ما الضرر.؟؟؟ هل أنا على حق ؟
في بداية العقد الثلاثين من العمر وأنا ما زلت محافظة نوعا ما على العلاقات مع الجنس الآخر لا لشيء ولكني حظيت بحرية تعتبر نوعا ما جيدة في ظل الانغلاق الذي أعيشه أنا في عائلة تنظر إلى الفتاة كنظرة العصور السابقة لها
ولكن رغم ذلك استطعت تطوير مستواي العلمي جيدا وأشارك في المؤتمرات والمحاضرات وبدأت أرتقي في مجالي حيث أني جيدة فيه، قضت فترة المراهقة والعشرينات من العمر في تطوير نفسها والعمل على إتقان لغة جديدة وقراءة الكثير من الكتب والعيش والله حياة جيدة وإن كانت لا تخلو من المشاكل.
هذه مقدمة لفتاة لم تمر بحالة حب من قبل إلا في الثلاثين من عمرها كانت معجبة بشخص يكبرها في السن بقرابة 15 سنة استلهم هذا الرجل ذلك واعترف هو بحبه لها وبثقافتها حيث أنه أول ما شد انتباهه فيها بعد تعارف زمني بسيط حيث التعارف السابق كان سطحيا وفى حدود العام أصبح يتلكم معي بكلام جنسي رفضت وحاول إقناعي أنها وسيلة كل الرجال في التعبير عن الحب قبلت على مضض تلك العبارات التي لم أطقها من شخص مثله
وأصبح بعدها يجبرني في الكلام إلى أن أوقعني في الجنس الكتابي بعدها شعرت بالندم وأبلغته بذلك حاول جاهدا أن يقنعني أن لدي رغبة ومن حقي أستمتع فيها وخاصة أني بلغت الثلاثين ولم أتزوج قلت الزواج هو الحل وإذا لم يحدث من المفترض أن أتوقف عن مثل هذه الممارسات وأنكر بأن الزواج هو الحل حيث أن أغلب الأزواج يقومون بمثل هذه الممارسات على الرغم من زواجهم
اقتصر تواصله على الجنس وفى كلام الجنس شعرت بعدها بالقرف واختلقت مشكلة وأنهيت العلاقة والتي لم تدم طويلا حيث كثرت الخلافات حول هذا الموضوع وهو الجنس سواء كتابيا أو عبر الهاتف ولم يحدث معي إلا 3 مرات ندمت على علاقتي تلك برجل ادعى الثقافة وكلامه كله جنسي
بالمناسبة هو متزوج ولديه أبناء "في الحقيقة لم أرتضي لنفسي نوعا من العلاقة كهذا. مررت بحالة سيئة فأنا أحبه وأحبه جدا ولكني أيضا أحب نفسي وذاتي التي عملت على تطويرها لا أريد أن أخسر نفسي بسبب أمر لا أمل له أن يصبح زواجا فأنهيت العلاقة وتألمت لذلك
استمريت في مجال عملي وحضرت ملتقى علميا وشاهدني شخص في نهاية الخمسين من عمره اكتشفت بعدها أنه يعرف الكثير عني من حيث كلمني في العمل وثقافتي وعن اتزاني بعد الملتقى اتصل بي وأصبح يتواصل بين فترة وأخرى يسأل عن أمور في العمل وغيره وبعدها اعترف بحبه ورفضته لأني لم أتقبله بالإضافة إلى عمره وأفكاره غير المتقبلة مني أنا ولكنه يصر على التواصل معي وبينت له أنه أخ لا أكثر من ذلك ولكنه يصر في نهاية اللقاء أن أقول له حبيبي حياتي ويجزم بأنه سيوقعني بحبه ... ولا أعلم ماذا أعمل معه الآن ؟؟؟
في خضم هذا كله جاء شخص عبر مواقع التواصل وكان مناسبا من كل المقاييس وتعرف على بعد حوار ثقافي كان ممتعا حيث أني كنت من يقود الحوار اعترف بإعجابه وغيره وأصبحنا نتواصل ونتبادل عناوين الكتب وغير ذلك بسرعة طلب اللقاء بي في مكان عام وأنه يريد أن يرى هذه الشخصية المثقفة فرفضت حيث ممكن أحبس من قبل أهلي بسبب ذلك طلب صورتي رفضت لأنه قبلي وأعرف جيدا تفكيره قلت له حدود العلاقة على النت فقط
لم أتطرق للزواج لقصر مدة التعارف ولكن ما هو إلا يوم إلا بدأ بالكلام الجنسي والذي هو أشبه بالجنس تحاورت معه وقال أنه مجرد خيال لن أسبب لك أي أذى ما الضرر في الجنس والنشوة إذا كانت خيالا ولا يحدث فيها أي أذى للطرفين ؟
من ضمن كلامه أن نحن في قمة احتياجنا وهذه وسيلة وحيدة في التنفيس من دون ضرر بعد حوار طويل لم أقتنع ومدركة أن للأمر عواقب نفسية ودينية وبكل هدوء أقفلت هذه العلاقة التي كان الاحتياج الجنسي أساسها وما الثقافة والحوار إلا غطاء ...
لم أخفيكم أني أعلم جيد عن الجنس الإلكتروني وأنواعه وسبل ممارسته لدي حالات من صديقاتي من تشتكي من زوجها ومن إدمانه لعلاقات النت وهجره لها ,...
لكن الموضوع لم يعنني كثيرا حتى جربته بحثت كثيرا ولم أجد لا من علماء نفس ولا دين تفصيلا فيه سوى إجابات عن استشارات معينة... أعلم مقدار الكم الهائل من الرسائل التي تتكلم عن الجنس الإلكتروني ولكن أريد إجابات أكثر تفصيلا ..
أريد أن أعرف ما الضرر المترتب على إقامة علاقة جنسية إلكترونية؟
ما الأضرار النفسية لها ؟ مدى تأثيرها سواء على حياة الأشخاص المتزوجين أو العزاب؟
هل هي إدمان وكيف يمكن معالجته ؟
هل بالفعل العلاقات بين شخصين لابد أن يكون فيها كلام جنسي أم أنا بالفعل لا أفهم ؟
هل أنا بالفعل متسرعة في إنهاء العلاقات وأني بهذا الأسلوب لن أحظي بعلاقة جيدة ؟
أرى أن الكلام الجنسي يكون بعد العقد والخبطة وفى حدود كذلك أم بهذه الطريقة فأنا أرفضه؟
هل أتوقف عن تقبل الحوار مع أشخاص آخرين لأنهم كلهم بهذا التفكير الجنسي ولن أجد شخصا بدون ذلك ؟
أنا أعلم أن التفاهم والاتفاق في الزواج أهم من الحب والجنس أساس العلاقة ولكن ليس بهذه الصورة ؟ متى يمكن الكلام فيه والحوار فيه مع المخطوبين هل فيه حدود لذلك؟
أريد جوابا أو مقالا يصف حجم المشكلة الموجودة وأضرارها من كل النواحي النفسية أريده يلجم كل من يقول أن لا ضرر فيها. إذا كان المشايخ كسالى أتمنى منكم معالجة هذا التقصير بالتفسير فيه والإيضاح
أتمنى تعليق وإجابة الدكتور وائل أبو هندي والخير والعلم في الجميع
تحياتي
30/8/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سحر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتكم بشخصي أنا مؤسس مجانين وعلى استعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
قبل أن أجيب على أسئلتك أود التعليق على ما هو واضح في كل ما ورد من حكاياتك عن من تعرفت عليهم من الذكور فأنت تحتاجين إلى التدرب على تأكيد الذات بلا أدنى شك كي لا تقعي فريسة الحرص على إرضاء الآخرين خوفا من فقدانهم ....
فالأول حاول إقناعك أن الكلام الجنسي وسيلة كل الرجال في التعبير عن الحب وكما تقولين "قبلت على مضض" إذن كنت تعرفين أنه يكذب لكنك قبلت –غالبا أملا في استمرار العلاقة وتغيرها إلى طلب زواج وهو ما لم يحدث-، والثاني كان يصر في نهاية اللقاء أن تقولي له حبيبي حياتي ويجزم بأنه سيوقعك بحبه ...
وتتساءلين : ولا أعلم ماذا أعمل معه الآن ؟؟؟ والحقيقة أنه لا يقصد الحب كما تفهمينه وإنما يعزف على نفس اللحن المسموم الذي أسمعك الأول إياه، ولا أدري إن كنت تنتظرين تعبيراته الجنسية الصريحة لتأخذي القرار بأن تقطعي معه هو الآخر؟
وأما الثالث فكان واضحا بسطحية وغباء فتبرير مثل (أن نحن في قمة احتياجنا وهذه وسيلة وحيدة في التنفيس من دون ضرر!) لا يقنع إلا مراهقة طائشة حظها قليل من الثقافة وأنت بعيدة عن هذا لكنك كما قلت من قبل تحتاجين إلى تعلم مهارات تأكيد الذات يا "سحر" فلا تتواني عن طلب ذلك.
آتي بعد ذلك إلى أسئلتك لأجيبها واحدا واحدا:
1- أريد أن أعرف ما الضرر المترتب على إقامة علاقة جنسية إلكترونية؟ ما الأضرار النفسية لها ؟ مدى تأثيرها سواء على حياة الأشخاص المتزوجين أو العزاب؟
الضرر بالنسبة للمتزوجين يكون خللا وارتباكا أو خرابا يجتاح علاقاتهم الإنسانية الحميمية فضلا عن وجود القابلية لاعتياد مثل هذا الشكل من الممارسة الجنسية، وبالنسبة لغير المتزوجين فإن قابليتهم للوقوع في الإدمان أعلى إضافة إلى دفعهم دفعا لتجريب شتى أشكال الجنس الإليكتروني مع آخرين.
2- هل هي إدمان وكيف يمكن معالجته ؟
لا أحد يستطيع الجزم بأنها إدمان لكن المؤكد أنها تسبب نوعا من الاعتياد الذي يصعب على كثيرين الاستغناء عنه وأحيانا رغم إتاحة الجنس الطبيعي... ذلك أن مساحة الخيال تكون أكبر بكثير من الممارسة الطبيعية وهو ما يمكن جدا أن يسبب إعاقة للشخص في الممارسة الطبيعية.
3- هل بالفعل العلاقات بين شخصين لابد أن يكون فيها كلام جنسي أم أنا بالفعل لا أفهم ؟
هذا غير صحيح سلمك الله من عدم الفهم فقد فهمت بوضوح أنهم مجموعة من الذئاب يودون الضحك عليك مستغلين ما يفترضون من حاجاتك الجنسية وهم مثل كثيرين من مدعي الثقافة من الذكور في مجتمعاتنا الضحلة الهشة (وسلوكها شاهد مبين) يتمنون الأنثى المثقفة والمحترمة التي تعطي الجنس دون ثمن أي دون أعباء ومسؤوليات ومن المؤسف أن أصبح كثيرات كذلك بعد أن وقعن في أفخاخ مماثلة حفظك الله يا "سحر".
4- هل أنا بالفعل متسرعة في إنهاء العلاقات وأني بهذا الأسلوب لن أحظي بعلاقة جيدة ؟
لست متسرعة بل بالعكس تباطأت أكثر من اللازم دائما، وتصحيح العبارة أنك بهذا الشكل لن تحتفظي بعلاقات منحطة منحرفة. ومسألة أن الكلام الجنسي يكون بعد العقد والخبطة وفى حدود كذلك تعتمد على مدى التزام الأطراف بالضوابط الدينية فهناك من يتكلمون بعد الخطبة بحدود وبعد العقد بغير حدود وهناك من يتكلمون بمجرد وجود نية زواج معلنة من الطرفين... وأما ما تصفين فهو شأن مختلف هو اصطياد فريسة مسكينة يقوم به ذئب محترف ولا علاقة له بعلاقة مقننة اجتماعيا من الأساس.... لاحظي أن أحدا منهم لم يطلب الزواج ... إنما فقط يريدون الجنس المجاني !
5- هل أتوقف عن تقبل الحوار مع أشخاص آخرين لأنهم كلهم بهذا التفكير الجنسي ولن أجد شخصا بدون ذلك ؟
مسألة أن لا تجدي شخصا تحادثينه بدون ذلك التطرق للجنس غير صحيحة فالمحترمون كثر شريطة أن تتعلمي كيف تبقين الحوار في حدود لا تسمح للتعبيرات الجنسية بالدخول فيه، وأما الكلام في الجنس والحوار فيه بين المخطوبين فحدوده الشرعية معروفة والأمر كما قلت لك يختلف حسب اختلاف مدى التزام الأطراف بتلك الضوابط...
وأخيرا أدافع عن المشايخ بأنهم ليسوا كسالى لكنهم أحيانا يتعجلون الحكم بالحرمانية مما ينفر الشباب منهم لأنه يبدو بعيدا عن الواقع لكني أظن بعض المجددين انتبهوا لذلك ... سعدت باستشارتك مثلما أسعد بأن تكوني صديقة دائمة لمجانين أهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك الطيبة.
التعليق: أما أنا فلا أدافع عن المشايخ، ولكن أبين المشكلة:
المشكلة أن العالِم لا يستطيع تغيير الحكم، فهو غير مستعد لأن يدخل جهنم لأجل الناس، وما يجري على الشبكة فعلًا حرام، ويترتب عليه مفاسد كبيرة جدًا، أكبر من المفاسد التي لأجلها كان للموسوس أحكامًا خاصة.
ولكن طريقة عرض الدين هي مشكلة من يتصدر للدعوة والتعليم، ليس للمشايخ تغيير الحكم، لكن ليس من الضروري أن يكون ذلك أول ما يواجهون به المقبل على الله، فهناك أساسات يجب تثبيتها قبل التوجه إلى الشاب بالأمر والنهي في هكذا أمور.
طيب هذا ممكن في حالة أناس محصورين يجلسون مع شيخ يعلمهم ويتدرج بهم، لكن كيف يمكن تطبيق هذا عند ظهور العلماء في وسائل الإعلام، وورود سؤال خاص حول حكم هذه المسألة؟!! من المهم أن يعلم الشخص أنه يقوم بعمل مشين، إذا اعترف الشخص أنه مخطئ، فالله يغفر له مهما زلت به القدم وأخطأ، لكن من يستبيح المعصية يعرض نفسه ويعرض من سكت عن نهيه إلى عذاب أليم.