السلام عليكم ورحمة الله
سيدي المستشار، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولدّت في أسرة شديدة الترابط فيما بينها وقدر الله وأصيب شقيقي الصغير بمرض الوسواس القهري واكتئاب شديد نتيجة العديد من العوامل وقد حاولنا علاجه ووصف له الطبيب النفسي مجموعة من العقاقير الطبية وهى favern فافرين، أنافرانييلanafranil، وريسبرادون risperidone واستمر على تناولها لمدة عامين تقريبا بتحسن بسيط.
وحدث أن سافر والدايّ وأختي مع أخي بالسيارة وكان هو من يقودها وتعرضوا لحادث مروع راح ضحيته (أمي وأبي وأختي) ولم ينج من الحادث سواه وكانت حالته خطيرة وعندما أفاق أخبرناه بوفاة أهلي فبكى قليلا "ثم سائت حالته" فنقل إلى العناية المركزة وظل فيها لمدة سبعة أيام.
والمشكلة أنه عندما أفاق كأنه نسي وفاة أهلي فظل يتحدث عنهم كما لو كانو أحياء ويتجاهل أي تلميح بأنهم ماتوا ونحن لا نعرف هل نخبره الآن أم نتركه حتى يتذكر لوحده على الرغم من أنه يتذكر الحادث وأخي هذا عمره 25 عاما.
أرجوكم الرد بسرعة
لأنني حائرة جدا وهو كان متعلقا جدا بأبي وأمي وأختي تلك.
10/11/2017
رد المستشار
الأخت العزيزة: أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك.
كان الله في عونك وأخيك والبقاء لله سبحانه وتعالى.
ما يمر به أخوك هو على أغلب الظن أحد أشكال رد فعل الأسى Grief Reaction، وإن كنت لم توضحي المدة الزمنية التي مرت منذ الحادث، وهو في نظر الطبيب النفسي لم يتعرض لحادث واحد على المستوى النفسي وإنما لحادثين؛ لأن معرفته بوفاة والديه وأخته مثلت حدثا صادما بالنسبة له وكان رد فعله هو النكران Denial، ومن المهم الانتباه هنا إلى أن وجود تاريخ سابق لاضطراب نفسي ومعاناة دامت لفترة طويلة هو أحد الأسباب المهيئة لرد فعل كهذا.
والعلاج يقوم به الطبيب أو المعالج النفسي –والذي يفضل أن يكونَ هو نفس معالجه القديم- من خلال جلسات يتم فيها التفريغ النفسي والإخبار بالتدريج، وأرى أن يتم ذلك بسرعة قبل أن نفاجأ بظهور جديد لاضطرابه النفسي القديم أو لتفاقم أعراضه القديمة التي تحسنت جزئيا كما قلت.
كان الله في عونكما وهداكما خير السبيل وأنا في انتظار متابعة الحالة.