ساعدوني من فضلكم
السلام عليكم، أنا شاب عمري 21 سنة ومن عائلة ملتزمة دينيا وأخلاقيا، ولكني للأسف ذو ميول جنسية مغايرة. واكتشفت هذا الشيء من عمر مبكر جدا وغير راضٍ عن نفسي، وأحلم بأن أكون كبقية أبناء جيلي، وسلوكي الخاطئ يقتصر على مشاهدة الأفلام الخليعة والاستمناء فقط......
ولكن أنا الآن واقع في مشكلة كبيرة، حيث لا يعلم أحد بمثليتي الجنسية، واليوم عن طريق الخطأ وقع لابتوبي مع أبناء عمي وفضولهم القاتولي على اكتشاف الجانب المظلم بحياتي دفعهم للعبث به، وبمجرد دخولهم لسجل المتصفح الذي استخدمه رأوا طبيعة المواقع التي تصفحتها مؤخرا اكتشفوا حقيقة الأمر، لم يصارحوني فجأة ولكني غضبت عند رؤيتهم يعبثون في خصوصياتي
وبعدها بنصف ساعة بدأت المهامسات والمغامزات والضحك بلا سبب، وأحسست بأنهم قد علموا شيئا من الحقيقة
وبعدها أصبحوا عن طريق المزح والضحك يرسلوا لي إشارات بخوفهم من الاقتراب مني، أو عدم ملامستي أو الجلوس بجانبي، وفهمت الموضوع فورا وحاولت إنكار ما قد رأوه، ولكني عجزت عن ذلك طبعا والآن لا أعلم ماذا أفعل؟
وأخشى بأن يفتضح أمري الذي طالما حلمت بإخفائه لحين حل هذه المشكلة، وعودتي إلى الفطرة السليمة ...
ساعدوني أرجوكم ماذا أفعل وكيف أتصرف معهم؟
28/6/2017
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا ولدي،
لدينا الآن ثلاث أمور: الأول ..المثلية، الثاني..كيف تتصرف مع بني أعمامك، والثالث..كيف تكف عما يصدر عنك، وسأبدأ فورا بالأول....
أولا وهو سبب تسمية مشكلتك فرفقاً يا ولدي! فالشذوذ الجنسي كثيرا ما يتم إقحامه عنوة فيمن في مثل حالتك! وهذا ما وجدته في الكثير ممن رأيتهم، وممن رآهم غيري من المعالجين في عياداتهم؛ ففي المراحل المبكرة من العمر مع ظهور الشهوة الجنسية يحدث تخبط وارتباك جنسي يسهل ضبطه حين يكون هناك راعي يرعى المراهق خصوصاً إن كان في بيئة يعلو فيها صوت الحلال، والحرام بقوة، ويفصل بين الجنسين دون رعاية وبطريقة صحية! فيجد المراهق نفسه يرتبك جنسيا ويتجه بخياله، ومن ثم للأفلام الإباحية لمشاهدة الرجال دون وعي منه بأثر التخبط المبدئي نحو فورة الشهوة مع عدم وجود راعي نفسي يتحدث معه جنسيا بشكل صحي وفي وجود خلفية ملتزمة تمنع عنه حتى تصور جنسي مع فتيات بينه وبين نفسه!! فوصمة الشذوذ هذا ليس بالأمر السهل الذي يجعلك توصم نفسك به,
لأنك تشاهد رجال، وتشتهيهم للدرجة التي تجعلك تمارس العادة السرية عند رؤيتهم، وأكرر عليك أن ما أقوله هذا من واقع العيادات التي اكتشف فيها صاحب المشكلة بنفسه أن ما كان لديه مجرد ارتباك جنسي لا يصل لحد الحرمة الحقيقية من شذوذ! وهنا أسالك ما هو دليلك أنك شاذ جنسيا غير مشاهدتك للأفلام تلك؟؟ كيف اختبرت ذلك؟ فأنت من الأساس لم تتزوج بعد، أو تركت نفسك تحب فتاة لتعرف! فالشذوذ انحراف جنسي شديد، وحد غليظ من حدود الله تعالى سبحانه لا يستهان به، ورغم ذلك له علاج بفضل الله تعالى، وإن كنت-محض افتراض-شاذ؛ فأنت تحمل من السمات ما يؤهلك للشفاء على غير حالات أخرى لا داعي أن تشغل بالك بها.
ثانياً.. كيف تتعامل مع أولاد عمومتك..وهنا أقول لك بمنتهى الصدق أن رعبك، ورؤيتك لنفسك شاذا هو ما جعلهم يتصرفون هكذا! فلتفق من رعبك الذي تقيد نفسك به حتى دون أن تسمح لنفسك باختباره مع معالج ولو بعيد عن عالم أسرتك! فلتحسم ذلك الأمر بداخلك؛ لتتمكن من حسم تصرفك معهم برفضك لكل ما يتهامسون به والتحدث معهم بثقة عن رفضك لهذا، ولا تبرر لأي منهم أي شيء، وتعامل معهم كالسابق، وكلما حاول أي منهم أن يتصرف تصرفا واضحا يوحي بشيء لا تتهاون في رد فعلك وتتصرف أمامهم في نفس اللحظة تصرفات عادية مع من حولكما، أو كما سيكون الوضع، وبمرور الوقت سينتهي الأمر كما بدأ دون كثير كلام، اصبر فقط، وصدق أنك بخير؛ فحين تصدق. ذلك سيصل لهم حتما؛ فالمفتاح إذاً بيديك لا بيدهم...واستعن بالله ليعينك.
ثالثا عليك التوقف فورا عن مشاهدة تلك الأفلام بكل الطرق حتى لو قطعت عن نفسك الانترنت، وبممارسة الرياضة، وبتذكر الموقف المخزي مع أقربائك، وأعلم أن مواقع الشواذ أشد خطورة على الشباب من توهم الشذوذ؛ فهم يروجون للشذوذ ويحلونه، ويبسطونه، وكثيرا ما يتفقون على إشارات، ودلالات ليجمعوا بين الشواذ بالفعل على أرض الواقع!!
وأشغل وقتك كله قدر الإمكان، وتفادى الجلوس وحيدا، وركز في دراستك، أو عملك، وكل ذلك سيكون له أثر إيجابي عليك، وعلى ما سيرونه منك أقربائك، وإن لم تتمكن من ذلك؛ فلا تبخل على نفسك بالاستشارة النفسية المتخصصة حتى لا تقع فريسة المرض النفسي الذي يقترب بسهولة من القلقين الذين لا يتمكنون من التعامل مع قلقهم بشكل صحي.... دمت بخير.