مشاعر قلق وخوف وحساسية نفسية مفرطة
السلام عليكم, أعاني منذ كان في عمري 9 سنوات كنت أخاف كثيرا وأتحسس المواقف والمشاعر وحتى تصبح صعبة علي والآن في سن المراهقة زاد وأصبح يشكل على شكل مشاعر قلق وتوتر ويؤثر في حياتي ويومي
أنا إنسان حساس جدا كل موقف أصنع له شعور وإحساس, وعندما أسمع الأغاني أتحسسها وأدخل في مشاعر لا أستطيع وصفها هي عبارة عن مشاعر قلق داخلي وصراع داخلي من الصعب التحسس بها والشعور بها, وأيضا أقلق من كل شيء وأتفه الأسباب مثلا عندما أذهب إلى الحلاق أقلق وأبقى متوتر فمنذ الصغر عندما أذهب إلى مكان بعيد وأرجع أحس بقلق في قلبي نوعا ما وبعدم الطمأنينة, وأصبحت أرى العالم كأنه كابوس مقلق هذا الشعور يتمثل كأني أرى العالم مخيف وعدم الاطمئنان حتى يزول بعد أيام وفي أيام المناسبات يزيد وفي الأيام العادية تنقص
وفي الستة الأشهر الأخيرة لاحظت متى تنتابني تلك المشاعر المزيفة وأين:
-تنتابني تلك المشاعر خاصة عندما أسافر وأرجع إلى المنزل فعند الرجوع أحس بقلق في قلبي وأحس بفقدان الطمأنينة
-تنتابني تلك المشاعر بكثرة في المناسبات مثلا الأعياد أو الدخول المدرسي أو رمضان... أي مناسبة تبدأ مشاعري بتبدد
- تنتابني تلك المشاعر في الليل أكثر من الصباح
-تنتابني تلك المشاعر عندما يتغير روتيني عندما مثلا أنهض الصباح وأذهب إلى مكان بعيد وأرجع عكس الجلوس في المنزل
-وتنتابني أيضا في الأحلام وبكثرة عكس اليقظة لأنني عندما قرأت عن الأحلام كأن عقلي يريد إخراج تلك المشاعر المكبوتة والأحاسيس
-وأيضا عندما أرى الازدحام والناس والضجيج
وتخيل يا دكتور قال لي أخي البارحة نذهب للبحر ونستمتع أصبحت خائف ومتوتر أفكر كيف أذهب وكم تستغرق، كأنه قال لي نذهب إلى الموت ربما أنا أقلق خوفا من أن تنتابني تلك المشاعر لأنها أعاقت سفري وتغير روتيني وكل شيء أصبحت أتجنب المواقف لكي لا تنتابني مارست تمارين الاسترخاء وأحس كأنني أُخرج تلك المشاعر من فمي وأحس بشعور رائع لا يوصف لكن بعد دقائق ترجع تلك المشاعر لكن ليست مثلما كانت تكون ضعيفة وليست واضحة نوعا ما وبدأت أشرب دواء دوجماتيل حبة كل يوم لأني قرأت مفيد للحساسية النفسية
وأيضا لاحظت تلك المشاعر والأعراض تنقص تماما عندما:
-أكون في جو هادئ واسترخائي
-عندما أكون أعبر عنها لصديق لي أو ...
-عندما لا أرى الناس يمشون وأرى الجو هادئ
-في الصباح الباكر
أريد مساعدتكم لأنني كرهت من هذه المشاعر والقلق الزائد,
وهل ينفع الدواء في هذه الحالات في سني , ويمكن طرق ونصائح للتعامل مع هذا الاضطراب
15/7/2017
رد المستشار
لا أخفي عليك مدى إعجابي بدقة توصيف مشاعرك رغم تصورك أنك لا تتمكن من التعبير عنها!، وكذلك إعجابي بقدرتك العالية على ملاحظة نفسك في أوقات قلقها، وأوقات هدوئها، ومسببات كل منهما!؛ فهذا الوعي يغيب عن الكثير من البشر قد تخطوا مرحلتك العمرية بوقت غير قليل!، ولكن دقتك، وملاحظتك تلك؛ جعلتك قريب جدا من المسببات الخارجية وغابت عنك المسببات العميقة والتي هي "دور" المعالج الذي يتمكن بخبرته أن يتعامل مع حقيقة المشكلة دون أن يتعثر في أعراضها فقط،
ويزعجني أنك قررت أن تتناول الدوجماتيل وحدك هكذا دون رجوع لمتخصص يرشدك للمناسب لك من الأدوية النفسية؛ فهذا الدواء دواء مهم ومحترم جدا، ولكن جرعاته المختلفة تعالج أمراضا مختلفة؛ فهو في الأصل لعلاج الذهان، وجرعة 800 منه يوميا تعالج الفصام صاحب الأعراض الايجابية، وجرعته 600 يوميا تعالج الأعراض الخاصة بالفصام السلبي، وجرعة صغيرة منه لا تتخطى الـ 200 يوميا هي التي تساعد على التخلص من القلق، والوساوس، والتوتر، والقولون العصبي، وله بعض الأعراض الجانبية التي تختلف باختلاف الجرعات، والتركيبة النفسية والجسدية لكل شخص منها ما هو مرتبط بالرغبة الجنسية مثلا-تقل-، أو ظاهرة التثدي عند الرجال، قلت لك كل هذا حتى لا تخاطر أبدا مع نفسك في تناول أي أدوية نفسية من تلقاء نفسك؛ فالمعالج لديه المعرفة التي تؤهله لوصف دواء بجرعة ومدة تناسب كل شخص دون الآخر حتى لو كان لنفس المرض، وأتصور أن قلقك سيدفعك لعدم تخطي ذلك الأمر مرة أخرى ولا تتوقف عن الدواء مرة واحدة،
ولكن تدرج في التوقف وهذا ليس بسبب وجود إدمان له؛ فهو لا يسبب إدمان، ولكن ليتم سحبه بتدرج من الدم، وأعود فقأقول لك: الأفضل بلا جدال هو أن تتواصل مع معالج نفسي ماهر يساعدك على الاستبصار بحقيقة مشكلتك أكثر من أعراضها، وليساعدك في وضع خطة لتنفيذ طرق العلاج سواء بالأدوية، أو بسلوكيات، أو بعلاج لأفكارك،
وحتى يحدث ذلك أتمنى أن تقوم بالتالي:
- التدرج المتراكم في مواجهة المواقف التي لاحظت أنك تتوتر جدا فيها، حتى لو كان التدرج لا يجعلك تكمل الموقف كله، ولكن لاحظ متى تتوقف داخل الموقف نفسه في قدرتك على التحمل؛ لتزيد بمرور الوقت جزء أكبر في المواجهة، وهكذا حتى تصل لمواجهة الموقف كله، ولا تتعجل،
- أقترح أن تدمج الأمور التي تساعدك على الاسترخاء وقلة التوتر داخل الموقف الذي يثير توترك، ومشاعرك الصعبة؛ كأن تتنفس تنفسا صحيا، أو تغير وضعية جسمك لوضعية مريحة، أو التفكير في خبر سار غير متوقع ولو بالخيال داخل نفس موقف قلقك؛ فلكل منا مصدر يدعمه ويقويه داخليا، أو خارجيا يختلف فيما بيننا؛ يحقق لنا درجة من توازن دفقة المشاعر؛ مثل الشجاعة، الشمس، الطبيعة، الدعاء، الموسيقى، الحيوانات، علاقات بأشخاص تطمئن على نفسك معهم،الخ؛ فلتكتشف مصادر قوتك ؛لأنها كنزك الذي لا تعلم عنه كثيرا.
- واظب على تمارين الاسترخاء، والتنفس الصحي كل يوم مدة لا تقل عن 20 دقيقة مرتين يوميا دون توقف لتؤتي ثمرتها؛ فهي ليست جرعة مخدرات لموقف حادث الآن، ولكن أثارها الحقيقية تراكمي.
- بعض اضطرابات الشخصية تظهر في مثل عمرك يا ولدي، وبالطبع لا أقول ذلك ليزداد قلقك، ولكن ليزداد حبك لنفسك وإعطائها ما تحتاجه من تواصل مع معالج ماهر ينفي، أو يؤكد هذا الافتراض؛ فهو مجرد"احتمال".
-قد تكتشف في رحلة الشفاء من معاناتك أن هناك جزء وراثي ورثته عن أحد والديك، أو عائلتك الأكبر، ولكن أحدث الدراسات العلمية المثبتة تؤكد أن تغيرنا من الداخل يغير جيناتنا نفسها، ويغير شكل المخ، ووصلاته العصبية!؛ فشجاعة تغييرك الحقيقي بشكل متخصص ستمكنك من الوصول لما ترضاه لنفسك حتى لو كنت وارثا للقلق!.
أخيرا..أتمنى لك كل الخير، والراحة والطمأنينة، والشجاعة في طلب المساعدة الماهرة؛ لتحيا بصدق حياة حقيقية.