أريد الآختفاء عن وجه الكرة الأرضية
أبلغ من العمر عشرين عاماً ولكن لم أكن يوماً شابة، أنا عجوز بالعشرين، أقسم بأن التجاعيد باتت ترتسم معالمها على وجهي، كثيراً من يقال لي بأنني جميلة بشكل مختلف ونادر ولكن أرى جمالي يختفي ويبهت أنا حقاً أكره نفسي، أشمئز منها، وأتمنى لو أني لم أخلق على هذه الأرض متعبة من تأنيب الضمير متعبة من الحزن الذي يلازمني دائماً، متعبة من الأمراض التي تلازمني ولا أجد لها تشخيص أريد أن أبتسم أن أرى وجه الحياة الجميل،
هل لكم أن تعيروني فرحاً ليوم واحد؟؟ حتى الحب الذي يقال عنه بأنه أجمل شيء بالحياة وجدته عكس ذالك لقد أحببت شاب سعودي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أعتقد أنه مر بتجربة حب فاشلة وفقد الكثير من الأصدقاء والأحباء في عام واحد مما جعله يصبح بارد المشاعر قليل الاهتمام بمن هم حوله ورغم ذلك أحببته وهو أيضاً أخبرني بعد فترة أنه يحبني وأنه أيضاً بنفس الوقت لا يستطيع إسعادي ربما على حسب قوله ولكنني أحبه بشكل مجنون أحبه جداً،
ولكن في الفترة الأخيرة ربما قرابة الخمسة أشهر الأخيرة أصبح بعيدا عني لا يكلمني إلا قليلاً جداً وأحيانا يغيب عني بالأيام وبالتالي أنا ابتعدت وأصبحت لا أسأل عنه كثيراً ابتعادي عنه ليس عدم حب من قبلي ولكن لا أريد أن أكون إنسانة ثقيلة دم عليه، أفكر كثيراً أن اقطع علاقتي معه ولكن لا أستطيع لأني متيقنة في اليوم الذي أنهي علاقتي به سـأنهي أيضاً علاقتي بالحياة وأنتحر.
فأمر الانتحار ليس غريباً عليّ فقد حاولت إحدى المرات أن أختفي عن وجه الكرة الأرضية ولكن فشلت
انتهى بي الأمر أن أصحو وأنا نائمة بـإحدى غرف المستشفى..
15/12/2017
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخت "فاطمة" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت في رسالتك قصة الكثيرات الكثيرات من بنات جنسك ومن مثيلاتك،
نعم أن الحياة المعاصرة التي نعيش باتت معقدة جدا بالنسبة لكنّ، حيث أنكنّ تحملن في الجينات الكم الهائل من الطهارة والبراءة والعفة، من الكرم والشهامة من العنفوان والآباء، أنتن يا عفيفات القرون الماضية تعشن في زمن الذئاب وفي زمن التطور الأعمى الذي لم يترك لذي لب من حجا.
نعم أنكن تتألمن في عصر التطور الآلي السريع حيث أننا لا نستطيع أن نجاري تقدم العصر بالسوسيولوجيا.
حيث يستلزم تطور الفكر الاجتماعي مرور جيلين أو ثلاثة أجيال لتغيير السلوك والأفكار.
إلا أن تطور الآلآت كان سريعا جد اقتحمنا إلى داخل غرفة النوم وصارت الفتاة اليمنية البريئة الطاهرة تحادث شابا سعوديا بريئا وهي جالسة في السرير فكيف لا تتحرك المشاعر وكيف لا تثور الأحاسيس الست امرأة من لحم ودم؟....
نعم أن قوة الخيال عبر الانترنت لا تقاوم، وأمام العطش الروحي والنفسي الذي نعيش كان لا بد لك أن تتفاعلي أيتها السمراء العربية.
فأحبت قيسا وهميا، لأنك لو تقابلت معه لربما تغيرين أفكارك وبسرعة فقد لا يعجبك وقد لا تعجبينه.
المهم تشخيصنا في الطب النفسي هو أنك تعانين من مشكلة _نفس اجتماعية_ حيث أنك لم تستطعي أن تبرزي قواك العقلية وجمالاتك الأنثوية بأية طريقة من الطرق فأصبحت سجينة المجتمع والعائلة والتاريخ والجغرافيا، لا نافذة أمامك سوى ذلك الانترنت الصامت الذي يخاطبك بلغة الخيال فقد لا يكون الشاب السعودي شابا بل هرما في السبعين وقد لا يكون جميلا بمواصفات ترضيكي وترضي طموحاتك......
إذا لقد أصبتي بالكآبة النفسية وأخطر ما في هذا المرض أنه يؤدي إلى الانتحار الذي فكرتي به، وقد تكون انزلقت قدمك نحوه ذات يوم، فاستغفري الله.نعم للكآبة النفسية علاجها بالعقاقير مثل دواء بروزاك وسيبرالكس
كما العلاج النفسي والعلاج السلوكي
وقاعدته الأساسية هي تسليط الضوء على النعم التي نتمتع بها من ذكاء وشباب وجمال ونعم مادية كثيرة.... "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
فيجب علينا أن ننظر إلى النصف الملئان من الكأس وليس إلى النصف الفارغ من كأس الحياة،
وكذلك العلاج السلوكي كأن نمارس الرياضة بشكل يومي وننخرط في المجتمع عبر بعض الجمعيات أو الفاعليات العائلية لخدمة الناس والنظر إلى من هم دوننا من ناحية القوة المادية والمعطيات الأخرى.
الأخت "فاطمة" ابحثي عن الله فهو أقرب إليك من حبل الوريد وهو كفيل بان يساعدك، فلست وحيدة ما دمت معه.
نتمى لك أن تجدي نفسك وبصورتك الجميلة لكي تدافعي عنك ما دام في صدرك نفس وفي عروقك نبض.
ألف تحية إكبار وتقدير لقلمك الجميل فإن ملكة التعبير لم تخنك أبدا
والسلام
واقرئي أيضًا:
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love
نفسي عاطفي: علاقات إليكترونية Electronic Relations