أخي غير متوقع أفيدوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه مشكلتي مع أخي الذي يكبرني بثلاث سنوات وتبدأ منذ أكثر من عشرين عاماً في إحدى قرى الصعيد حيث أن والدي تزوج على أمي وكان غير عادل بينهم وقيل أنه كان معمول له سحر أو على الأقل يفضل الزوجة الثانية على أمي مع أنها أقل في كل شيء المهم أبي طلق أمي بعد مشاجرات وعنف وكان قاسي جداً وعشنا مع جدتي لأمي.
أخي هذا أظن أنه تعرض لتحرش جنسي أو اغتصاب في عمر عشر سنوات وأيضاً مرة تحرش بي وأنا نائم ولما أحسست به واستيقظت ادعى النوم ومرات تحرش بأولاد الجيران.
المهم كبرنا قليلاً وأهمل دراسته مع أنه كان متفوق فدخل فني صناعي وأيضا لم يكملها ونصحناه كثيرا ولم يستجب سافر الغردقة للعمل في المقاهي وجمع الخردة لأكثر من عامين مرة واحدة ورجع للمنزل بدون أموال ونقص واضح في وزنه ويدخن السجائر بشراهة ويكذب...
المهم مع أني كنت أصغر منه إلا أني كنت أنا محط اهتمام وثقة الأسرة فكنت أنا أمسك مصروف البيت الذي يرسله أخي الأكبر من الكويت ولا يمسكه وكثيرا ما كان يقلدني حتى في علاقتي مع الفتيات وكان يغازلهن من خلفي حتى أنه عرف رقم فتاة كنت أهاتفها فوجدته سجلها في دفتره حبيبة قلبي.....
سافر القاهرة وعاد بعد أشهر مكسورة قدماه الاثنتين ولم يطلعنا على السبب ولم يرجع بأموال كذلك. مرة اتصل عليَّ من القصر العيني وقال تعال أخرجني من المستشفى فوجدته قد طعن في رجليه وساقيه أكثر من سبعة طعنات ولم يطلعنا على السبب إلا أنه كان في التحرير فجاءت فتاة فعاكسها بعض الباعة فقال له حرام فقالوا عليه إخوان وطعنوه زعم ذلك....
وكنت ناجحاً دراسيا واجتماعيا وحتى عاطفيا حتى أني تزوجت قبله بعد أن عرض أخي الأكبر مساعدتنا ماديا على الزواج فرفض هو وقال أنا سأتزوج من كسبي وعرق جبيني أما أنا فقبلت الزواج قبله.....
حتى لما كبرنا وأكرمني الله باللحية والالتزام ترك لحيته أيضا، وسلوكه متناقض مرة يطلق لحيته ويصلي ويقرأ القرآن ثم بعدها ويدخن السجائر على الملأ ويرفع جهاز الكمبيوتر بالأغاني بصورة مزعجة للجيران بل عند الشجار يسب الدين وأقول له أعمل اعتبار للناس يقول أنا لا أرى أحد كل الناس لا تهمني مع أنه دائما يريد الظهور بمظهر أنه غني وله كلمة مسموعة ولا يحب أن يعارضه أحد في رأيه وإذا حدث ذلك فيكون الصوت العالي والشجار ويكسر ما في يده من هاتف أو تلفاز أو بلاستيشن بل الضرب أحيانا....
يكذب في علاقاته قبل الزواج يدعي الغنى وأنه من أسرة ثرية جدا، وهو متناقض جدا فيقبل قدم أمه على الكوشة يوم فرحه ثم بعدها بأيام يهدد أمه بأن يلقيها من السيارة الأجرة إن نزلت وتركت شجاره معها. كذلك مع أصدقائه القدامى يتصل بهم وينفق معهم بسخاء ومعنا ويكذب علينا وعصبي ويتهرب من مساعدة الأخ الأكبر الذي تكفل به من بعد انفصال الوالدين مع أنه أخبرنا بأنه معه مبلغ جيد من المال وأنه ميسور الحال ولما ضيقت عليه الخناق ادعى المرض وأننا لا نحس بمعاناته وأنه يموت من قرحة المعدة.
كذلك يدعي الزهد في الحياة والرغبة في الشهادة والموت في سبيل الله ويدعي البطولة على الانترنت حتى أنه يسمي نفسه "الناصر صلاح الدين" ويريد تحرير الأقصى ويضخم معاناة المسلمين المضطهدين في كل مكان وهو قد يترك الصلاة باليومين ويجاهر ببعض المعاصي والآثام، يُحَفِظُّ أولاد الجيران القرآن ثم بعدها بأيام يجمعهم على الأغاني، يكذب عند حصاره أو يفتعل المشكلات للهروب، لا يراعي مشاعر وآراء الآخرين ويفعل ما يريد حتى لو أمور غير منطقية مثل قصة شعر غريبة وكان يطلق على نفسه لقب العفريت "شمهورش" في أيام الثانوية الفنية....
متقلب المزاج وهوائي يقول أنه نزل التحرير ضد مبارك ثم ضد الإخوان بل صفع "مرسي" بالقلم على وجهه ثم اعتصم مع "أبواسماعيل" عند الإنتاج الإعلامي، كان في فترة كبيرة بعد حادثة كسر ذراعيه وقدميه يصرخ وهو نائم وكأنه يهجم عليه شيء، وكان كثيرا لا يستقر في عمل أو مهنة وهو الآن افتتح ورشة لتصليح الدراجات للأطفال سماها ورشة الأسطورة ويدخن بشراهة ووزنه ناقص جدا.
وعلى النقيض فيه الكثير من الصفات الجيدة مثل الكرم والسخاء والقدرة على العمل بجدية ولو كان العمل مرهقا والطيبة وحنون
آسف على الإطالة ولكني في غاية الحيرة، ما هو تشخيص حالته؟ كيف أقنعه الذهاب للطبيب؟
كيف نتعامل معه ليتعافى من مرضه؟ جزاكم الله خيرا
22/6/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تجاوز الأخ الفاضل العقد الثالث من العمر والواضح في رسالتك بأن سلوكه لم يتغير بصورة ملحوظة منذ منتصف أعوام المراهقة.
هناك ظروف بيئية تتعلق بالطفولة وعلاقة الوالدين المتشنجة ربما لعبت دورها في سلوكه المنحرف أيامها، وهناك أيضا عوامل تكوينية تدخل في صميم شخصيته. رغم إشارتك إلى مزاياه الحسنة، ولكن الرسالة تركز على جانبٍ واحد من شخصيته الآن وهو سرعة الاندفاع إلى عتبة التهور أحيانا. سرعة وتعددية الاندفاع في مجالات عدة لا يعني بأن الإنسان يعاني من مرض نفسي ولكن هناك من تكون علته اضطراب عصبي تطوري مثل عجز الانتباه وفرط الحركة. يمكن القول بأنه لا يعاني من هذا الاضطراب استناداً إلى إشارتك إلى تفوقه الدراسي سابقاً.
شخصية متعددة الاندفاع قد يكون مصدرها استعمال مواد كيمائية محظورة أحيانا وبصورة متقطعة. لا يوجد في رسالتك ما يشير إلى هذا الاستعمال. ورسالتك أيضا خالية من إشارة واضحة لأعراض اضطراب نفسي جسيم أو طفيف. ولكن رغم كل ذلك فإن لكل إنسان احتياجاته الخاصة به والذي لا يصرح بها دوماً لمن هو قريب أو بعيد عنه، ولا يعلم بها سواه. يسعى الإنسان إلى سد هذه الاحتياجات بطريقته الخاصة، وهذا هو اختياره ولا يجوز فرض آراء الغير عليه.
وهناك أيضا من الناس من لا يعرف ما هي احتياجاته الناقصة، ويبحث عن مجموعة صغيرة أو كبيرة ينتمي إليها، ويعرف هذه الاحتياجات استناداً إلى هذا الانتماء. لم يفعل الأخ الفاضل هذا.
يمكن أيضا صياغة حالته بعدم النضوج العاطفي، ولكن عملية النضوج العاطفي لا تتوقف في أي عمر وربما سيقفز إلى مرحلة جديدة يوماً ما.
لا يحتاج إلى مراجعة طبيب نفساني، وما يحتاجه هو استمرار التواصل معه واحترام اختياره في الحياة، وتجنب انتقاده، وعليه أن يتحمل عواقب سلوكه. عملية النضوج لا تتوقف وتواصلك معه لا يجب أن يتوقف واحترامك لاختياره لا يجب أن يتوقف.
وفقك الله.