قلق نفسي وكثرة لوم النفس
السلام عليكم ورحمة الله، أتمنى مشكلتي ومعلوماتي تكون سرية غير منشورة.. تأنيب الضمير عندي 100% سواء أنا الغلط أو لا ..
مشكلتي لدي قلق شديد ويمكن اكتئاب ما أعرف .. أنا الأخت الكبيرة في العائلة ومنذ الطفولة وأهلي محمليني مسؤولية البيت كامل بالإضافة إلى مسؤوليات أخواني
كبرت وأنا أعتقد أني فعلا المسؤولة عن كل شيء يصير في البيت ولدرجة صرت أحس بالمسؤولية تجاه الناس الغرباء
لما تصير مشكلة بين أبوي وأخوي أحس أني المسؤولة واللي مفروض أحل المشكلة وأجعل الجميع سعداء
أمي وأبوي ناس ما يحبون يتحملون مسؤولية شيء فبالتالي دائما يهربون ولا يواجهون.. علاقتي في أمي قريبة وعلاقتي بأبوي بعيدة لأن أبوي شخص انطوائي وما يحب التواصل والعلاقات الاجتماعية بسبب عقده من الطفولة.
وأحزن كثير على أبوي وأتمنى أساعده يصير سعيد وأشيل همه ودائما أفكر كيف أساعده ..
باختصار شديد أفكر في كل أحد في البيت كيف أقدر أساعده وكيف أخلي حياته سعيدة وبالمقابل متجاهلة نفسي .. وأكره نفسي كثيرا وألومها كثيرا على أغلب الأمور
لي تقريبا 9 سنوات عايشة بحالة كره لنفسي ولوم شديد ودائم أعاقب نفسي وأصير شديدة عليها، وأكره أتكلم عن نفسي لأحد لأني أحس أني لست مهمة أصلا وحتى وأنا أكتب هذه المشكلة لكم أحس نفسي سخيفة أرسل لكم وفي مرضى كثير عندهم أمراض قوية.
علاقتي مع ربي متوسطة أقوم بالفرائض وأتوكل وأعتمد على الله لكن أتمنى لو كانت أحسن من كذا.
علاقتي بصديقاتي جيدة جدا.. لكن تعرفت على صديقة جديدة وإنسانة كويسة من كل النواحي وساعدتني نفسيا كثير وزادت ثقتي بنفسي .. لكنها لديها اكتئاب وقلق وهذا الأمر مأثر على حياتي كثيرا.. تعبت من حزنها وتعبت من علاقتي فيها
عائلتها عائلة سيئة والبنت في حالة أذى منهم واحتمال في أي وقت تقتل نفسها وأنا عايشة بحالة قلق وخوف وتوتر من أنها تقتل نفسها أو أن أهلها يسوون فيها شيء أفكر كثير بالموت لكن ما أفكر أنتحر .. أتمنى الحياة تنتهي وخلاص
أنا متخرجة صيدلة وقرأت أن بيتا بلوكر بروبرانولول ينصرف أحيانا للقلق.. صرفت لنفسي وصرت أخذ أحيانا حبة 10 mg وأحيانا 30 mg حسب القلق اللي فيني. مررت بحالتين نوبة هلع بس أتوقع تعتبر نوبة بسيطة وليست شديدة، زيادة بالتنفس ودموع تنزل
ثقتي بنفسي صفر، وهذا جزء من كرهي لنفسي لأن ما أحس فيني شيء كويس داخليا وخارجيا، وطول حياتي كنت أسمع تعليقات سيئة من أقاربي على شكلي ووجهي وجسمي وطولي. طولي 150 ومن الطفولة إلى عمر 17 سنة ونحن نروح مستشفيات لأن أهلي يبغون حل يزيدون طولي .. وكنت أحس بكل روحات المستشفى أن فيني شيء غلط يحتاج يتعدل.
أحس أني في حرب مع الحياة لوحدي أنا إنسانة مجتهدة وأطلع تطوعات وأزور صديقاتي يعني لست منطوية على نفسي بالغرفة ..
أتمنى مره ثانية مشكلتي تكون سرية لأن كثير ناس أعرفهم يدخلون الموقع ويعرفون أغلب المعلومات اللي كتبتها ..
هل فيني اكتئاب؟ أم مجرد قلق؟
أحس أحتاج أدوية للقلق .. هل أستمر على بيتا بلوكر؟
شكرا لكم ..
14/9/2017
رد المستشار
لقد كنت في السابق صغيرة، ضعيفة، خائفة، لا تملكين الوعي بنفسك، ولا بأدوارك، لذا فما فات حتى تلك اللحظة فيه عذر لك، أما منذ تلك اللحظة فلا؛ فأنت صرت كبيرة، قادرة، واعية بمشكلاتك، وضغوطك، ونوعية والديك،
وهذا الوعي، والاختلاف يحتاج منك لأول مرة في حياتك أن تقومي بمسؤوليتك الحقيقة تجاه نفسك بدلا من الهروب منها في في مسؤوليات لا تخصك!
فأنت في تلك الأسرة ابنة لوالديك، وأخت، حين ضاعت حقوقك كابنة، وزاد حملك عن كونك أخت، وابنة ضاقت بك نفسك وصارت لا تحتمل، وصارت تعبر عن ظلمك لها في شكل أعراض جسدية؛ فأمامك الآن اختياران.... .الأول أن تظلي كما أنت ترتعبين من قول لا أمام كل طلبات من حولك، وأمام كل رغبات إحساسك بالقيمة حين تفنين نفسك في خدمة الآخرين؛ فيزداد توترك، وقلقك، وكرهك لنفسك، وتصيري صاحبة قلق واكتئاب وعدم حياتك أو أن تمدي يداك لنفسك بأن تستوعبي الآتي، وأنت حرة فيما ستختارين.
تحتاجين أن تقولي "لا" بإصرار مهذب لكل ما ليس من مسؤوليتك، فقيامك بمسؤوليات أمك، وأبوك لا يساعدك، ولا يساعدهم؛ بل يشجعهم على بقاء حالهم كما هم، فأنت بقيامك بأدوارهم تؤذي نفسك، وتؤذيهم دون أن تدري.
الآن تتألمين لضعف قدرتك أمام الإحساس بالذنب تجاه كل شخص حتى لو غرباء إن لم تقدمي لهم المساعدة؛ وبقاءك هكذا سيرشحك لدور الضحية بامتياز حتى يتمكن منك، وتجعليه هويتك ومكان راحتك، ويوفر منك الجميع؛ فلتنفضيه عنك حالا، وتقرري أنك مسؤولة عن خلع هذا الدور نهائيا، وأنك مسؤولة عن "نوعية" وجودك.
تحتاجين أن تتخلي عن شعورك العميق بأنك "غير مهمة"؛ فهذا بيت القصيد؛ فلقد كان هذا احتياجك الشديد من والديك، ولم تحصلي عليه لأي سبب كان؛ والحقيقة أنك "مهمة" ولكن كنت في أسرة لا تعي ذلك؛ فكبرت وصدقتي أنك غير مهمة، وهذا الاحتياج وراء عدم وضعك لنفسك في أي معادلة، وهو نفسه سبب حملك لمهام لا تخصك، وهو نفسه وراء شعورك بالذنب الغير مبرر، وهو نفسه وراء تفانيك في أعمال كثيرة؛ فلتكفي عن إصرارك على إكمال مشوار أسرتك الخطأ هذا، وتحرري من تلك السجون الحمقاء؛
فأنت غير مسؤولة عن مشاعر الآخرين، ولست سببا في تعثر أي أحد، مسؤوليتك الحقيقية هو كل ما سبق، وبر والدينا لا يعني طاعتهما، ولكن يعني التأدب منهما لدرجة أن كلمة أوف لا نقولها، لكن من حقنا أن نقول لا، ومن حقنا الرفض، ومن حقنا عدم تحمل مسؤوليات لا تمت لنا بصلة.
لو ظللت كما أنت فلا تشكي بعد اليوم، ولا مانع أن تتواصل مع متخصص إن لم تتمكني مما قلته، ولكن أنت الآن مسؤولة عن حمل مسؤوليتك فقط.
أعرف من كن مثلك وقرروا أن يخوضوا رحلة التغيير وصاروا مستقرين وفي سلام داخلي؛ فالاختيار لك.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة "شروق" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، ليست لدي إضافة هنا بعد ما تفضلت به مجيبتك الرائعة أ. أميرة بدران إلا أن أقول لك أن استخدام عقاقير حواصر أو مضادات البيتا لعلاج القلق ليس تدبيرا صائبا وكثيرا ما تكون أضراره كبيرة على المدى البعيد فضلا عن كونه احتياط تأمين يؤخر علاج القلق واقرئي مقالات ملف تأكيد الذات فسوف تفيدك كثيرا إن شاء الله.