رسائل الأمس م2
نادين البائسة ها هي نادين تخرجت من جامعتها لتصبح صيدلانية لتجد وظيفة وتستقل ماديا لتبدأ حياتها كما تريد..... ولكن القدر لن يتركها فلعنه هذا المنزل تلاحقها في كل مكان فأصبحت أصدق بعدما كنت أنكر كل النكران بأن أحد ألحق الأذى بنا.
دعني أقص ما يحدث لي لا أتقدم لوظيفة إلا وتحدث ظروف تمنعني منها أو أرفض منها تماما، أكثر من 30 شركة أرسلت لهم السي في ولا أحد يكلمني صديق طبيب للعائلة عندما حاول أن يساعدني في مكان عمله تم نقله إلى محافظة أخرى وصيدلانية تعمل في شركة أخبرتها أني أريد أن أعمل كميديكال ريب أخدت السي في وبعدها انتقلت إلى دولة عربية أخرى، وعندما أردت أن ألتحق بحربية اكتشفت أنه لا يتم قبول من خضعوا لعملية ليزك
أنا في منتصف اللاشيء. لا أعلم أن كنت سأبقي في هذه المرحلة من حياتي التي لا تنتهي أنا مصابة بالإحباط فأخي فسخ خطوبته للمرة الثانية علي التوالي. أختي وهي طبيبة وناجحة في كل شيء بلغت الـ34 دون زواج وعندما يتقدم أحد لخطبتنا لا يعود مره ثانية
أشعر وكأن الحياة ليست عادلة. لماذا أنا وإخوتي.
لماذا يفعل بنا الله كل هذا وهل حقا هناك ما يسمي بالأعمال وإن كان يوجد كيف الله يترك بشر يؤذوننا وهو موجود
17/8/2017
رد المستشار
أهلا بك يا ابنتي، فرحت كثيرا بأنك قد أنهيت دراستك، وحزنت أنك لازلت ترتدين دور الضحية، ولازلت تلصقين ما حدث ويحدث لله؛ فالله تعالى لا يعاقب إلا في الآخرة في غالب الأمور، والحياة بالفعل غير عادلة، ولكننا مسؤولون ونختار حتى رد فعلنا على ما لم نقم باختياره نحن منذ البداية؛ فالمعاق لم يختر ذلك، ولكن اختلاف اختياراته قد تجعله محطم، أو حاقد، أو منعزل، أو صاحب ميداليات نادرة؛ فرؤيتك لنفسك، ولحياتك، والأحداث هي التي تعزز اختيار، وتنهي اختيار،
ولقد مررت بمراحل مختلفة تمكنت فيها من تخطي أزمة التواصل في البيت بقدر كبير، أتذكرين حين قلت أنه أصبح لك رأياً، وتخطيت عدم حبك للصيدلة، وتخطيت قصة الدكتور الجامعي، فلا أفهم صدقا كيف لا ترين حقيقة إرادتك؟ فلقد أصررت على إعادة عام الثانوية العامة وحدث، وأصررت على الذهاب للقاهرة وحدث، وأصررت على زيادة وزنك وحدث، فكيف لا ترين حقيقة إرادتك في التغيير؟ لماذا تجدين ارتداء دور الضحية هو الأسهل دوما؟ فأنا أعذرك في ألمك، وفي احتياجاتك من والديكِ، ولكن لا أعذرك في "الندب" على حالك طوال الوقت ووضع قدراتك في أقرب سلة مهملات لديك؛
فالعمل في المحروسة ليس سهلا، ولكنه كذلك ليس مستحيلا، وتقصير والديكِ سببا في ما آلت له الظروف، وليس الله؛ فالله قال لهما أن يختارا منذ بداية الاختيار ولم يفعلا، وجعل لهما الحق في الاختيار بعد الزواج سواء بالطلاق أو غيره ولم يفعلا، وأعطاك إرادة اختيارات فافعلي، ولا تقعي في فخ الرغبة في الخروج من البيت تحت إدعاء الزواج؛ فالزواج كما رأيت ليس نزهة، ولا قرارا تافها، ولكنه قرار ضخم يحتاج فهم لأنفسنا؛ لنتمكن من عمل أسرة حقيقية بينها تواصل حقيقي فانتبهي حتى لا تكوني أمك، ولا تتزوجي ممن يشبه أباك.