أمي ..!!
السلام عليكم
أنا مشكلتي مع أمي صار لي مواقف كثيرة معها وبعد كل موقف أرجع أكلمها وأحاول أصلح الأوضاع بيننا لأنها أمي بالأول والأخير، بس وصلت إلى مرحلة صرت ما أتقبلها خلاص ما أتحمل تدخلاتها وتصرفاتها وأي شيء منها للأسف اللي شفته منها كثير. مواقف كثيرة صارت لي معها أستحي أن أقولها لأحد، بس أقول جزء من اللي سوته فيني.
أجبرتني على الزواج غصباً عني من شخص لا أريده تحت تأثير السب والإهانة والصراخ حتى وصلت للضرب وتدخل ناس يضغطوا علي للموافقة وبعد أن وافقت غصباً عني سبحان الله لم يتم الزواج غير عقد محكمة لمدة شهرين ثم الفسخ لأني ما قدرت أكمل ضيق وبكاء يوميا إلى أن تدخل أحد من أهلي وفسخ العقد. وهنا قامت قيامتها قاطعتني وتعاملني كأني خادمة في البيت ليس لي وجود ووصلت لمرحلة أنها تطلع عني شائعات أني أحب شخص لهذا السبب فسخت العقد.
تقولون وين أبوك وإخوانك. للأسف أمي إنسانة سليطة اللسان لها مشاكل كثيرة مع الناس واللي في رأسها تسويه وللأسف ما أحد يقدر يوقفها عند حدها لا أبوي ولا إخواني. المهم الحمد الله جاء نصيبي وتزوجت وارتحت، لكن أمي ما ارتاحت بدأت تتدخل في حياتي الشخصية بمشاكل تافهة، حاولت أن أتجاهلها لكن وصلت لأهل زوجي إنها تتكلم عنهم أن طبعهم لم يعجبها وأنهم انعزاليين وأهل زوجي تضايقوا منها أنها تتكلم عند الناس عليهم ووصل الكلام لزوجي وعصب وزعل وكلمها وكلمتها أنا لكن من غير فائدة، حتى أخذ منها موقف.
رزقت بولد ولله الحمد، ثم رزقت بولد ثاني وزوجي حب يسميه باسم من اختياره وهنا تدخلت أمي أنه لازم نسميه على اسم أبوي لأن المولود الأول سماه على أبوه. وبدأت مشاكلها أنه نحن ما نحترم أبي وما نقدره وبدأت بالسب والإهانات والمخاصمة حتى ولدت وذهبت للنفاس عندها وياليتني ما رحت أنواع السب والإهانة أمام الضيوف ووصلت لدرجة جاءنا ضيوف وظلت تبكي وتسب أننا ما نحترم أبوي وما نقدر تعبه كل هذا لأننا ما سميناه على أبوي ويشهد الله أن أبوي إنسان عزيز ونحبه ونقدره ونحترمه حتى أكثر من أمي وسبحان الله نحبه لطيبته بس هي ما تفهم أن الاسم ماله دخل في الاحترام وهي من النوع تسمعون كلامي ولا أسود عيشتكم وأتكلم عنكم بالسوء أمام الناس حتى أهل زوجي تضايقوا منها لأنها فتحت الموضوع أمام ناس ضيوف غرباء وتكلمت عنا بأسلوب مش حلو .
المهم لما شافت أنه ما في أمل نسمي على اسم أبوي بدأت تحاول تغير اسم المولود اللي اخترناه بحجه أنه ما عجبها وأنه اسم يعقد الولد لغرابته !!! عمتي حرمة كبيرة وغرفتي أنا فالطابق العلوي وصعب علي. وبالأول والأخير هذا بيت أهلي ومن عاداتنا أول أسبوعين على الأقل عند أهلي بعدين أروح بيت زوجي أستحي يقولون أمها ما تباها عشان كذا قعدت عندهم غصباً عني أسبوعين بعدين رحت بيتي والكل أصلا حس وعرف أن أمي هي السبب أني رجعت وأنا ما خلصت نفاس زعلت منها وما أسامحها طول عمري
بعد نفاسي رحت لهم زيارة حاولت غصباً عني أتعامل معها بشكل طبيعي وأنا مجروحة منها .. ابني الآن كمل السنة والنص وللآن ما تنطق اسمه لأنه مش عاجبها والمشكلة تشوه الاسم أمام الناس للاستهزاء به ...!!! وكل مشكلة تصير لاحظت أنها تحاول تجمع الناس لصفها وتبين نفسها هي صح ونحن الغلط ونحن عاقين فيها، لله الحمد أهلنا يشهدون باحترامنا لها وحتى يقولون لها أنها ما بتحصل عيال نفسنا محترمينها ومقدرينها بس للأسف أمي اللي في رأسها تسويه .. والناس الغرب يبدون يلومون فينا لأنهم ما يعرفون الحقيقة إيش..
المشكلة الأخيرة هي اللي الحين أعاني منها أنا حامل أول شهور وتعبانة وهي عادت لنفس القصة إذا ما سميته على أبوك لا أنتي بنتي ولا أعرفك ولا ولا ول ...... الخ
وبدأت المسجات والإهانات والتحسب علي ... ما تقدر تعبي وأني حامل في الشهور الأولى .. زوجي عرف الموضوع وزعل منها وقالي أمك تتدخل كثير في حياتنا أحسها صارت تسبب لي الكثير من المشاكل مع زوجي ... كلمت أبوي كلمت خالتي كلمت أخوي تعبت وأنا أشتكي ما أحد يقدر لها خالتي تقول طنشيها ... بس ما أقدر مسجات شبه يومية توصلني منها ... بيت أهلي لي شهر ما رحته لأني ما أريد أشوفها .. من يومين رحته وياليتني ما رحت أول ما دخلت سلمت عليها دخلت غرفتها وسكرت الباب ... وكل شوي تطلع ترمي كلام وتروح منه: ما عندي بنت اسمها ... هذي ما يقدر عليها إلا الشديد القوي ... لدرجة إنها تعاندني في ولدي اللي بدأ يفهم عمره الآن 3 سنين ونص تقوله أمك غير مترباية لا تسمع كلامها خليها تربي نفسها أول بعدين تربيك ؟؟؟؟!!!! هذا كلام ينقال!!
صرت أتضايق منها كثير والمشكلة بدأت تشتكي للناس أشوف أرقام ناس تتصل لي يتدخلون في الموضوع وعمتي توصلها مسجات منها أنه لازم نسمي ... عمتي قالت هذي حياتكم ما أحد يتدخل فيها... المشكلة لو جينا لأمي هي ما سمت على أبوها أي واحد من عيالها وهي اللي اختارت أسامينا كلها ولا أحد تدخل فيها ... ليش تجي تفرض علي شيء هي ما سوته تحرمني من حقي بالفرح وتسمية المولود وتقلب حياتنا نكد وهم وتدخل ناس مالهم دخل في حياتنا الشخصية... صرت أكره أروح لبيت أهلي من بعد ما كنت أروح وأقعد بالأيام وأنا وأخواتي ..
والله إني صرت إنسانة حزينة وقلبي مكسور من أمي ومن كل شيء تسويه فيني. وأحس إني ما قدر أسامحها أبداً ....
3/7/2017
رد المستشار
الابنة السائلة:
المشكلة التي تحكين عنها تتعلق بنمط الحياة الذي نعيشه وتربينا عليه، وهو نمط أحمق أخرق من جهة نظرته لكل الأمور واختصار جوانبها، وإصدار أحكام بشأنها!!
دعيني أشرح قليلا ثم أنطلق إلى ما يمكنك عمله. يقوم النمط الذي نعيشه وتربينا عليه في أساسه على أن هناك إجابة نموذجية أو نموذجا واحدا للصواب، وعلينا بالتالي أن نبحث عنه، وأن نتمثله، ومن ثم يكون غيرنا على خطأ، ونبدأ في وصمه، والمعاناة من تصوراته وأفعاله، والتألم...إلخ
هل تجدين صعوبة في فهم أن هذا النمط هو الذي تفكر به والدتك؟!! هي ترى أن تقديرها للأمور هو "الصواب" والحكمة والحق، وإن ما عداه هو الباطل، وبالتالي تسعى لإحقاق الحق وإنفاذ ما في رأسها بكل الطرق، وبأي ثمن!! المفاجأة هو أنك بنت نفس النمط تماما، وتتصرفين بنفس المنطق تماما، فأنت ترين "الحق" معك، وتريدين إنفاذ ما في رأسك بوصفه "الصواب"!!
وبشيء من التأمل سيتضح لنا أن استخدام منطق الصواب/ الخطأ، والحق/ الباطل يسلمنا إلى الصراعات والمتاهات، وبخاصة في أغلب أمور الحياة التي تحتمل اختيارات، وتراكيب عدة!!
ومعالجة العلاقات الإنسانية بهذا المنطق هو قصور فادح ومنتشر في مجتمعاتنا، وهو مما يفسدها أي العلاقات، والمجتمعات أيضا!!
أرجو أن تقضي بعض الوقت في التعرف على منهاج مختلف، وطريقة أخرى للتفكير، وإدارة العلاقات هي: التواصل غير العنيف Non Violent Communication وهي طريقة ترفض تصنيف الأفعال، أو إصدار الأحكام على تصورات أو تصرفات البشر من حولنا، ولكن تحاول فهم الدوافع والاحتياجات الكامنة وراء كل سلوك، ومن خلالها يمكننا أن نفهم منطق والدتك ومنطقك أيضا، ونكتشف أن مسلكها ومسلكِ وراءهما محاولات لتلبية احتياجات مشروعة، ولكن بطرق غير مناسبة للطرف الثاني.
الوالدة تحتاج إلى الشعور بالتقدير والاهتمام والحب من طرفك، وهذا مفهوم، ومحل تقدير واستيعاب لدى كل عاقل، ولكنها تطلب طلبا غير ملائم لكِ للبرهنة على هذا الحب والاهتمام والتقدير، وأنتي محتاجة للحرية، والاستقلال، والشعور بالحياة الشخصية دون تسلط، ولا تدخلات، ولكن تختارين طريقة تعتبرها الوالدة نوعا من التحدي، والعناد، وقلة الأدب، ونكران الجميل، وربما الجحود!!
وبهذا يحتدم الصراع، وتتوالى حلقاته بلا نهاية!!
ويضيق المجال هنا عن أن أحلل حالة علاقتكما بتفصيل منهاج "التواصل غير العنيف"، ومن شأني إطلاعكِ على أدبياته، وهي متوافرة باللغة العربية من كتب، وصفحات متخصصة على الفيسبوك وأن يزودك بتفاصيل في فهم المشكلة، ووصف طريق الحل.
أختصر لك توصيتي فيما يلي:
أرجو أن تتوقفي تماما عن انتقادك لرغبات الوالدة، وأفكارها، وطلباتها، وشخصها.
أظهري الاحترام الكامل لما سبق، وتفاوضي حول مسألة الاسم، وقد يناسبكما "الحل المصري" الذي توصل إليه أجدادنا من زمان لهذه المشكلة، وهو حل بسيط جدا حيث يكون للشخص أكثر من اسم هناك الاسم الرسمي الموجود في الوثائق، وهناك اسم آخر قد تختاره له الجدة أو غيرها، وينادى به، وهناك أحيانا أسماء أخرى للتدليل، والدلع قد يطلقها هذا القريب أو ذاك أنا شخصياً لم أسمع جدتي – رحمها الله – تناديني باسمي الرسمي طيلة حياتي، ولكن كانت تناديني بما اختارت أن تسميني به طيلة حياتها حتى بعد أن تزوجت أنا، وأصبحت أبا وهي تناديني بنفس الاسم دون أن أتضايق، ولا أن يتضايق أحد من انفرادها بهذا الاسم الذي أحبه أنا، وأتذكر رنين صوتها وهي تنطقه!!
والأسماء عندنا في مصر تتعدد دون مشاكل، وأنا أتأمل وأندهش من قدرة المصريين على إطلاق الأسماء، والأوصاف، وبدون أي زعل حتى لو حمل الاسم وصفا أو كان له نطق صعب أو كان اسما نادرا غير منتشر.
فليكن للجدة حقها في تسمية الابن القادم ما تريد، ولكم الحق في تسجيله كما ترغبون دون أن ينكر أحدكما على الآخر.
وكما يقول العرب: لا مشاححة في المصطلح، وأنا أضيف أنه لا لوم ولا مشكل في تعدد الأسماء، والمسمى واحد!!
ربما تقومين بتعديل المقترح، ولكن في إطار التواصل التراحمي، أو التراحم كما اختار البعض تسميته التواصل غير العنيف في دليل متجدد على إمكانية تعدد الأسماء، والأوصاف.
تحياتي لك، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
بطة ووزة: عواقب الأسماء الكريهة