الخوف
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اسمي يوسف 20 سنة أعيش في قرية صغيرة لكن بعد الحصول على شهادة البكالوريا انتقلت إلى المدينة للالتحاق بالجامعة. في المدينة التي سأدرس فيها تكثر فيها السرقة والتخويف بالسلاح الأبيض وفي طريقي نحو جامعتي أمر بشارع تكثر فيه السرقة
لم أكن أعير الأمر أي اهتمام تماشيا مع قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، وفي يوم من الأيام وفي طريق نحو الجامعة وفي ذلك الشارع أوقفني شخص وقال أنه ظن أني شخص يعرفه ولم أشعر حتى وضع سكين على عنقي وطلب مني أن أعطيه هاتفي وبسرعة لم أقاومه وأعطيته ما طلب وفر هاربا لم أحاول مطاردته أو أي شيء.......
تابعت طريقي نحو الجامعة وكأن شيئا لم يحدث عندها لم أشعر بالخوف واستمرت الأمور على ما هي عليه أمر من ذلك الشارع ومن ذلك المكان الذي سرقت فيه لكن بعدها أصبحت أخاف المرور من ذلك الشارع خوفا من تكرار نفس الموقف خاصة بعد أن وقعت لي عدة مواقف مشابهة يعني محاولات سرقة وأصبحت أستعمل التاكسي للوصول إلى الجامعة وخوفي يزداد حتى صرت لا أذهب إلا قليلا والآن لم أعد أذهب نهائيا.
وأصبحت لا أستطيع الخروج بعيدا عن المنزل وحدي أتمنى أن تفيدوني بخبرتكم،
وشكرا مسبقا
11/12/2017
رد المستشار
أشكرك يا "يوسف" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
بالنسبة لمشكلتك التي طرحتها فهي تصنف ضمن مشكلات ما بعد الصدمة فخلال حياتنا اليومية كل منا معرض بأن يمر بتجربة مخيفة وخارجة عن سيطرتنا، فقد نجد أنفسنا في حادث سيارة مثلا أو ضحية اعتداء أو نشاهد حادثا مروعا مثل الحوادث أغلب الناس يتغلبون على هذه التجارب بمرور الوقت حتى بدون مساعدة نفسية، ولكن في بعض الأشخاص مثل هذه التجارب تسبب ردة فعل قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات وهذا ما نسميه اضطراب ما بعد الصدمة.
وقد يبدأ بعد أي حادثة مروعة، ويقصد بالحادث المروع هو عندما يشعر الشخص بأنه في خطر أو حياته مهددة بالخطر، أعراض الاضطراب يمكن أن تبدأ بعد أسابيع أو حتى شهور من الحادثة، وعادة ما تظهر في غضون 6 أشهر من ذلك الحدث.. ومن الأعراض الشعور بالحزن والاكتئاب والقلق والذنب وأحياناً بالغضب، هذه بالإضافة للمشاعر الطبيعية التي تحدث لكل الأشخاص بعد هذه الحوادث.
من الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون:
هنالك ثلاثة أنواع:
1-الرجائع الزمنية (شعور بحصول التجربة من جديد أثناء اليقظة) والكوابيس Flashbacks & Nightmares
ـتشعر بأنك تمر بالتجربة من جديد، هذا قد يحدث مثل تذكر الحدث خلال النهار أو كوابيس خلال الليل، هذه قد تحدث بصورة كأن الأحداث تحدث من جديد، الشخص قد لا يتخيل الأحداث ولكن قد يشعر بمشاعر مشابهة لما حدث كالخوف والأصوات والآلام.
ـأحداث عادية قد تسبب هذه الذكريات مثلا أذا كان الحادث في جو ماطر و حاليا الجو ماطر قد يسبب ذلك تذكر الحدث من جديد.2- تجنب مواقف وأماكن معينة.
ـ تذكر الحادث من جديد قد يسبب الكثير من الإزعاج، فلذلك يحاول الأشخاص المصابين بمحاولة الابتعاد عن ذلك بالقيام بفعاليات كثيرة أو هوايات والعمل الكثير وتجنب الأماكن والأشخاص المتعلقين بالحادث.3- الشعور بالتيقظ دائما.
ـفيشعر الشخص بالتيقظ دائما كأنه بخطر دوماً hypervigilance لا تستطيع الاسترخاء مع صعوبة النوم والشعور بالقلق.وهناك العديد من العوامل المسؤولة عن اضطراب ما بعد الصدمة مثل العوامل النفسية عندما نشعر بالخوف نتذكر الأحداث بصورة أحسن، على الرغم من صعوبة تذكر هذه الأحداث ولكن قد تكون مفيدة وتساعدنا في فهم ما حصل وعلى المدى البعيد تساعدنا على العيش ومواجهة المخاطر، ومن العوامل الجسمية عندما يكون الجسم تحت الإجهاد يفرز هرمون الأدرينالين وذلك لتحفيز الجسم وعندما يهدئ الجسم يعود مستوى هذا الهرمون للطبيعي.
في حالة اضطراب ما بعد الصدمة ذكريات الحادث تُبقي على هرمون الأدرينالين بمستوى عالي، وهذا يؤدي إلى شعور الإنسان بالتوتر والقلق واضطراب النوم. ويؤثر هذا الهرمون أيضا على عمل جزء من الدماغ الذي يتعامل مع الذكريات.
وكيف تعرف إذا كنت قد تغلبت على التجربة قاسية؟ عندما يمكنك:
ـ التفكير في الأمر من دون أن تشعر بالأسى
ـ ألا تشعر باستمرار تحت التهديد.
ـ ألا تفكر في الحادث دائماًكيف تساعد نفسك؟؟؟
ـ عش الحياة بصورة طبيعية قدر الإمكان.
ـ عد لروتين الحياة المعتاد الخاص بك.
ـ الحديث عن ما حدث لشخص تثق به.
ـ مزاولة تمارين الاسترخاء.
ـ العودة إلى العمل.
ـ تناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية.
ـ زر موقع الحادث.
ـ قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء.ابتعد عن:
ـ لوم نفسك على ما حدث.
ـ كبت مشاعرك.
ـ تجنب الحديث عن هذا الأمر.
ـ توقع أن تتلاشى ذكريات الحادث على الفور، وتوقع أنها قد تكون معك وقتا طويلا.
ـ اعتزال الآخرين.
ـ شرب الكثير من القهوة أو التدخين.
ـ إجهاد نفسك بالعمل.
ـ عدم الأكل المنتظم.العلاج:
كما هناك جوانب بدنية ونفسية لاضطرابات ما بعد الصدمة، لذلك هناك علاجات بدنية ونفسية.العلاج النفسي:
كل العلاجات النفسية تركز على الحادث الذي سبب الأعراض.
فأنت لا تستطيع نسيان ما حدث ولكن بإمكانك التفكير بطريقة أخرى عن الحادث أو الحياة بصورة عامة، عليك أن تكون قادرا على تذكر ما حدث، على أكمل وجه ممكن، من دون الخوف أو قلق، هذه العلاجات تساعدك على فهم ما حدث وتساعد الدماغ على التعامل مع هذه الذكريات المؤلمة وتخطيها والعيش بصورة طبيعية، في بعض الأحيان عندما تجد نفسك قادر على التعامل مع هذه الذكريات وهذا يساعد الدماغ على السيطرة على المشاعر بصورة أحسن. كل هذه العلاجات يجب أن تُعطى من قبل متخصصين في علاج اضطرابات ما بعد الصدمة.* العلاج السلوكي الإدراكي(CBT)
ـ هي طريقة لمساعدتك على التفكير بطريقة مختلفة ولكي تصبح الذكريات غير مؤلمة وتستطيع السيطرة عليه وعلى مشاعرك بطريقة أحسن.
عادة ما يتضمن العلاج على بعض تمارين الاسترخاء لمساعدتك على عدم التفكير في الأحداث.العلاج الجماعي.
ويشمل لقاء مع مجموعة من الأشخاص الآخرين الذين مروا خلال تجارب مشابه، وجود الناس الآخرين مروا في مثل هذه التجارب يسهل الحديث عن الحادث
وتابعنا بأخبارك دوما حيث نرحب بك صديقا دائما لموقعنا.
واقرأ أيضا
الاضطرابات النفسية بعد الصدمات
ملف الصدمات النفسية والكرب الرضحي
التعليق: كل الشكر للأستاذة الدكتورة المستشار: أ.د رانيا الصاوي الإنسان ما هو إلا حزمة مواقف تتشكل على أساسها شخصيته
لكي تكون الشخصية إيجابية ومتعاطية مجتمعيا بشكل إيجابي يجب علينا تحليل المواقف السلبية التى نمر بها في الحياة ووضعها تحت بند لا شيء مثالي في الحياة ..... التجربة التى مر بها الأخ يوسف تجربة عنيفة نتج عنها عدم شعوره بالثقة في نفسه على تحدي الواقع
أرى أنه عليه أن يعتبرها تجربة من تجارب الحياة تعطيه دفعة إيجابية في نفسه حلل موقفك الذي تعرضت له بأنك لم تكن مستعدا لمواجهة هذا المجرم كما أنه يملك سلاحا وأنت لا بالإضافة أنك في وسط جديد نوعيا عما ألفته في القرية وعندنا مثل مصري بالعامية يقول ( الغريب أعمى ولو كان بصير ) أيضا هناك مثل عامي يقول ( الضربه اللي متموتش تعلم صاحبها )
لا تتوقف كثيرا عند هذا الموقف السلبي بسلبياته لكن تعلم منه الإيجابيات وحسن التصرف في مواقف أخرى مشابهة
مع تمنياتي بالتوفيق