تأتأة ودسلكسيا وانطوائية ورهاب اجتماعي.. هل يوجد أمل؟؟
السلام عليكم
بعد الشكر والتحية لابد من الإختصار لأن الكلام يطوووووووول جدا، لكن باختصار أنا نشأت في أسرة متدنية منغلقة اجتماعياً تعاني من جفاف في المشاعر والحنان كان هدف الوالدين الأسمى ألا نقع في الأخطاء التي وقعوا فيها قبل التدين، والمستوى المادي حتى المراهقة كان فوق المتوسط وانحدر بعد ذلك،
نشأت كطفل أوسط بين أخوة جميعهم ذكور وعانيت معانة الأوسط بكل تفاصيلها، لم تكن طفولة سعيدة إطلاقاً عانيت في الدراسة من عسر القراءة طبعا لأن وقتها أو حتى بعدها لم أعرف ما بي ولم يعرف أحد، أنا عرفت ذلك من عامين فقط من خلال البحث ولكن وقت الروضة والابتدائي وبعدها لم أعرف ولكني كنت أعرف أني أذاكر جيدا أكثر من إخوتي وكانت نتائجي متوسط دائما وصنفتني أمي أن قدراتي ضعيفة وكانت تقول هذا في وجهي عادي وللناس أيضا أمامي،
وفي وقت الضيق الشديد والضغط كنت أتأتأ كثيرا ولعل هذا له علاقة بمرض وراثي من أبي والذي لم يتصالح مع ماضيه قط أو معنا، كل هذا جعلني أنزوي ولا أحب الاختلاط ولعل هذا زاد من شخصيتي الانطوائية حتى أصبحت انطوائية شديدة، حتى أذكر أني في يوم من الأيام أحرقت جميع شهاداتي التعليمية حتى لا يكون لي ماضي سيء، وأذكر أن أحد زملاء أبي سألني عن مجموعي في الشهادة الابتدائية ولكني رفضت البوح بالدرجات لأني عشت طوال هذه الفترة بالشعور الدائم بالذنب والعار الشديد.
وأكملت حياتي وأنا شبه إنسان أو أقل؟؟ كيف أتخلص من هذا الماضي الذي يؤرقني حتى الآن؟؟
وشكرا
16/12/2017
رد المستشار
بسم الله الرحم الرحيم
حضرة الأخ "سرحان" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب ضارة نافعة
ولعل الذي أُبطِئ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور
قد تكون التأتأة هي الحافز الذي جعلك تذاكر أكثر فأكثر، والنتيجة كانت أنك تفوقت بالدراسة وأنهيت البكالوريوس بنجاح.
أما أن تكون التأتأة وراثية فهذا غير معروف، بل المعروف أن يكون سببها توترات عصبية خاصة عند الطفولة والمراهقة، في حال ضعف الشخصية، فتخرج الكلمات بشكل متردد متقطع، وعادة ما تنتهي هذه المشكلة في عمر الشباب، حين تنمو الشخصية وتقوى بشكل نستطيع أن نواجه المجتمع بذكاء أكبر وبدون خوف، لا سيما الإنسان المؤمن والذي يقوي علاقته بالباري عز وجل، فلا يخاف إلا من الله وحده ،لا بل لا يحب أحدا أكثر من الله، ومن كان الله حبيبه فمن من يخاف بعد ذلك (كن مع الله ولا تبالي)
لا يجب أن ننعزل عن المجتمع، بل علينا أن نكثر من التواصل الاجتماعي وأن نتحدث في جلساتنا عن موضوع نجيده، كما ويفيدنا كثيرا ترداد بعض السور القرآنية الصغيرة التي نعرفها ظهرا عن قلب أو الأغنيات الجميلة التي تعجبنا كثيرا.
عاشر من هم دونك وتواصل بكثرة مع من لا ينظر إلى عيوبك، بل يرى فيك الرجل البارز الكريم المعطاء المضياف السموح..... وغيره من المواصفات التي يجب أن يتحلى بها كل عاقل كريم.
وإذا لاحظت أن الـتأتأة ستبدأ خلال حديثك، خذ نفسا عميقا وتباطأ في لفظ العبارات ولتكن كلماتك متقطعة تأخذ كل واحدة وقتها للخروج.
جرب هذا التمرين بأن تلفظ الجملة كلمة كلمة وعندها ستعتاد على التفكير قبل أن تتحدث وأن تخرج الكلمات واضحة وبدون تأتأة.إننا نثني على شخصيتك المتدينة وعلى نيتك بأن تجد حلا لهذه المشكلة، فمن سار على الدرب وصل، لا مانع في حال فشلك بالتمرين بأن تأخذ بعض العقاقير المهدئة الخفيفة فقد تساعدك كثيرا.
لك ألف تحية وتمنياتنا بالنجاح الدائم.
واقرأ أيضًا:
اضطرابات الكلام Speech Disorders