تعود أم إدمان أم مرض نفسي
السلام عليكم أما بعد... فأنا مراهق مدمن على العادة السرية، حيث أنني أمارسها يومياً مرة على أقل تقدير،
نجحت فيما مضى بالامتناع عن عادات سيئة مثل: المشروبات الغازية، فرقعة العظام (الرقبة والأصابع) الوجبات السريعة والابتعاد عن الألعاب الإلكترونية "المدمنة منها" في حين لم أستطع الابتعاد عن العادة السرية رغم أنني أمارسها منذ حوالي سنتين أو أكثر بقليل بمشاهدة المواقع الإباحية.
فيما مضى قمت بمنع هاتفي الخلوي عني؛ طلباً للتوقف فنجحت، ثم عدت كما سبق للدائرة بعد حوالي ثلاثة أشهر. أعاني بسبب عائلتي فهي تظن بأن التربية المثالية هي توفر الطعام، الشراب، الملابس وبعض متطلبات البشر للحياة. أنا أستغل وقتي بالأنشطة كالرياضة، بناء العضلات والتثقف خاصة لغتي العربية الفصحى، وأستغل مواهبي بالرسم والعزف و الاستعداد للمرحلة الدراسية القادمة.
أسئلتي هي:
-هل ما أمارسه أنا يسمى تعود أم إدمان أم مرض نفسي؟
-أتنصحوني أن أتتبع نفس الأسلوب في منع هاتفي عني؟
-هل لعائلتي سبب في مشكلتي؟
-هل أراجع طبيب نفسي مختص لمثل حالاتي؟
ملاحظة: ترددت في عرض مشكلتي عليكم حتى لا أزعجكم بمشكلتي.
أشكركم من أعماق قلبي لمحاولة حل مشاكل الجميع ولكم الأجر بأذن الله
19/7/2017
رد المستشار
لا أخفيك سرا أني أعجبت جدا من طريقة تعاملك مع نفسك، وقدرتك على سرد مشكلتك ووضوحها وترتيبها!، وأعجبت كذلك بشجاعتك في مواجهة ما تجده يستعبدك لتكون حرا، وشجاعتك الحالية في مواجهة ما تمارسه وينغص عليك!وكذلك إقبالك على الحياة والحركة والفن؛ فأنا فخورة بجهدك جدا وأثمنه؛ لأنه حقيقة، وسأرد عليك في نقاط كما تحب
- هل ما تمارسه عادة، أم إدمان، أم مرض نفسي؟.... الذي يفرق بينهم هو الأعراض التي تسبق ممارستك للعادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية؛ فكلما كنت تشعر بتوتر وعدم القدرة على تحمل بعدك عن المشاهدة والممارسة، وتعطل ما عليك فعله حتى لا تبعد عنهما، وتلاحظ زيادة رغبتك في المشاهدة بوقت أكثر وأكثر، كلما أشار ذلك لدرجة إدمان، ولكن قولك أنك تفعل ذلك منذ كنت صاحب عامين من عمرك؛ هو مؤشر مهم في كون تلك الممارسة في تلك السن المبكرة لا علاقة لها باللذة الجنسية، ولكن لها علاقة بالتوتر والشعور بعدم الأمان! وفي الغالب ما يحدث تضافر بين ما قلته بين التوتر وعدم الأمان سواء كان بسبب خلافات في بيتك، أو جينات وراثية حين يتم ممارستها بشكل دائم؛ تتحول لعادة والعادة تتحول تدريجيا لإدمان.
- ما هو أسلوب المنع؟.... هنا أقولك لك؛ لأنك مجتهد، وتبحث عن إصلاح ما تجده عندك، أنك ستجد في موقعنا مئات الاستشارات، والمقالات العامة، والمتخصصة ما يخص أساليب التعافي من إدمان العادة السرية، فاقرأ فيها جيدا لتتمكن من استخدام الوسائل المقترحة ولكن مع فهم حقيقة دوافعها، وآثارها، ومكانها في السياق النفسي والشرعي الذي قد يبعد كثيرا عما نتداوله في حديثنا العام عنها كآثارها التي يبالغ البعض فيها، وحرمتها التي يبالغ البعض فيها، وليس معنى حديثي هذا أنها عادة جيدة، أو أنها ليست سيئة؛ فهي عادة سيئة وأثرها النفسي، والزواجي فيما بعد سيئ، وغير مقبولة كسلوك للمسلم، ولكن في إطار من العلم، والفهم بعيدا عن المبالغة، أو التفريط.
- هل لعائلتك سبب في مشكلتك؟.... ما دمت قد مارستها منذ كنت في العامين فهي غالبا ما تعود لتوتر وراثي، أو أسباب عضوية ولدت بها تسبب توترك، أو فعلا كما وجدنا الأطفال التي تمارس ما يشبه العادة السرية في الكبار كانوا يلجؤن لها بسبب وجود خلافات، أو طرق تربية تسبب عدم الأمان لدى الطفل، ولكن إن كان السبب يخص الخلافات، أو استخدام وسائل غير تربوية اضطرتك لذلك في الصغر؛ فالآن أنت في مرحلة الرجولة التي تجعلك تتعامل مع مشكلاتك بطرق أنضج، وأكثر صحة نفسية، ومسؤولية عن السابق دون تهور، أو استسلام.
-هل أراجع طبيب نفسي لحالتي؟.... الأول افهم حقيقة ما يحدث عندك من خلال قراءة معظم ما تحدث عنه الموقع ويخص تلك العادة، ووضع يدك على حقيقة مشكلاتك التي قد تكتشف بشيء من التركيز مع نفسك-كعادتك- أنها تجعلك تذهب للعادة السرية، ثم إعطاء فرصة لنجاحك الذاتي ببرامج التعافي في الموقع؛ فإن لم تتمكن من ذلك وحدك؛ فلا داعي للبقاء هكذا دون اللجوء لمتخصص ماهر يساعدك في التعافي بطرق العلاج المختلفة.... دمت بخير أيها الشاب المتميز الشجاع.واقرأ أيضًا:
العادة السرية برنامج إيقاف
الاستمناء حكاية بلا نهاية: برنامج علاجي
دموع الندم: المواقع الجنسية: برنامج عمل
التعليق: السلام عليكم صديقي صاحب المشكلة، وحيا الله المستشارة أميرة بدران
كنت أود التنبيه عن موضوع بداية العادة السرية عندك، فجملة (رغم أنني أمارسها منذ حوالي سنتين أو أكثر بقليل بمشاهدة المواقع الإباحية) توحي بأنها حوالي سنتان من الآن. أي 16 عاما. فمستبعد أن يشاهد طفل ذو عامين المواقع الإباحية.
لذا أظن أن قول المستشارة (مادمت قد مارستها منذ كنت في العامين فهي غالبا ما تعود لتوتر وراثي) يُفهم منه أنها ظنّتْ البدايةَ منذ كان لديه عامين فقط. تحيّتي
وعيدكم مبارك سعيد