مرض الوسواس القهري
سلام عليكم لنبدأ من الطفولة لا أتذكر كم كان عمري ولكن ما أذكره هو أنني تعرضت لتحرش مكتمل الأركان من قبل أحد الجيران وكان أكبر مني بسنوات وبعدها ذهبت إلى أمي وحدثتها بما حصل لي ولكنها لم تفعل شيئا، بعدها خرجنا من ذلك البيت إلى بيت آخر وكان لي أصدقاء بنفس عمري ومارسنا الشذوذ مع بعضنا وكنا أطفال لا نعرف شيئا وأمي عرفت بما حصل ولم تحرك ساكنا، بعدها نقلنا إلى بيت أكبر وأوسع وكنت بذلك الوقت بعمر 9 سنوات...
كنت متأثرا بما حصل لي وعشت حياتي باكتئاب وقلق وأرق... عندما كنت بالثانوية كنت أميل لبعض الذكور وليس لكل الذكور وهذا شيء أتعبني كثيرا وكنت أحارب نفسي حربا شرسة ولكن سرعان ما أفشل وكنت أمارس العادة وأتخيل أني أمارس الجنس مع بعض الذكور مع العلم أني كنت مقتنع بأن هذا التفكير والفعل غلط...
دخلت الجامعة وبدأت ميولي تتحول إلى النساء وبشكل هستيري وهوس وكان لدي صديق يمتلك الكثير من المواد الإباحية وأصبحت مدمنا لها ووصلت لمرحلة أنني لا أريد العيش وأنا بهذه الحالة اكتئاب وقلق مفرط وأرق... قررت الذهاب إلى طبيب نفسي وشرحت له قصتي وقال لي أنت عندك وسواس قهري وأعطاني علاج اسمه (فافارين) و(تربتوفين) واستخدمته لمدة سنة وتحسنت كثيرا ولكن لم أستمر على الدواء
ورجعت حالتي إلى ما كنت عليه وبعد سنتين استخدمت نفس العلاج وتحسنت لكن بشكل بسيط وتركت العلاج بعدها إلى يومي هذا طبعا أنا خريج كلية الحقوق والآن لا أستطيع مقابلة الناس ولا أستطيع الشغل ولا الخروج من المنزل.. وكل من أقابلهم من المقربين لي يقولون لي أنت لديك أفكار جنسية قوية وتركيزك على الأشخاص قوي... وهذا يجعلني مكتئبا... كل شخص أتحدث أو أجلس بجانبه ينفر مني ويتضايق مني هذا جعلني لا أريد الخروج ولا المشاركة بالأفراح أو العزاء
والبعض يقول لي إذا تزوجت سوف تتعافى وأنا خائف هل بعد الزواج ستحل مشكلتي أم أنني سأبقى كما أنا.
أرجوكم انصحوني هل أعود لاستخدام العلاج أم ماذا؟؟؟؟
13/10/2017
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بك أخي على شبكتنا،
إن المشكلة التي طرحتها ليست مشكلتك لوحدك، فهنالك عدد لا بأس به من الناس قد عانى من التحرش الجنسي أو اللعب الجنسي في الطفولة، لكن الفرق أن غيرك قد لا يتحدث أو لا يصف ما حصل معه، فاسمح لي بداية أن أشكرك لصراحتك، وعزيمتك في البحث عن حلول لمشكلتك، لكن وبحسب طرحك للمشكلة فيبدو أن ما تريد معالجته هو حالة "الشبق" الشديد المرافق لك من لحظة دخولك للجامعة، وقد يكون الأمر الإيجابي هنا أن هذه الرغبة هي ميول للإناث، وهذا أصبح حل لنصف مشاكلك، فمن المألوف لدينا مع قصة مثل قصتك أن البعض تبقى لديه الميول تجاه الذكور، ولكن هذا الأمر الثاني الجيد في قصتك،
ولتحديد مشكلتك كما فهمناها، فهي تتلخص بشكواك من الاكتئاب والتعب، الناتج عن ارتفاع مستوى الشبق الجنسي، إضافة إلى اعتيادك على متابعة المواد الإباحية، وهذا أمر يحتاج لتشخيص دقيق حقيقةً فهذا المستوى من الشبق الجنسي يرافق في كثر من الأحيان حالات اضطراب المزاج في حالة مزاج الزهو، لكن كون الطبيب حدد المشكلة بالوسواس القهري، فقد يكون الشبق عبارة عن حالة إلحاح وسواسي، وإن كان كذلك فهو يحتاج لبرنامج علاج سلوكي معرفي متخصص للوسواس .
فالإلحاح الوسواسي يسبب هكذا اندفاعات أيضاً مرافقة بكثرة التفكير بالموضوع، لكن المقلق بالموضوع هو ما قلته حول اعتقادك أن الناس تنفر منك مما سبب لك تجنب لمواقف التفاعل ومواجهة الآخرين، هذا حقيقة أمر هام... خاصة إذا شرحت لنا كيف عرفت أنهم ينفرون منك؟ وهل هذا ما تظنه أم ما حدث فعلاً؟ هل هو ما يحصل معك وتسمعه من الآخرين، أم أنه مبني على إحساسك فقط؟لذلك أنصحك بمراجعة طبيب نفسي، والحصول على تشخيص وافي لمشكلتك، وعادة ما أنصح المراجعين بمراجعة طبيبين للحصول على رأي ثاني، كون هذه الحالات تحتاج بداية لدقة تشخيص، لاحقًا أنصحك بمتابعة علاجاتك الموصوفة من الطبيب الذي سيصفها لك، مع متابعة علاج سلوكي معرفي متخصص للوساوس القهري مع أحد المتخصصين النفسانيين، نرجو لك السلامة،
ولا تتردد في إعادة التواصل معنا.