الولوج إلى الدكتوراة حلم يأبى النسيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر كل القائمين على موقع مجانين والذي بفضل الله أخذ بيد الكثيرين من براثن الحيرة والعذاب إلى طريق الخلاص،
وأنه والله لتخونني العبارات للتعبير عما في قلبي من حيرة وتضارب بين طموح وأمل أراه قريبا وبين صوت آخر يدعوني إلى القناعة والرضى بما آتاه الله من نعم قناعة كانت لتجنبني ما أنا في من الحزن.
أنا أبلغ من العمر 26 سنة حائز على شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي وكان ولايزال طموحي مواصلة الدراسة في طور الدكتوراه غير أن الأمر يتطلب العبور عبر امتحان محدود المناصب وهو ما كنت أنوي عليه ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن حيث وقبل عام من تخرجي توظفت كأستاذ للتعليم المتوسط ولأن الواقع المعاش يتطلب مني اقتناص الفرصة التحقت بالعمل من جهة وواصلت الدراسة من جهة أخرى حتى تخرجت ومع ضغوط العمل قلّ اجتهادي وكنت أنوي التحضير الجاد في فصل الصيف ولكنني أصبت بالتراخي والخمول حتى داهمني الوقت وتقدمت للإمتحان من غير زاد وكان الفشل هو المتوقع .وهو ماحصل
أحسست بنار تشتعل داخل صدري وإحساسي بالذنب ولوم النفس والتحسر خصوصا أن من أصدقائي من نجح وهم بالأمس القريب كانوا زملاء دراسة وكنت متفوقا عليهم لا أستطيع نزع فكرة الولوج إلى البحث العلمي والدكتوراه من رأسي وفي نفس الوقت لم أستطع دفع نفسي إلى العمل وبذل الجهد للمحاولة في عام آخر أحيانا أقول يجب أن أرضى بما عندي وأقنع لكن لا أستطيع تعبت من العمل مع المراهقين وسئمت نفسي؛
فما الحل؟؟
19/10/2017
رد المستشار
أشكرك يا "أسامة" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
أولا أذكرك بقول الله تعالى: {...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...} (الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحثي عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، هل ستقرر أن تخرج من غرفتك المظلمة ومعاتبة نفسك يوميا؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها.
وأذكرك بأن أي نشاط يقوم به الأفراد لا يبدأ ولا يستمر بدون وجود ما يسمى بالدافعية، ويشير مصطلح الدافعية Motivation إلى مجموعة الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد من أجل تحقيق حاجاته، وإعادة الاتزان عندما يختل، وللدوافع ثلاث وظائف أساسية في السلوك هي: تحريكه وتنشيطه، وتوجيهه، والمحافظة على استدامته إلى حين إشباع الحاجة.
فما هو الدافع؟؟؟
الدافع هو حالة داخلية تحرك السلوك وتوجهه لتحقيق الإشباع والقضاء على التوتر، ولا شك بأن هناك ارتباطا طرديا بين كل من الدافعية وبين مستوى التحصيل الدراسي، فالدافعية المرتفعة غالبا ما تؤدي إلى زيادة المثابرة في حين يؤدي نقص الدافعية إلى ضعف التحصيل؛ فالشخص الذي لا توجد لديه الدافعية الكافية لا يبذل جهدا يتناسب مع إمكانياته.فالدافع هو الجانب السيكولوجي للحاجة، ومن الواضح إذن أن الدافع لا يمكن ملاحظته مباشرة، وإنما نستدل عليه من الآثار السلوكية التي يؤدي إليها. وبهذا يمكن القول بأن الدافع عبارة عن مفهوم أو تكوين فرضي، ويرتبط به مفهوم آخر وهو الاتزان الذي يشير إلى نزعة الجسد العامة للحفاظ على بيئة داخلية ثابتة نسبياً، وبهذا ينظر العلماء الذين يتبنون وجهة النظر هذه إلى السلوك الإنساني على أنه حلقة مستمرة من التوتر وخفض التوتر.
ولكي تزيد من زيادة دافعيتك للتعلم عليك أن تعطي لنفسك تغذية راجعة مألوفة ومبكرة وإيجابية تساعدك على الاعتقاد بأنك تستطيع العمل بصورة جيدة وأن تجد معنى، وقيمة شخصية في استكمال دراستك للدكتوراه، وأن تخلق مناخاً مفتوحاً وإيجابياً من استكمالك لدراستك.
فالأفراد الذين يوجد لديهم دافع مرتفع للتحصيل يعملون بجدية أكبر من غيرهم، ويحققون نجاحات أكثر في حياتهم، وفي مواقف متعددة من الحياة.
وعليك أن تبحث عن العوامل المسببة لزيادة دافعيتك للإنجاز، فهل هي الدافع للوصول إلى النجاح؟؟؟ أم القيمة العلمية التي ستحصل عليها عند نجاحك؟؟؟ أم ذكاءك وتفوقك مما يزيد من فرص نجاحك مقارنة بالآخرين أقرانك؟؟؟ أنت وحدك القادر على الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قناعاتك لأهمية استكمال دراساتك العليا.
وعليك ألا تؤجل عمل اليوم للغد حتى لا تندم في المستقبل أنك وقفت في منتصف الطريق مكتوف اليدين وسبقك من هم أقل منك، تمنياتي بالنجاح والتوفيق ونرحب بك صديقا دائما لموقعنا.