يرتجف ضيق في التنفس ودوخة قوية وتعب برودة الأطراف وأشعر أن شيء علق في حلقي)
ولعلّ عدم معرفتك بأن حالة الهلع هذه مرض يحدث للكثيرين دون أن يشكل علامة على موت وشيك، هو ما جعلك تشعرين أنّها علامات شبيهة بعلامات الموت، أو هي غريبة لدرجة أنّك لم تجدي لها تصنيفا غير اقتراب الموت. فاطمئني فنوبة الهلع لا علاقة لها بالموت.
ولكني أرجّح تزامُن شهرك السابع مع النوبة، ومعلوم أنّ الخوف من آلام الولادة وحالات الوفاة أثناءَها جعلت مخاوف الموت أكثر هيمنة، إضافة إلى مخاوف اجتماعية (أخاف من أن أجلس مع ناس أشعر برهبة وخوف أفضل البقاء لوحدي). وقد يكون الحمل بنفسه هو سبب النوبة والمرض. حتى إن لم تشعري بالعلاقة.
وما يؤكّد هذا أن مخاوف المرض حضَرَتْك أيضا. وطبيعي في حالات القلق المرضي أن لا تطيقي سماع الأخبار أو الحوادث والمواقف السيئة، فالنفسية تكون ضعيفة الاستيعاب والاستدماج لمثل تلك الأخبار، وذات حساسية مفرطة، وكأنها هي من تعيش ذلك الحدث، هو نوعٌ من التعاطف الزائد عن حدّه. وحسنٌ فعلتِ في تجنّب ذلك، فهو احترام لوضعك المرضيّ.
وأنصحك أن تراجعي طبيبا نفسيا فورا حتى يعطيك برنامج علاج دوائي (مضادات القلق) ويشخّص حالتك بشكل دقيق قبل أن يتفاقم الأمر لاكتئاب أو وساوس قهريّة. وأيضا حاولي بكل طاقتك أن توفّري لك جلسات علاج معرفية سلوكية كي تعمل على جانب القلق النفسي عندك وكيفية التعامل مع المخاوف والتصورات الخاطئة.
وأحيلك على بعض الاستشارات المتعلقة بحالتك، وأرجو لك الشفاء أختي "آية".
واقرأ أيضاً:
نوبات الهلع عند المرأة
كابوس الهلع، متى ينتهي؟!
نوبات الهلع: الزلزال النفسي
نوبات الهلع: الشعور بالموت
الهلع من الموت: ولا موت من الهلع