وسواس قهري دمر مستقبلي وضيع حياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أعاني من وسواس من وأنا صغير في المرحلة الابتدائية كوسواس النظافة وعند بلوغي ظهرت علي فكرة غريبة جدا وهى إذا احتلمت أخاف إخواتي البنات يغسلوا لي ملابسي حتى لا يحملوا بجنين بسببي وكنت أعلم جيدا أنها فكرة تافهة جدا لكن كنت لا أستطيع تركها فكنت ألقي بملابسي بالقمامة أو أغسلها ليل ونهار وأغسل الحمام بعد كده وكنت أقعد بالساعات على هذا الوضع ولكن كنت لا أعرف ما هذا ولا أعرف يعني أيه وسواس
وكنت أخاف أقول لحد حتى لأهلي وصار هذا الموضوع كثيرا جدا يأتي ويذهب حتى وصلت لمرحلة الثانوي ما كان في شيء من هذه الوساوس تأتيني وكنت متفوق جدا ولا يوجد بي أي أمراض حتى تعاطيت مخدر الحشيش النقطة السوداء في حياتي وبعد تعاطي الحشيش في سن 16سنة حتى الآن في سن24سنة أعيش في عذاب بمعنى الكلمة باستثناء فترة صغيرة
المهم بعد تعاطي الحشيش أول مرة مباشرة نمت فحسيت بل فعلا مكنش إحساس كانت حقيقة بش مش مستوعب إيه ده وهو أني بموت وعذاب القبر وسور قرآن نازلة علي ونار وأهلي بيصرخوا علي كل ده وأنا بين أني نائم وأني صاحي وكنت سأرمي نفسي من البلكونة للشارع وتحركت من مكاني فعلا وكل ده بين أني صاحي ونائم المهم أني نمت فعلا بعد كل ده وقمت وظهر علي كالآتي دماغي فاصلة والدنيا ظلام في عز النهار ونار في جسمي وشايفها أمامي وخيال بسيط لأنفي أمامي وأخذوني أهلي وراحوا بي لمشايخ ودجالين وقصيصة مصر كلها اللي يقول لمس واللي يقول عمل وصارت فترة كبيرة في الاتجاه وعندما وجدنا أنه لا يجدي نفعا
ذهبت لدكتور نفساني وكنا لا نعرف أي هو المرض النفسي ولا أيه هو المس والعمل والكلام ده كله ولا يوجد أحد في العائلة كان يشكو من هذه الأمراض أبدا فأعطاني الدكتور أدوية وصارت عليها فترة فتحسنت فتركت الدواء وذهبت لأتعاطى الحشيش مرة ثانية ولا أعرف إن ده كله من مخدر الحشيش فتعاطيت عدة مرات أخرى كنت بهلوس بعديها وأنا نائم وكنت كأني بتكلم مع نفسي وأرد عليها حتى أنعس وأقوم كل ده يختفي تاني يوم صارت على هذا فترة حتى صارت أشرب حتى السيجارة العادية أحس بتوهان وظلام واكتئاب
ودخلت بعد كده في دوامة الوسواس القهري وأعراض وأفكار غريبة جدا وهي أني أشوف أنفي وحواجبي أمامي ومشدودين طول الوقت ومش عارف أضيع تركيزي من عليهم واكتئاب شديد وعذاب ما بعده عذاب بسبب عدم ترك هذه الأفكار من رأسي واستحواذها الكامل طول الوقت فرجعت للطبيب مرة أخرى فشخصني هذه المرة باكتئاب ووسواس
ومن شدة التعب هذه المرة بدأت أقرأ عن الوسواس وأسبابه وعلاجه وظللت فترة كبيرة آخذ باروكستين وفلوفوكسامين وديبرام بجرعات كبيرة حتى شفيت للمرة الثانية وأكاد أن أترك الدواء ونسيت كل الأفكار وصرت طبيعي جدا حتى بدأت العمل بوظيفة كنت مقدم فيها من فترة أتت إلي كل الأفكار ثانية وبدأ يأتيني الاكتئاب من فكرة أنفي وحواجبي اللي مسيطرين علي وبيقهروني طول الوقت ولا أستطيع التغلب على هذه الأفكار وأفكار أخرى سلبية ومستقبلي يضيع
وكأن الوسواس يريد يدمرني فما هو الحل أرجوكم وظيفة عمري هتضيع وحاليا ماشي على نص حبة ديبرام 40ونص ستاتومبن100 وحبة من مودابكس 50 وصار لي 10 سنوات في هذا الموضوع أشفى وأمرض ثانية وشفيت فترة كبيرة وصارت على نص حبة ديبرام وكنت على وشك ترك العلاج إلا أن أتتني هذه الوظيفة بعد عناء وصبر سنين
أرجوك يا دكتور وائل تجد لي حل وأنا متابع جيد لحضرتك ومقالاتك ما هو الحل حتى لا يضيع مستقبلي وحياتي
وأعتذر جدا عن الإطالة
17/9/2017
وبعد يومين أرسل يقول :
وسواس حسي جسدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من وسواس حسي جسدي منذ فترة بعيدة وأشفى منه على الأدوية وفجأة انتكس عند تغير شيء في حياتي مثل الزواج أو الإقبال على وظيفة جديدة والأعراض هي رؤية أنفي وحاجبي الاثنين مع شد في الجلد وتركيز دائم معهم وإحساس بالتورم فيهم ولا أستطيع التهرب من رؤيتهم أو الإحساس بهم مما يثير قلقي
واكتئب اكتئاب شديد يوصل لعدم خروجي من المنزل لفترة كبيرة وللعلم شفيت منه تمام مع دواء باروكستين وفولوفوكسامين ولكن عند تغير شيء في حياتي أرجع لمرحلة الصفر
ما الحل في مشكلتي لأن مستقبلي وحياتي متوقفة على هذا الوسواس اللعين ؟؟
وشكرا لحضراتكم والسلام عليكم ورحمة الله
19/9/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أخي "محمود" وأهلا بك على مجانين ونرحّب بك. وقد تأسفت لمعاناتك.
ما عانيتَ منه سنوات من الآن، قد علمتَ تشخيصَه من الأطبّاء. وكل مرة تتعافى ثم تعود الانتكاسة بسبب تغيّر في حياتك. وأيضا بسبب تعاطيك للحشيش مرات، مما أدخلك في دوامة قلق وهلع ووساوس إضافة إلى اكتئاب جرّاء ذلك كله.
التحسن على الجرعات الدوائية واضح، مما يعني أن التشخيص دقيق وسليم ولا غبار عليه. فلا مشكل من هذه الناحية. ما تبقى هو أنّك لم تتبع برنامجا علاجيا طيلة العشر سنوات التي مرّت، واقتصرت على الدواء. والنتيجة أن القلق على مستوى ذهنك ونفسيتك حاضر بقوة عند كل تغيير وحاجة للتأقلم، فتعود حالات القلق ومعها الوسواس القهري (المتحدث الرسمي باسمه).
فما تحتاجه الآن وبشدة هو المتابعة على الدواء، والابتعاد نهائيا عن الحشيش مهما اكتأبت وشعرت بحنين إلى حالة الانتشاء واللامبالاة التي يقدّمها تدخين الحشيش. فهو يدمرك ومع ذلك تعود إليه. ما تحتاجه هو تعديل أفكارك وردات فعلك على ضوء علاج معرفي سلوكي تتبعه مع مختص وليس البقاء في دوامة القلق والاكتئاب والحشيش وهكذا دواليك.
أما بخصوص الوسواس الحسّجسدي فقد قرأت للدكتور وائل أنّه عتيّ على العلاج الدوائي ويحتاج مقاربة خاصة ومبادرة من صاحبها. فلا عجب أن تجد صعوبة في طردها، لكن لا تنسى أنّ التركيز عليها، سواء بملاحظتها أو إرادة إبعادها أو التفكير في الناس وهل يلاحظونها... كل ذلك لا يزيدها إلا ثباتا واستمرارية.
فاترك الحشيش واهجره وإن كنت مدمنا فاتّبع برنامجا صارما جادا للإقلاع
وتابع مع مختص برنامجا معرفيا سلوكيا حتى تخرج من هذه الدوامة وتنعتق من الاعتمادية المفرطة على الأدوية وحتى تسترجع ثقتك وقدرتك على التحكم في حياتك.
وإليك بعض الروابط:
الوساوس الحسية الجسدية والخارجسدية
الوساوس الحسية الجسدية والخارجسدية: العلاج ع.م.س
الظواهر الحسية في مرضى الوسواس القهري1