الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر ٣٠ عاماً وعلى علم بأحكام الدين والعقيدة وأصبت بمرض الوسواس وعالجته بفضل الله أمور كثيرة وتجاوزتها.... لكن لازلت أعاني من الاغتسال من المذي حيث إنني أقوم بالاستحمام بشكل كامل وهذا يرهقني وكما أنني أقوم بتنظيف جدران الحمام خوفا من إصابته بالنجاسة وأقوم بالإسراف بالماء بشكل كبير.
وكذلك الغسل من المني وأستخدم الصابون في جميع الاغتسال وعند الخروج من بيت الخلاء أجلكم الله لا أمشي بالحذاء على الأرض خوفا من نقل النجاسة ولا أستطيع وضع قدمي على مكان هذا الحذاء خوفاً من النجاسة...
ما الحل؟
فأنا مرهق بسبب هذا الوسواس مع العلم أنني محافظ على جميع الصلوات ولله الحمد
1/8/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "Ammar" وأهلًا بك وسهلًا على صفحتنا مجانين العقلاء، الحمد لله على تعافيك من كثير من الوساوس، وأظنك عالجتها وحدك دون طبيب أليس كذلك؟
تقول أنك تستحم بشكل كامل من المذي، ويبدو أنك توسوس من نجاسته وليس من كونه يتطلب الاغتسال. وباعتبارك عالمًا بأحكام الدين فأنت تعلم جيدًا أنه لا يستلزم سوى غسل مكانه والوضوء، فالقسم المعرفي من العلاج انتهيت منه، بقي القسم السلوكي، وهو ألا تنفذ رغبتك في الاغتسال وغسل الجدران. ومما يساعدك على هذا وضع جدول تكتب فيه إنجازاتك في كل مرة، هل استجبت للوسواس بشكل كامل، أم جزئي. ما هي المدة التي بقيتها في الحمام؟ كم تقدر كمية الماء التي استخدمتها؟ وكل مرة قيّم إنجازاتك، ولا تستهن بأي تحسن وإن كان يسيرًا، فهو بشارة خير. ضع وقتًا محددًا للوصول إلى التطبيق الكامل (15 يومًا/شهر)، واستعن بالله أولًا وآخراً.
بالنسبة للمني، فأنت تعلم أنه محل خلاف منهم من قال بطهارته، ومنهم من قال بالنجاسة، وباعتبارك موسوسًا، فالأولى لك –ولكل الموسوسين- الأخذ بالأيسر وبالرخص حتى يزول وسواسك. اعتبره طاهرًا وأرح نفسك.
أما غسل الجدران: فلا مجال لانتقال النجاسة بعد أن غسلت مكانها من جسدك، أيُّ ماء ارتد من المكان بعد ذلك فهو طاهر. حتى لو مسحت المكان بمنديل، ثم غسلته بعد ذلك، فالماء المنفصل يكون طاهرًا. أما الصابون فلا مكان له في التطهير، وإنما هو نتيجة شعورك بالقرف فيما يبدو. لا حلّ لك سوى عدم الاستجابة للوسواس، وإن لم تمتلك الشجاعة اللازمة فلابد لك من الذهاب للطبيب لتناول الدواء المساعد.
بالنسبة لحذاء الحمام، معظم لبيوت عندنا في الشام –خاصة الملتزمين- يضعون حذاء داخل الحمام خاصًا به ليريحوا بالهم بالنسبة للنظافة والطهارة. غير أن مدار الأمر على وجود نجاسة على الحذاء أم لا؟ وخذ هذه القاعدة: (الجاف على الجاف طاهر بلا خلاف) إذا التقى شيئان جافان لا يحصل أي انتقال للنجاسة بينهما. ثم: المشي برجل مبتلة على أرض متنجسة جافة –عند الحنفية- لا ينجس القدم إلا إذا ظهرت النجاسة عليها. وبالطبع السير بالحذاء المبتل لا يترك أثرًا على الأرض بعد الجفاف، فضلًا عن أن يظهر الأثر على الرجل.
هذا شرعًا، فإن أردت العلاج فينبغي أن تتعمد المشي برجلك فوق المكان الذي سرت عليه بالحذاء، جافةً ومبلولة، ثم تقف لتصلي. فإن قلقت جدًا وشعرت أنك تصلي متنجسًا، فلا تهتم، فالصلاة صحيحة عند المالكية مع نجاسة البدن والثوب والمكان.
ومن الأفضل لك الذهاب إلى طبيب عالم بالعلاج المعرفي السلوكي، ليعينك على هذا كله ويعطيك الدواء المناسب الذي يساعدك، تمنياتي لك بالشفاء العاجل وراحة البال.