معظم الوقت خايفة
خايفة من حجات كتير أوي، تقريبا مفيش أي حاجة اتمنيتها حصلت مع إن أحلامي كانت صغيرة وعادية أوي أوي وكنت بشتغل عليها لكن كانت بتضيع مني واشوف ناس تانيين بيحققوها وهي بالنسبة لهم حجات عادية جدا أو ملهاش أهمية أوي، أنا مش بحقد على حد أعوذ بالله بس نفسي أفرح زيهم نفسي أحقق أي حاجة نفسي فيه.
كل أحلامي راحت مني ومش باقي عندي غير حلم واحد بس وبحارب عشان أحققه ومستعدة أعمل أي حاجة ومايضيعش مني لأن لو ضاع مش عايزة خلاص أي حاجة من الدنيا دي ولا تهمني، أنا كتير بتجيلي فكرة الانتحار وأسأل نفسي ليه الانتحار حرام؟؟؟
ليه ربنا مش عايزنا نخلص من عيشة بنكرهها ونروح له؛ لكن الحاجة الوحيدة اللي بتمنعني أنفذ إني عندي أمل ممكن ربنا يعوضني في الآخرة عن كل الحاجات اللي راحت مني بس نفسي أفرح في الدنيا بردو ولا مش من حقي أو يمكن الفرحة بس من حق الأغنيا اللي بيشترو كل حاجة بفلوسهم، مش عايزة حد يقول لي كلام ديني أنا بصلي الحمد لله الخمس فروض وبصوم ومحجبة.
أنا بس عايزة حد يقول لي إزاي أبطل أخاف،
وهل من حقي أفرح زي باقي الناس ولا لا؟؟
20/10/2017
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "تسنيم"، أشعر جدا بألمك، وغضبك، وحقك أن تتألمين، وتغضبين؛ فأنتِ تغرقين في التفكير، والإحساس بالعجز، وعدم القدرة،
وكنت أتمنى أن تحدثيني عن أحلامك، ولماذا لم تتحقق؟؟، وما هو حلمك الآن؟؟،
ولكن على أية حال أقول لك: أنك تحتاجين ان تتعرفي على عدوك الحقيقي؛ فعدوك الحقيقي ليست الحياة كما تتصورين، ولا البشر الذين يملؤن أرجائها؛ يسعون في تحقيق أحلامهم، ويتنافسون؛ فيفشلون مرات، وينجحون مرات، ولكن عدوك الحقيقي بداخلك أنت، تغذينه كل ساعة، وكل دقيقة؛ فيتضخم حتى كاد أن يبلعك دون أن تدري!، عدوك اللدود هو "الشعور بالعجز" الذي يلون كل أحداث حياتك، ويلقي بظلاله عند كل فكرة، أو قرار، أو حلم؛ فهو عشرة العمر الذي لا يهون عليك فراقه، وأرى أنه لا يهون عليك أنت فراقه؛ إنه من صنع يديكي أنتِ أيضا دون أن تدري؛ فأنا أستطيع أن أدرك تماما أن سجنك في الخوف كان رغما عنك في السابق؛ حيث كنت صغيرة ضعيفة لا تتحملين مسؤولية وجودك والحفاظ عليه، ولكن لماذا تسجنين نفسك فيه الآن؛ لقلة النقود؟، أم أمر آخر؟؛ فأنتِ تتحدثين عن أحلام بسيطة لم تتحقق، وتفعلين نفس الشيء فتقولين أن الحياة تسلبها منك، أو الله لا يحققها لك؟!، لهذا الحد أنتي ترتاحين لكونك لا شيء في يدك يا تسنيم؟؛ فيكون الحل الاقرب لكي هو الانتحار حتى لا تتحملين مسؤولية وجودك، وتحقيق احلامك التي تقولين أنتِ عنها بنفسك أنها بسيطة؟،
فهناك من هم مثلك يا ابنتي، ولكنهم لم يسلموا الراية سريعا، ودعينا نرى معا ماذا حدث حين خفتي؟ من ماذا حميتي نفسك؟، ماذا ترين الآن بعد ما أصريتي على احتفاظك بعدوك؟ ما هو الذي تخافي منه ولم يحدث؟؛ فانتي الآن مع احتفاظك بالخوف حزينة، وموجوعة، ولم تفعلي ما اردتي، فمما تخافين إذن؟
فأنا أشعر بألمك، وصعوبة تخلصك من الخوف، وأحزن أن يغيب عنك أن مفتاح الخروج من سجنه في يدك!؛ فلتنفضي فكرة الانتحار تلك من رأسك؛ فالانتحار مشكلة حياة، وليست مشكلة موت، والتخلص من الخوف ممكن جدا، ولكن يحتاج منك نفس الاصرار الذي تحدثتي عنه حين قلتي لم يبقى لي غير حلم واحد وسأظل ورائه وسأفعل أي شيء من أجله، هذا هو أنتي حين "تقررين" ألا تظلي أسيرة خوفك؛ فالأحلام أحلامك، وتحقيقها يحتاج جهدك، وجهدك يحتاج "تحرر" من استدعاء العجز، والفشل، والخطأ، والضعف، وعدم الاستحقاق؛ فهؤلاء خماسي يتأسس عليه عدوك المتضخم؛ فاقبلي دون موافقة على أنك مثل البشر تخطئين، وتفشلين، وتضعفين حتى من ترينهم حققوا أحلامهم؛ فقد فشلوا، وأخطئوا، وضعفوا من قبل تحقيق أحلامهم وتعلموا؛ فتحركوا للامام، أو بمنتهى الثقة أقول لك: أنهم أخطئوا، وضعفوا، وفشلوا في أمور أخرى لا ترينها؛ إنهم بشر.
تسأليني هل تستحقين؟ وأقول لك هل ستصدقينني إن قلت طبعا؟؛ فأنت تحتاجين أن تصدقي أنتِ أنك تستحقين أن تحيي، وأن تحققي أحلامك، وأن تفرحي؛ فلو جئت لك بجيش جرار يقول لك نعم تستحقين، وأنت لا تصدقين فلن تمارسي حياتك بناء على استحقاقك!، ورغم معرفتي التامة لصعوبة هذا التصديق؛ تربية آبائنا لنا صارت معروفة، وجعلت منا بشرا مشوهين نفسيا حين أوصلوا لنا بتصرفاتهم أننا لا نستحق على مدار سنوات وسنوات؛ فلم يصل لنا أننا نستحق الاهتمام النفسي، أو نستحق القبول كما نحن حتى وإن لم يوافقوا على بعض تصرفاتنا، أو نستحق الحب بلا شروط، أو الاحترام؛ فلقد آذونا بالنقد، والسخرية، والمقارنات، والإشعار بالذنب، والغضب أكثر من المسؤولية، والوصول لحل لمشكلاتنا، فكيف سنصدق أننا نستحق؟؟، لذا أعلم صعوبة التصديق، بل هو مخاطرة، ولكنها حقيقية!؛ فنحن نستحق الحب، والاحترام، والرعاية، ونتعلم من الخطأ، والفشل، والضعف، وإلا كان جعلنا الله سبحانه جبال، أو طيور، أو غيره؛
فأهلنا لم يتعلمموا أنهم يستحقون؛ ليعلمونا أننا نستحق؛ فعذرهم معهم، ولكن ما عذرنا نحن حين ندرك هذا؟؟؟، فحين تصدقين أنك تستحقين ستمارسين تصديقك هذا في كل تصرفاتك، وسيجعلك هذا مسؤولة عن "نوعية" وجودك يا تسنيم، وستتبعين وتتعلمين طرق تحقيق أحلامك بنفسية أخرى تحررت من الخوف المزيف، ثم العجز الذي تسمنينه كل ساعة، فهل ستصدقين؛ إنك من يملك هذا، أم ستستسهلين البقاء على ما هو عليه الوضع، وتتصوري أني لم أفهم معاناتك، وتلوحين بالانتحار عند كل مرة تفرطين فيها عن تحقيق حلم ولو بخطوة؟؟؟