لا أعلم من أين أبدأ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأدخل مباشرة في الأهم وسأحاول إيصال المعلومة بأقل الكلمات لأني لست جيدا في التعبير عن ما يؤلمني كما أنه ليس من السهل علي البوح بما أحمله في نفسي عموما أشعر بصراع بين قلبي وعقلي سأبدأ من البداية عشت طفولة غريبة لم أكن أحب اللعب كثيرا بل كنت أحب البحث والتدقيق في أمور تجاوزت عمري أنا الأكبر في إخوتي وإلى الحدود اللحظة لا أشعر أنه لدي إخوة منذ الصغر كان الفراق بيننا ولا أعلم السبب إلى هذه اللحظة بل إنهم لا يجلسون في مكان أنا متواجد به ولكن لم أكترث للأمر ومضت سنوات على تلك الحالة حيث كنا نقيم بمنطقة ريفية ولا أذكر من الماضي الكثير فقد بضع لقطات تمر أمامي في بعض الأحيان
وكبرت وخلال السنوات الأخيرة كنت قد ابتعدت عن المنزل والأهل ليس لدي مكان محدد للإقامة فقد كنت أسعى لكل ما هو جديد وممتع ولا أذكر أني عشت فترة المراهقة لم تكن تستهويني الفتاة بصفة عامة أجدها فكرة بلهاء إلى أن تعرفت على فتاة سأختصرها وأقول أحببتها كثيرا قبل معرفتها لم أكن أشعر بأي نوع من أنواع الحس العاطفي مثلا لا أشتاق إلى أمي أو أبي أو أي فرد حتى علاقتي بصلاة لم تكن موجودة أصلا المهم جذبني في تلك الفتاة طيبة قلبها حيث تعمدت وتصنعت أشياء مروعة كي تكرهني وفي كل مرة أقف حائرا في أمرها فكانت تتقبل كل ما هو سيئ مني بابتسامة ودموعها في عينيها تساءلت كثيرا وتهربت منها ولكن في الأخير سلمت لها أمري علمتني الصلاة وعلمتني الحب واكتشفت وقتها كم أنا كنت أنانيا في حق الأهل وشعرت بالذنب للقسوة التي كانت في قلبي وأردت أن أعيش معهم وكانت تشجعني تلك الفتاة
الغريب أني لحدود اللحظة لا أستطيع قول كلمة أمي لأمي أو أبي لأبي بل أذكرهم بأسمائهم حقيقة كانت فترة رائعة لمدة 4 سنوات ولكن من بعدها تبدأ المعاناة للبعد الذي بيني وبين تلك الفتاة ولضعفي المادي آن ذاك اضطررت أن أقول لها بأن لا تنتظرني فقد أجبروها على خطبة ابن خالتها كنت أعتقد أني سأكون قوية الشخصية مثل العادة ولكن تفاجئت أني صرت بدون شخصية فكأني دخلت في سبات لأستفيق منه على صوت حبيبتي حين أرادت أن تطمئن على حالي لأجد نفسي أنه قد تم استغلالي من قبل الأهل وأني قد عقدت أي تزوجت دون الدخول بالفتاة على فتاة من اختيار أمي وأني قد أفرطت في الطيبة لدرجة أني لم أعد أملك أي شيء وبطبيعة الحال أنا الآن غارق في الديون وحالتي لا يرثى لها والأهل يلومنني وقد كانوا هم سببا رئيسيا في فشلي وفي حالتي هذه والمؤلم أنهم تخلوا عني وعدت للوحدة حزينا.
لم أتوقع أن أقولها في يوم ولكن أصبحت شديد البكاء وأحيانا أشك في الوجود فتجدني ألمس يدي ووجهي وأتساءل ما هذا الشيء وأحيانا أشك في كل موجود وفي كل كلمة إن صحيحة والمذهل أنه لدي قدرة على قراءة الأفكار وتوقع النتائج كانت لي العديد من الأحلام مع تلك الفتاة التي أحببتها وذهبت مع ذهابها أنا لا أريد بأن أظلم أي إنسان ولكن ظلمت نفسي كثيرا حتى الفتاة التي اخترتها لي أمي لم أستطع رفضها خوفا من جرح مشاعرها ومشاعر أمي ولكن اليوم أصبحت هي سبب مشاكلي بالرغم أنها فتاة طيبة القلب إلا أني لا أستطيع التواصل معها أشعر بعجز إيصال المعلومة إليها ولا أعلم ماذا أفعل في أمرها هي أيضا ضاق صدرها مني
في خضم كل هذا أتذكر حبيبتي وكيف أخذت بيدي من المرح بين المقاهي والسعي وراء المال والشهوات إلى ذلك الإنسان المحافظ على صلواته وأذكاره حتى وصلت ورأيت أدعيتي تتحقق والآن في بعض الأوقات أشك في وجود الله وأستغفره على شك لم أعد قادرا على اتخاذ أي قرار بل أشعر أني صرت جبانا لا أستطيع قول كلمة لا وفي السابق كان لي رأي لا يتزحزح تحت كل الظروف وأحيانا أشعر بقوة ورغبة في أن أكون أحد الجنود الذين يقتلون بدون رحمة بل لا أتساءل من يقاتل أصلا المهم أن أقتل فقط أني مجموعة من التناقضات والحيرة
عذرا على الإطالة وإن واصلت لا أعتقد أن كلماتي ستتوقف ولكن أرجو أن أجد نصيحة منكم تفيدني حقا وأخيرا أفكر أن أزور طبيبة نفسية عن قريب من الرغم أني لا أؤمن بقدرات المرأة إلا أني لا أحبذ الذهاب إلى طبيب نفسي شكرا لكم
4/8/2017
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Ahmed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.... ونسأل الله أن يوفقك ويعينك في حل مشكلاتك أنت وأهلك. وأن يعيننا ويوفقنا في مساعدتك... ونعتذر لك عن تأخرنا في الرد عليك بسبب ظروف المستشارين.
لم تحك لنا منذ وقعت في الحب لأول مرة أي شيء عن المدة الزمنية ... فلا نعرف من إفادتك بعد ذلك إلا أحداثا وأحوالا مؤلمة لك نستطيع فهم تتاليها ولا ندرك أبعادها.
الحكاية في مجملها حكاية طفل ثم مراهق منطوٍ –داخل الأسرة- منطلق خارجها يبحث عن كل ما هو جديد وممتع وليس لديه مكان محدد للإقامة، وكل ذلك وقد ابتعدت عن المنزل والأهل، أيفهم من ذلك أنك كنت تعول نفسك ؟ خاصة وأنت تستكمل (ولا أذكر أني عشت فترة المراهقة)... هذه مفهومة لكننا على مجانين نقسم ما يسمى بالمراهقة إلى قسمين الأولى سنوات الطفولة الأخيرة قبل البلوغ والثانية نسميها الرشد المبكر.
أنت الآن في أوج رشدك يا "Ahmed" وقد مررت بقصة حب حركت كثيرا من الأشياء الجميلة (مشاعر، أفكار، تخيلات، اقتراب من الله) ..... لكنها انتهت ككل الأشياء الجميلة في حياة أغلب الناس.... وصحيح أنها علمت في كيانك لكن لك كان ويجب أن يبقى دافعا إلى الأفضل.
هناك علامات مختلفة قد تشير إلى شخصية دوروية المزاج (فرح/انقباضية Cyclothymic Personality وقد يكون أشد من ذلك أو على الأقل تكون لديك درجة من الاستعداد الثناقطبي Bipolarity .
وهناك ما يشير كذلك إلى وجود بعض التفكير الخارق أو الخرافي Superstitious Thinking (والمذهل أنه لدي قدرة على قراءة الأفكار وتوقع النتائج)... وهذا قد يكون طبيعيا وقد يتعلق باضطراب شخصية من مجموعة الشخصيات الغريبة Odd Personalities.
وهناك مزاج اكتئابي عام قد يكون اكتئابا جسيما أو لا يكون ومعاناة مستمرة واضحة –لكن لا نعرف مداها الزمني- وهناك غضب مكتوم ربما منذ الطفولة تسترجعه في أحلامك العدوانية يا "Ahmed" لكن لا يوجد لدي ما أستطيع التشخيص الدقيق على أساسه.
ولا أدري لماذا لم توضح سبب أنك لا تفضل طبيبا نفسانيا ذكرا إلى الحد الذي يجعلك تعرض نفسك على طبيبة نفسانية امرأة رغم أنك لا تثق في قدرات المرأة ! ما هي مشكلتك مع الأطباء النفسانيين الذكور ؟ أخمن أن جانبا من التاريخ المرضي لحالتك أغفلته !!
لا تتسرع في موضوع زوجتك هداكما الله وسارع بعرض نفسك على من تشاء من المختصين فها الآن هو الأولى .... وتابعنا بالتطورات.