حالة غريبة
السلام عليكم،
مؤخرا أصبحت تأتيني حالة غريبة تتمثل في تعب شديد ودوار وضبابية في العينين وعصبية شديدة بلا سبب والشعور بالضيق والاختناق وعدم الإحساس بالواقع وفقدان لذة الحياة
كرهت كل شيء وابتعدت عن الناس وانعزلت تنتابني حالات من البكاء بلا سبب أشعر أن هناك ضغطا على رأسي وصدري كما أصبحت أفكر في الموت كثيرا وأشعر أنني أحتضر وسأموت في أية لحظة وهذا شعور مخيف جدا كما أشعر أنني مريضة وسأفقد الوعي أصبحت أتساءل ما بي؟ وأسأل أني كل لحظة قائلة ما الذي يحدث معي؟
بلا جدوى الأطباء يقولون قولون عصبي وأعصاب ووولكن لا يفيدوني بشيء فحالتي تزداد سوءا خاصة في الليل ولا أستطيع أن أنام أصبحت حياتي جحيم أحيانا أقول لو أموت أهون ولكن أفكر في سكرات الموت والاحتضار
وبالتالي أخاف أكثر وتزداد حالتي أنني أتعذب كل يوم أقول خلاص هذا هو يومي الأخير سأموت ابتعدت عن المجتمع وأصدقائي وأهملت دراستي أرجوكم ساعدوني ما هذا الذي بي هل حالة مرضية نفسية أم جسدية أنا أعاني
15/9/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أختي "أمن"، وأهلا بك على موقع مجانين. وأقدّر معاناتك، وأنا أعرف جيدا ما معنى "نوبات الهلع" التي تمرّين بها.
لن أقول مريضة بمعنى المرض الدائم، لكنه حالة نفسية تُسمّى نوبات الهلع attaques de panique et d’angoisse مع قلق الموت أو تخيّل الموت angoisse de mort. وهي السبب في عدم إحساسك بالواقع déréalisation أو إدراكه غريبا غير مألوف. وهذه حالة تحتاج لتدخّل دوائي من طبيب نفسي. ولا تخافي فهي حالة ستكون عابرة إن شاء الله.
أفهم أن الشعور بالموت المحتّم والقريب، والضيق الشديد، والتوتر، وحالة الإعياء والشعور بالإغماء، وآلام الرأس وتلك الكتلة على صدرك (غالبا ستكون بين بطنك وصدرك).. كل هذه الأعراض وغيرها تفزعك. لكن لا تقلقي ولا تفزعي منها، حتى لا يزيد هلعك وتدخلي في دائرة مغلقة من الفزع cercle vicieux. وتعاملي معها على أنّها مرض وحالة عابرة ولا تكترثي للوساوس التي تأتيك مهما كانت سوداوية. فليس لإحساسك بالموت علاقة به. إنما هو تشوّه الإدراك والخوف من غرابة الحالة النفسية وتأثر وعينا وملكاتنا الإدراكية.
وهو خلل في وظائف الجهاز العصبي الذاتي système nerveux autonome المسؤول عن دقات القلب والتنفس والإنذار بالخطر... فلا علاقة له بالموت كما ترين.
وأيضا لا تفكري في الأمر من جهة "دينية" والعقاب والحساب والسكرات، فهذا لن يزيدك إلا حملا على حمل، وقد يتّخذ شكل "خوف من الله" وما هو إلا مرض، ينبغي أن يقرّبنا إلى الله في علاقة عُذر ورحمة وعدم التكليف وليس العكس، فهي مجرد حيلة نفسية هنا قد تعمّق الإحساس بالذنب والإحساس بالأعراض. وتأكدي بأن الله تعالى أرحم وأحكم من أي يذكّرك بالموت بشيء يقعدك عن العمل له ثم يحاسبك عليه ! فانسي موضوع السكرات. فصدّقيني فما أنت فيه قد يكون أكبر وأثقل من الموت نفسه وسكراتِه، فكم من شخص يموت بسلام. فهوّني على نفسك.
وددتُ لو أخبرتنا متى بدأت النوبات وكم استمرّت وهل كان حدث معين قبلها قد حفّزها. مثل فقد عزيز، أو خبر صادم أو ما شابه. فقد يكون اكتئاب مصاحبا لنوبات الهلع.
لكن على أية حال، فأنت تحتاجين لزيارة طبيب نفسي عاجلا، وتحدثيه بكل شيء من أجواء أسرية ونمط حياة والوقائع التي حدثت لك. وسيصف لك دواء إن تطلب الأمر (مضاد للقلق anxiolytique) لن يدوم تناوله طويلا (ولا ينبغي له، فهو لا يتجاوز 12 أسبوعا كحد أقصى) وستكون له أعراض جانبية تخبرين بها طبيبك حتى يعلم بها، حتى يعدّل الجرعة إن رأى ذلك.
ولا تقطعيه مهما كانت الأعراض الجانبية مزعجة، فذهاب الأعراض الرئيسية هو الهدف الأساسي، وتجنّبها آكد من تجنب أعراض جانبية. وعليك إتباع علاج معرفي سلوكي TCC (جلسات نفسية) لتتعلمي كيف تسيّرين قلقك ووساوسك. وأتمنى لك الشفاء العاجل.وتابعينا بتطوراتك
وإليك بعض الروابط أختاه "أمن":
نوبات الهلع: الشعور بالموت
التفكير بالموت ونوبات القلق
نوبات الهلع: برنامج علاجي
قلق متعمم وهلع واكتئاب ...إلخ سارع بالعلاج
أنا قلق وأفكر في الموت