وسواس قهري أم فصام.
أختي منذ طفولتها وهي ترى أن بعض الناس تحقد عليها وتتمنى لها الضرر وتنظر إليها بطريقة غريبة ولكن كنا متعايشين مع هذا العرض كأنه جزء من شخصيتها عادي.
بدأت تعاني منذ وفاة الأم من 3 سنوات من:
-انعزال ووحدة وقلة ثقة في النفس وشعور بالاضطهاد واضطرابات في النوم والأكل وبكاء مستمر وشكوك، إننا نتحدث عنها كل الوقت وعدم تركيز وخمول وقلة نشاط وتشاؤم شديد وعدم استمتاع بالحياة حتى الأشياء التي كانت تحبها من قبل وصعوبة في اتخاذ القرار.
ثم تطور الأمر بالتدريج وأصبحت تعاني من أعراض جديده مثل:-
ـ عدم النوم نهائيا والانقطاع عن الأكل لفترات طويلة جدا وعصبية مبالغ فيها وانقطاع عن التعامل معنا نهائي وتطور الأمر وأصبحت تكرر كل كلامها كثيرا حيث تقول الجملة الواحدة أكثر من 5 مرات وتنتظر أن نجيبها عليها نفس الرد في كل مرة وأصبحت تتكلم كل الوقت بلا راحة.
ـ حاولنا أخذها أكثر من مرة إلى دكتور نفسي لكن رفضت وقالت إنها مش مريضة، ثم تطور الأمر وأصبح يؤثر عليها جسديا حيث أصبحت تعاني من الآلام في الرجل والقلب وأسفل البطن.
ـ أحيانا تشعر بهلاووس سمعية أو تقول أنها سمعتنا نقول شيئا لم نقله.
ـ أخذناها إلى المستشفى وتم تشخيصها على أنها وسواس قهري مع بعض الأعراض الذهانية وظلت شهرا بالمستشفى دون أي تقدم ملحوظ في حالتها، لدي شعور كبير أن التشخيص خاطئ.
سؤالي هل التشخيص صحيح أم لا؟؟ ولماذا لم تتحسن ولو تحسنا بسيطا في خلال شهر من العلاج ؟؟
بل بالعكس قال الدكتور أنها أصبح عندها عرض جديد وهو الحركة الكثيرة المبالغ فيها.
11/11/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ـ سؤالك عن الأخت الفاضلة يتعلق بالتشخيص وبصراحة استعمال المصطلحات التشخيصية بعض الأحيان من قبل العديد من الأطباء والعاملين في الصحة النفسية يتميز بعدم الدقة وعدم المبالاة بأهميته رغم أنه في بالغ الأهمية من أجل التخطيط للخدمات الصحية، يميل الطبيب النفسي إلى صياغة كل حالة مستنداً على نماذج اجتماعية ونفسية وسلوكية وطبية.
ـ لا أعلم إن كانت البيانات الشخصية الموجودة في الاستشارة هي لك أو لأختك، رغم ذلك ما هو في غاية الوضوح بأن حالتها الطبنفسية بدأت بحداد تحول تدريجياً إلى حداد غير طبيعي بعد ظهور أعراض وجدانية اكتئابية شديدة لم يتم علاجها استمر الاكتئاب ولم يتحسن تلقائيا والقاعدة العامة بأن الحداد الغير طبيعي يشتد أمره بعد ٣٠ شهرًا بدون علاج أو هدأة تلقائية، بعد ذلك ظهرت الأعراض الذهانية من هلاوس وعملية زورانية.
ـ التشخيص بحد ذاته في هذه الحالة هو اكتئاب ذهان، ويتم علاج الاكتئاب والذهان سوية ودراسة الحالة العقلية بصورة منتظمة وبعد ذلك يقرر الطبيب إن كان الاضطراب الأولي وجداني الأصل أو فصامي يختفي خلف أعراض وجدانية، الكثير منهم يجمع الاثنين.
ـ آما الحديث عن الوسواس القهري في هذه الحالة والكثير من الحالات فهو استعمال مجازي وبصراحة لا معنى له، ولكن يستعمله الكثير من العاملين في العالم العربي والإسلامي لوصف الاعراض الطبية النفسية لأن هذا المفهوم أسهل استيعابًا من قبل الناس.
ـ لا يستجيب جميع المرضى للعلاج خلال ٤ أسابيع أو حتى ستة، وقد تحدث الاستجابة للعلاج بعد تغيير العقاقير، عليك بالصبر ومناقشة الحالة مع الاستشاري الذي يشرف على علاجها.تعقيب:
الوسواس القهري أم التضليل القهري؟هذه الاستشارة توضح الإشكالات التي تحدث بسبب استعمال مصطلح الوسواس القهري الذي لا علاقة له بالعلم والطب النفسي الحديث، الوسواس هو الشيطان وهذا لا يجهله أحد وجميع الثقافات والديانات السماوية وغير السماوية كانت تفسر الأمراض النفسية وتسقطه على إبليس وأعوانه من الجن، ما لا يجهله أحد الآن بأن الأمراض النفسية لا علاقة لها بالشيطان وبالجن ولكن لا يزال الطب النفسي العربي متمسكا بهذا المصطلح والذي لا يزيد المراجع العربي والمسلم إلا التضليل بعد الآخر.
هذه الاستشارة لا تختلف عن غيرها من الاستشارات برفع راية الوسواس القهري رغم عدم وجود أي دليل على ذلك في الممارسة العملية تسمع الأم والأب يتحدثون عن الوسواس القهري في طفل دون الخامسة من العمر، ترى المصطلح بديلا لاستعمال القلق والاكتئاب والفصام بل وحتى الخرف.
حان الوقت لترك الوسواس جانبا واستعمال مصطلح تشخيصي آخر يتوازى مع احترام الطب النفسي لمن يراجعه.
واقرأ أيضًا:
وسواس: تعبير حان شطبه من الطب النفسي
الاستعمالات المختلفة لكلمة وسواس عند الناطقين بالعربية