إحساس دائم بالذنب
أنا مهندس عمري 34 عام ناجح جدا في عملي ويشهد كل من يعرفني بقدراتي العقلية الكبيرة والذكاء الشديد جدا الذي يصل إلى درجة أن البعض لا يستطيعون مجرد تصور إمكانية تحقيق أفكاري.
أنا قارئ نهم ومتطلع للمعرفة ولدي أفكاري الخاصة المتعلقة بالأديان فقد أدركت حقيقة الأديان الزائفة منذ عدة سنوات وأدركت أيضا أهمية وجودها للمجتمع في نفس الوقت فأخفيت أفكاري تجنبا للمشاكل وإدراكا مني أن المجتمعات في وقتنا الحالي غير مستعدة للتخلي عن هذه الأفكار وأن استمرار فكرة الدين مهم وإن لم يكن حقيقة حتى تصل البشرية لمرحلة أنضج من الآن
لم أكن موفق في زواجي بسبب عدم قدرة زوجتي في فهم طموحاتي المادية وأحلامي الغير محدودة والتي بالمناسبة نجحت في تحقيق الكثير منها ببراعة في زمن قياسي فقط عدة سنوات قليلة من بعد التخرج.
زوجتي كانت غير مثقفة أبدا لذلك لم أتحدث معها أبدا عن أفكاري الخاصة وكنت أتعامل معها بشكل طبيعي وأحاول جاهدا معاملتها معاملة جيدة لأنني أحب إحساس الأسرة وبعد فترة أصبحت زوجتي لا تفهمني أبدا طموحي ونجاحي فاق كل تصوراتها فأصبحت تراني شخص مختلف عن كل ما تعرفه وحدثت لها حالة من الارتباك لأنها دائما تحاول تصنيفي لأكون مماثلا لأحد الشخصيات في محيطها ولكن أسلوبي وطريقتي في الحياة بجدية واستقامة وتنظيم يفوق التصور جعلتني نموذجا نادرا جدا فأصابها الارتباك لعدم وجود نماذج مماثلة.
أعمل كثيرا أمارس الرياضة والفن أحب أسرتي وأولادي نجحت في تكوين ثروة مالية في وقت قياسي ورغم هذا فشلت في احتواء زوجتي
هي دائما متشككة في نواياي تظن دائما أنني اريد منها شيء ما خفي لا تستطيع أن تفهم ما أقوله لها وهي دائما حائرة بالرغم من أني شديد الصراحة والشفافية معها في كل ما يخص مستقبلنا وبيتنا حتى أنني لا أخفي عنها شيئا وأنا عموما لا أكذب أبدا.
مشكلتي هي الشعور الدائم بالذنب وإحساسي الدائم أنني ربما ارتكبت خطأ ما
منذ فترة بدأت تهاجمني الهواجس أنني قتلت شخصا ما. أنا طبعا لم أفعل هذا ربما كان حلما وصدقته وما زال هذا الهاجس يهاجمني وأنا أحاول التذكر فربما أكون قد فعلت ذلك أو على الأقل أصل إلى سبب هذه الفكرة المزعجة.
إذا حدث أي شيء خاطئ أبدأ دائما بلوم نفسي وتحميل نفسي المسؤولية بشكل مبدئي إلى أن أجد سببا آخر وأظن أن تحميل النفس المسؤولية هو أسرع وسيلة لإيجاد حل سليم لكن هذا يوقعني في مشاكل مع أصحاب الضمائر الغير سليمة وأضطر بعدها لتأديبهم عندما تتكشف الحقائق وتظهر الأكاذيب.
أريد التخلص من هذه الحالة المزعجه من التأنيب ولا أدري ماذا أفعل.
أرجو النشر مع إرسال اللينك
24/10/2017
رد المستشار
عزيزي المهندس الناجح جدا والمنظم جدا والمثالي جدا جدا والمفكر خارج الإطار فيما يخص الأديان فقط حسب وصفك والمتزوج من إنسانة أقل من مستواك الفكري دون أن تذكر لماذا تزوجتها وهل بينكما أطفال كما لم تشر إلى والديك ولا إخواتك ولا أصدقائك ولا علاقاتك الاجتماعية والعملية ولا أنشطتك وهواياتك فهل تجد أن هذا غير مهم في حياتك ولا يأخذ أولويات في تفكيرك. أم تناسيت سرد ما له صلة بهم.
عزيزي
لديك سمات شخصية يغلب عليها شعور عالي بالثقة قد يكون لها ما يبررها من نجاحك وثقافتك وتميزك لكنها غالبا تصطدم بطريقة تعاملك مع الآخرين حيث أنها غالبا علاقة فوقية مما يجعل الآخرين يتجنبوك خشية إحراجهم أو خوفا من إحراجك. أو يصبحون أكثر عدوانية نحوك.
كما ظهرت سمات المثالية والتفكير غير النمطي وربما أفكار صدمية للآخرين مع بعض سمات الشخصية الوسواسية التي سببت لك على ما أظن الشعور بالذنب الذي تشكو منه حاليا وربما صاحبها بعض الأعراض الاكتئابية. وقد يرجع هذا إلى وجود استبصار جيد في الشخصية.
لذا
أرى أنه يجب تقييم الشخصية بصورة أدق من خلال الدخول إلى صفحة التقييم على الموقع أو زيارة طبيب نفسي.
بعدها يتم تقييم وجود أو عدم وجود حالة نفسية مرضية كالاكتئاب أو غيرها. ثم إذا كنت تحتاج جلسات لتعديل ما تراه موثرا لك من أفكار أو علاقات أو إدراكات غير مريحة.
وفقكم الله
واقرأ أيضًا:
فرط الشعور بالذنب: شخصية قسرية
بين يقظة الضمير والشخصية القسرية شعرة
هل أنت شخصيةٌ قسرية ؟