أمي تغيرت صارت غريبة
أكره نفسي
أكره نفسي كلمة أصبحت أرددها مؤخراً لا أعلم هل معي الحق في كره نفسي أم أنها كلها من فترة المراهقة التي أمر بها على حسب قول البعض لي لكن أنا لا أؤمن بذلك فلكل أمر سبب وأنا موقنة أن هنالك سبب لكره نفسي........
أنا فتاة بال17 من عمري بالصف الثاني ثانوي أنا ولله الحمد جميلة صحيح أنه ليس بالجمال الفتان ولكني مقبولة وبشهادة البعض جميلة قدراتي العقلية جيدة وأعتبر نفسي ذكية ليس غرور بنفسي بل درجاتي تؤكد ذلك ليست المدرسة فقط صديقاتي يحببني كثير لكن مشكلتي تكمن:
أولاً: أنا فتاة لست ملتزمة بالصلاة وقراءة القرآن أكره نفسي لذلك أريد التغير لا أريد أن أضل هكذا حاولت وحاولت مراراً ولكنني لا ألبث إلا فترة وجيزة ثم أتركها وأتكاسل عنها حتى في الوقت الذي لا أكون أعمل فيه شيء حاولت مراراً أنا أجاهد نفسي ولكنني ما إن أصل للمغسلة كي أتوضأ حتى يوسوس الشيطان لي بأن أتركها هذه المرة وربما أشعر بالنعاس وبعض الأحيان أقول الصلاة القادمة ولا أصلي أنا حقاً لا أريد ذلك أنا أحب الله ولا أريد إغضابه ولا أريد دخول النار
ثانياً: أعلم تماماً أنَّ هذه الأفكار تأتي للفتيات اللواتي بمثل عمري ولكن أريد معرفة السبب والحل لن أقول أن والدتي تكرهني ولكنني في بعض الأحيان أشعر بذلك من تصرفاتها ثم ما تلبث أن تشعرني بحنانها إما المشكلة بي أو بها عندما علمت والدتي بأن أختي الصغرى تكرهها لأنها تقسو معها تغيرت كثيراً أصبحت تحسب لها ألف حساب أما نحن فلا لأنها تكرهك تقسين علينا والدتي في بعض الأحيان تظلمني كثير غير أنها تعدني كثير ولا تفِ بوعدها وتكذب عليَّ كثيراً لا أريدها أن تفعل ذلك أنه يحزنني وبشده غير أنها أصبحت تحب أختي الكبرى وتقدسها وأخي أيضاً لا ترى سواهما وإن أخطأنا في حقهما فالويل لنا أما الباقي فلا يشكل فارق هي متشددة كثراً غالباً ما أشعر أنني مختلفة عن بنات جيلي بكل شيء كل شيء أتمناه لا تلبيه لي حتى أتفه الأشياء أنا لا يهمني ذلك ولا أي شيء أنا فقط أريد الحب أريد عندما تضيق بي الحياة أذهب لها بدل صديقاتي العام كانت آخر مرة اشتكيت فيها لصديقاتي ولم يصدقوني إلا أنهم ينعمون بحنان أبويهم وأنا لا الآن كلما رأيتهم أبتسم وأضحك وفي بعض الأحيان أتصرف كالمجنونة يستغربون مني ذلك الشيء ولكنهم يحبون جنوني
أهم ما في الأمر أنني لا أريد إزعاج من حولي بمشاكلي وفي بعض الأحيان أشعر بالنقص ليس فقط من حنان والدتي ومن الأشياء التي حرمتني منها لأنها لا تجعلني مثلي مثل الفتيات في سني بل عندما يأتيني السائق لأخذي من المدرسة وأخرج له أرى جميع الفتيات إما مع أخيهم أو أبيهم يمسكون بأيدهم والبعض يحملون حقائبهم عنهم ولكن أنا لم يأتيني إلا السائق ليس ذنب والدي لأنه توفى لأنني لدي بدل الأخ أخين ولكن يأتيني السائق حتى من يستأذن لي من المدرسة عند تعبي السائق إنها كبيرة صحيح أن أخي الكبير كان مشغول بجامعته هو وأخي الصغير ولكن الآن تخرج وبالمنزل عندما أعود للمنزل أجده نائم أو كان الأفضل أن تأتي إلي غير أنني عندما آتي إليها لأحدثها بأمر يخصني تتحدث على جوالها محادثات نصية ببرنامج الواتس وأضل أتحدث وأتحدث وأتحدث وأنا أحسب أنها تسمعني ولكن أنصدم عندما أراها تضحك وتكتب هي لم تسمعني لم تشعر بي حاولت أن آتي لها بوقت آخر لربما الآن مشغولة ولكنها إما على هاتفها أو التلفاز أو نائمة أو أنني متعبة ولا أريد سماع شيء كلماتها المعتادة وأذكر قبلها آخر مرة اشتكيت لها همومي عندما كان عمري 12 سنة صرخت بوجهي ( أنتي دائما كذا كل أخواتك مو زيك البلاء فيك دائم تسوي مشاكل ... إلخ )
مشكلتي أنني أحاول أن أفضفض لك توقفت عن التحدث إليها إلى أن أصبح عمري 16 والآن ندمت كثيرا فهي تسفهني لقد تعبت منها إنني ابنتها ماذا أفعل لترجع تلك الأم الخيالية لا أعلم ما الذي غيرها بعد وفاة أبي بسنة تغيرت تماما أصبحت أكثر قسوة من قبل وأكثر جفاء إنها تذلني على كل شيء كل شيء عندما أحصل على علامات جيدة فأنني أشكرها وبعد فترة تقول حتى وأنا أتعب لأجلهم لا يشكرونني أقسم بالله أنني أشكرها وأحيانا تقولها في نفس اليوم الذي أفعل ذلك وآخر مرة عندما حصلت على علامات جيدة قبلت رأسها وقلت لها شكراً لك هذا بفضل الله ثم بفضلك قالت ( أيوووووه) يعني أنتي فقط تردين مني شكرك فقط نعم سأشكرك ولن تكفيك كل كلماتي في شكرك ولكني أرجوك لا تفعلي ذلك ابتسمي وأشعريني بفرحك لأجلي أهم ما لديها أن أحصل على علامات عالية عندما ينقصني لو ربع درجة تصرخ في وجههي وعندما أحصل على درجات كاملة ( لأنك بخاصة لو بحكومي ماجبتيها )
أصبحت أخاف وأبكي قبل كل اختبار وأنا قبل أدخله وأنا مبتسمة صديقاتي معلماتي يقولون لي أنتي مجتهدة ومثابرة ولكنني أصبحت أفقد ثقتي بنفسي بسبب والدتي والدتي دمرت كل شيء سعيد في حياتي كثيراً ما أنام ودموعي على وجنتي ولكن إذا أغضبت والدتي أختي وبكت أختي فإن والدتي تعتذر منها أنا أكره نفسي عندما تعتذر والدتي مني ولا أريد ذلك فقط ما أريد أن أشعر بحنانها أن أشعر بأن لدي أم مثل اللواتي يتغنى بهم الشعراء والأدباء أو مثل صديقاتي أكره نفسي أنني دائماً ما أنعت نفسي بالبشعة لأن والدتي تقول عني ذلك وأيضا تعيبني لأجل سمنتي أنا أفعل المستحيل لأنحف ويصبح وزني مثالي ولكنها عندما تعلم بأنني أقيم حمية غذائية تضحك ساخرة وتقول لي كالعادة يوم يومان وتعودين أضعاف ما قبل إنني في بعض الأحيان أصر على القيام بها ولكن مع كلماتها المستمرة أفقد الأمل
أنا لم أعد أنا السابقة لا أثق بنفسي أكره نفسي كثرا كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كثيرا كثيراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وأفكر مرارا بأن أنتحر ولكن لأني مسلمة فلا أستطيع
21/5/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله.
حياكم الله أخيّتي السائلة والمستشارة رشا حسني. كان رد المستشارة جميلا وأعجبني. وأعجِبتُ بمحاولاتك التقرب من أمّك وشكرها وتقبيل رأسها، وعدم حبّ إذلالها بأن تريها تعتذر لك.
وأحب أن أدردش معك بخصوص شيء لاحظتُه أختي "حنايا الروح".
ومن اسمك المستعار "حنايا الرّوح" قد يظهر عمقُك الوجدانيّ وحساسيّة شخصيّتك. نعم، شخصيّتك حساسة جدا لنظرات الناس إليك، لتعاملهم معك، متعطّشة للعاطفة والاهتمام بشكل يعود عليك بالضرر والألم عندما ترين عجز الواقع عن تحقيق تلك المتطلبات. ومن شدّة حساسيتك وحسّك المرهف تراقبين كل سكَنة وحركة في علاقة أمّك مع أخوتك، تقارنين نظرتها (بعينيها) لك مع نظرتها لأختك، نبرتَها معك ومع غيرك... أمّك التي تريدن أن تستأثري بها دون أن تشعري، ولك الحقّ في ذلك، لكن هل تسلكين الطريق الصحيح لذلك ؟ وليس من عادتي أو منطقي أن أدافع بشكل مستميت عن الآباء وأقدس أخطاءهم كما هو منتشر. وأخطاء أمّك في رسالتك كثيرة ولا شكّ. لكن السؤال المطروح لابنتها وهي أنت، هو كيف أجد حلاّ بغضّ النظر إن كانت أمي مخطئة أو أنا المخطئة؟
ولاحظي ما قلتِ بشأن الاصطحاب: (عندما يأتيني السائق لأخذي من المدرسة وأخرج له أرى جميع الفتيات إما مع أخيهم أو أبيهم يمسكون بأيدهم والبعض يحملون حقائبهم عنهم ولكن أنا لم يأتيني إلا السائق...ولكن الآن تخرج وبالمنزل عندما أعود للمنزل أجده نائما)
فقراءتك للموقف قراءةٌ رومانسية جدا، بمعنى أنّك ركّزت على الجانب الرومانسي والشاعري (إمساك اليد حمل الحقيبة مرافقة الأب أو الأخ..) ولم تنتبهي للجانب العمليّ، فأنت لك سائق شخصيّ وهذا يدل على الدلال والرفعة. وسينقلك لبيتك بأقل عناء، عكس من سيمشي حتى يصل للبيت حتى إن كان برفقة ما. وحتى إن كان السائق هو أب أو أخ، فإنّ الأُسر تختلف ومشاغلهم تختلف وقدراتهم أيضا، ولا شك أنّ هناك من هو مثلك أو أسوء منك لكنّك لم تنتبهي لذلك.
والأهمّ أن اهتمام أهلك بك يتجلى في ذلك السائق نفسه، وليس كل اهتمام يتجلى بالطريقة نفسها عند الكل، ومن الخطأ الاقتصار على نوع واحد من التجليات والتمتّع به وحدَه وكراهية غيره. وقد يكون لفقد أبيك رحمه الله أثر في حاجتك لحضور ذكوريّ معك ليرافقك بعد المدرسة. كنوع من الدفئ والافتخار أمام صديقاتك والناس. وهذا من حقّك ولا تُلامين عليه، لكن هل مطالبتك أخاك بأن يرافقك مع أن لك سائقا خاصا شيء منطقي ومقبول عندك إن انعكست الأدوار ؟ تصوري أن أخاك يلومك على انشغالك بنفسك عنه، وهو يحبّ أن ترافقيه أو تسانديه ؟ ثم هل جلست مع أخيك لتخبريه بأفكارك وحاجتك له بأن يرافقك بين الحين والآخر حتى إن كانت مرة في الأسبوع ؟ كنوع من احترام المتاح، أم أنّك تجترّين الألم والحسرة وتنتظرين منه أن يُدرك ذلك لوحده ويقدم لك ما تخفين في صدرك بطريقة سحرية !؟
وما يؤكّد نظرتك "الحالمة" قوْلُك "أن أشعر بأن لدي أم مثل اللواتي يتغنى بهم الشعراء والأدباء" فهل هذا ممكن ؟ أو أن الأدب والشعر تكون فيهما مبالغات لا يمكن إسقاطها على واقعنا وحياتنا؟ وهل أمّك مجرد بيت أو بيتين لا يؤثر عليها إلا حرارة ورطوبة المكتبة ؟ كلمات الشعر كلمات تبقى براقة مجرّدة عن كل واقع وعن كل ضغط وضعف وتوتر ! أما أمّك فهي إنسانة يعتريها ما يعتريك أنت وربما أكثر.
وأيضا تأنيبك لضميرك بخصوص التدين نابع من حساسيتك الزائدة، فأنت تجلدين نفسك ولا توجهين تلك الطاقة للعمل، ولا تستمرين، وهذا شبيه بعدم تواصلك وحوارك مع أهلك وفي الوقت نفسه تحبين أن تُعالجي الوضع!
- وآتي إلى شيء مُهمّ في رسالتك، وهو تصوّرك السّعادة المُطْلقة عند الغَيْر في جُمل مثل: (إلا أنهم ينعمون بحنان أبويهم وأنا لا ) أو (أو مثل صديقاتي).. وسؤالي: كيف أيقنت أن لهم آباء أفضل منك ؟ هل عشت معهم في معادلة عائلية دائمة بشجاراتها وخلافاتها وسرائها وضرائها (ولا تكفي الضيافة أبدا) ؟ إضافة إلى أن المجتعات العربية عموما لا تذكر الآباء بسوء كنوع من التقديس وعدم إظهار عيوب العائلة. يعني النتيجة هي صورة براقة زائفة ! هذا لا ينفي وجود آباء جيدين. ولكن لا يجب أن يُنسينا هذا، أن وصف الآباء والعلاقات الأسرية نسبي من ابن لآخر، فقد تكون صديقتك أكثر سوء ولكنّها تُغلّب جانب على جانب. أو ببساطة قد تكون صديقتك أقل حساسية منك ولا تنتبه أصلا لعيوب والديها ! فتظنين أنّها تملك نفس ملاحظتك وحساسيتك فخلُصت إلى نتيجة مغايرة عنك، والحقيقة أنها عاجزة عن معرفة مواطن الخلل.
وأعود لجملة أمّك (إنتي دائما كذا كل أخواتك مو زيك البلاء فيك).. هل حاولت ان تفهمي الجملة ؟ بعيدا عن الاستياء منها؟ ما تقصد أمّك بذلك. هل تقصد أمّك أن حساسيتك الزائدة ومطالبتك الزائدة والمختلفة كمّا وكيفا عن إخوتك هي "المشاكل" في تصوّرها؟ هل حاولت فهمَ سبب تصرف أمّك مع أختك باحترام وتقدير. حاولي ملاحظة تصرفات وشخصية أختك، (بعيدا عن مقارنة نفسك بها) لكي تعرفي سبب "ارتياح" أمّك لها.. فالرضى والسخط له علاقة بانتظاراتنا اتجاه الآخر، ولا تفهمي أن رضى أمّك وغضبها له علاقة بصواب أو خطأ ما تقومين به! (وهذا يريحُك من جهة) كما أنّ رضاك عنها وسخطَك لا يعني خطأها وصوابَها بالضرورة، بل يُترجِم فقط انتظاراتك أنت منها، فإن نجحت في تحقيقها وإلاّ استأت ولُمتِها.
لذا ينبغي يا أخيّتي أن تحاوري أكثر وتنفتحي بأدب وهدوء بخصوص قناعاتك وتطلّعاتك ونظرتك الحساسة. مع أمّك وإخوتك، وأن تتأملي نفسك كإنسان "يعطي ويأخذ" وليس كإنسان يريد أن يأخذ فقط ! فإنّك إن تصورت نفسك "معطية" ستنتبهين أحيانا إلى أنّك أعجز من أن تقدّمي نصف ما تطالبين به الآخرين ! واشرحي موقفك بقوة وثقة (مثل: أنا لا أحب أن تقفي عائقا في حميَتي يا أميّ فأنت لا تُساعدينني حتى أنقص وزني ولا تشجّعينني أيضا!)، واطلبي منهم أن يتفهّموا حساسيتك ورقّتك فقط، كنقطة بداية، وأنّ هذا يريحُك ويُشعرك بالرضى حتّى إن لم يستطيعوا تلبية حاجياتك. واعلمي أنّ التصرّفات الصبيانية والتركيز على الذات ومطالبها دون مراعاة حاجيات الآخرين لاي يزيدك إلا بُعدا عنهم وعرضة للسخريّة والانتقاد.
29/6/2017