لدي مشكلة أحتاج مساعدة، ولا أحد يسمعني!!
السلام عليكم ورحمة الله..
بداية أتوجه بالشكر لجميع القائمين على هذا الموقع المحترم لما يقدمونه من خير ومنفعة تعم الجميع..
[بداية أرغب بالسرية التامة في التعامل مع مشكلتي من جميع النواحي، سأكون شاكرة إن لم تظهر أبدا في قائمة تصفح المشكلات لكي لا يتم التعرف علي فيزيد الطين بلة، أرجوكم إن عدم الرد على مشكلتي أفضل كثيرا لدي من الرد مع عرضها في الموقع فإن لم يكن هذا الحجب ممكنا، أرجو أن لا يتم الرد على مشكلتي ولا عرضها واستروني
(جزاكم الله خيرا] أما الرد مع الحجب والسرية هو ما أرجوه..
مشاعري تتراوح الآن ما بين الأمل والألم واليأس فلقد التجئت لمواقع قبل هذا الموقع المحترم، وكل ما قوبلت به هو التجاهل الكامل لمشكلتي...
أتوسل إليكم ألا تتجاهلوا رسالتي هذه وتحاولوا الرد عليها في أقرب فرصة، مع الحفاظ على خصوصيتي فوالله ما يزيدني التجاهل وعدم الفهم الذي أتلقاه إلا حزنا وضيقا وشفقة على نفسي :(
أنا فتاة مغتربة للدراسة في بلد عربي بعيدا عن أهلي وطلبا لتحقيق حلمي الذي سعيت نحوه جاهدة..
الحمد لله أنا على مستوى عال من الالتزام الديني والأخلاقي كما أنني موهوبة ومحبة للمذاكرة ولا أثني على نفسي.. لكنني حساسة وضميري مفرط اليقظة أحيانا وهذه ميزة ذات حدين فجلد الذات لا يحتمل أحيانا.
مشكلتي تأخذ أبعادا مختلفة وأنا لن أسهب كثيرا لكي لا تطول الاستشارة كثيرا.... سأركز على مشكلتي الحالية.... أنا في هذه الدنيا وحيدة كليا، ينهش بي ذئب الغربة الجائع صباح مساء، رأيت من الناس ما رأيت فخلصت إلى تجنبهم، أمشي بمبدأ (جنب الحيط ويارب الستر)
لا أشكو همومي لأحد ولا أتفوه بالكثير فالتجربة علمتني أن الشكوى لغير الله مذلة... كل ما سأقوله أن والدتي كانت صديقتي الوحيدة قبل أن تفقد صحتها وتصبح غير قادرة على الوقوف إلى جانبي وإرشادي كما في السابق..
أنا على أعلى درجة من الوحدة واليأس من الآخرين.. كل مشاكلي كان مقدورا عليها أما هذه فيد تملكتني كليا وأصبحت أسيرتها طوال الوقت حتى أضحت الحياة كابوسا، وهذا ليس تعبيرا مجازيا بقدر ما هو وصف للشعور الذي يراودني.. أشعر بأنني قذرة، ولست نقية كباقي الزميلات ولست جديرة بالسعادة أصلا، ولست جديرة بالكلية الراقية التي أدرس بها..
هذه المشكلة بالرغم من كونها حدثا ماضيا مر عليه قرابة الـ 6 أشهر أو ربما أكثر ورغم إدراكي أنني لا أستطيع تغيير شيء به الآن إلا أن الموضوع أي التفكير خرج عن سيطرتي وإرادتي تماما....
أنا كنت أمارس العادة السرية منذ الطفولة للأسف، لم أكن أعلم بأنها خطيئة وفعل محرم في الإسلام إلا متأخرة، ومنذ ذلك الوقت بدأت محاولاتي في التوبة والإقلاع فأنا فتاة أخشى الله كثيرا ولدي وازع ديني وأقوم بواجباتي الدينية.. لكن موضوع الإقلاع كان صعبا لذلك انتهجت أسلوب التدرج في الإقلاع.. وآخر مرة حدث هذا الموضوع كان بعد سنة كاملة من التوقف، والآن أنا عازمة على عدم العودة نهائيا هذه المرة والله شاهد على توبتي النصوح هذه..
في أحد الأيام كنت وحيدة في السكن حيث أعيش مع طالبات أخريات، كنت وحيدة فالجميع انتهين من اختباراتهن أما أنا كان ما زال لدي امتحان.. لذلك بقيت وحيدة... المهم وسوس لي الشيطان، ومارستها في تلك الغرفة سابقة الذكر، ويا لخجلي من قول هذا فاعذروني.
ثم تبين أنني لم أكن وحيدة، وأن إحدى الطالبات الزميلات في السكن كانت قد عادت للبيت بالفعل.. ومن هنا بدأت المخاوف والوساوس والحلقة المفرغة التي أدور بها منذ أكثر من 6 أسهر متواصلة والأمر في ازدياد... خطر لي وقتها:"أيعقل أنها رأتني وأنا أقوم بذلك؟!"
لعلها سمعت صوت حركة شيء معين أو كانت تختلس النظر مثلا... مهلا... الباب!!
هل كنت وقد أغلقت الباب؟!!!
-نعم، أغلقت الباب وأوصدته بإحكام..
ماذا... ماذا لو أنني لم أغلقه؟!!
أنا لست واثقة أنني أغلقته!
أغلقته.. أغلقته...
ماذا لو أنني لم أغلقه..
هذه بعض الحوارات التي تجري في رأسي..
مشكلتي أن هذه الأفكار تلازمني ليل نهار... ليل نهار أنا خائفة...
دون توقف، وخصوصا ساعة جلوسي للدراسة..
هل رأتني أم لا؟! هل علمت أم لا؟!!
ثم أذكر نفسي أنني أحكمت إغلاق الباب..
أنا أخاف أن تفضحني وتتحدث إن رأت فنحن على خلاف..
وحتى لو لم تتحدث يكفيني فضيحتي أمامها هي...
لا أريد أن أفتضح أمام أي إنسان أخشى الفضيحة ولا أريد إلا أن أكون مستورة..
الموضوع تطور وبدأت أسترجع ذكريات منذ سنوات لمواقف مماثلة حدثت عندي سكني مع أخريات في سكن آخر... وأخاف نفس الخوف..
وأنا غير واثقة أصلا أن أحدا رآني الاحتمال الأكبر أن أحدا لم يعلم أصلا
..
لكن هو الخوف والتفكير خارج تماما عن إرادتي مهما جربت معما حاولت أن أنسى الماضي... وأركز في الحاضر كما أردد...
علما أن تلك الفتاة كلمتني مرتين بعد ما حدث بفترة، كما أنها أعطتني إعجابات على فيسبوك في حسابي فهي لدي ضمن الأصدقاء..
لا أستطيع التركيز في دراستي أبدا أبدا مشتتة الذهن طوال الوقت وضائعة أشعر بالضغط على رأسي أشعر أن مخي سميك وتعبان ولا أحفظ بسرعة ما يتطلب إنجازه ساعتان قد يأخذ 4 بسبب كل هذا..
يلازمني الصداع بأنواعه أحيانا يكون نصفيا أحيانا عاديا.. إلى جانب القلق وتسارع النبض عندما يخطر الموضوع في بالي وخصوصا عندما أجلس للدراسة لا تركيز لا أشعر بالأمان.
أشعر أنني أقل عفة وأنني قذرة وغير طاهرة طوال الوقت أمام زميلاتي اللاتي أحسدهن فليس لديهم هم سوى الدراسة ليتني كنت مثلهن، أنا مشروع إنسانة ناجحة، ولدي قابلية للدراسة طوال الوقت وهو ما أريده وأتمناه... لكن تبا لهذه الفكرة. أريد أن أتحرر منها للأبد ولا أفكر بها ولو لمرة قادمة..
أرجوكم أي شيء يساعدني أرجووكم، هل أنا قذرة وشاذة عن بقية الناس؟!! وغير عفيفة بسبب هذا الماضي؟! هل يستطيع الطب النفسي مساعدتي إذا زرت طبيبا نفسيا أم أنني سأكون موضع سخرية منه أو استغلال مادي دون فائدة أو حاجة إن كان بلا ضمير؟!!
دراستي أرجوكم كل شيء سواها هي ما بقي لي والامتحان على الأبواب ...
ساعدوني....
28/12/2017
رد المستشار
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً لثقتك بطرح مشكلتك على شبكتنا.
لقد وصفت المشكلة بشكل دقيق حين قلت أن ما ينتابك هو عبارة عن أفكار وسواسية ملحة (حول إذا كان أحداُ قد لاحظ ما فعلته)، وأن هذه الفكرة تبقى تلح وتزعجك، بالرغم من شكك بمدى صحة هذه الفكرة، وعندما تزعجك الفكرة تنتابك أيضاً عوارض جسدية مزعجة، نعم، هذا وصف دقيق لحالة الوسواس القهري الذي تعانين منه، وما يزيد مستويات القلق بشكل كبير أيضا هو ما نسميها (إعادة تقييم السلوك والذات)، حيث يقوم الشخص الذي يعاني من تسلط فكرة وسواسية بتقييم سلوكه وذاته بناءً على الفكرة الوسواسية، فمثلاً في حالتك وصفت ذلك (أنا أقل عفة وقذرة)، وهذا التقييم للذات ذو تأثير نفسي سلبي جداً، حيث أن التعرض للفكرة الوسواسية قد يكون أثره أقل بكثير من تقييم الذات السلبي التابع للفكرة الوسواسية.
ولذلك فما تحتاجين فعله هو عدة أمور:
1- التوقف عن المبالغة في تقييم الذات السلبي جداً، فحين تقولي (أنا أقل عفة وقذرة)، وكأنك تقولين أنك ترتكبين فعلا جنسيا قذرا، والعادة السرية عادة سلوكية خاطئة، فهل العادة السرية مثلها مثل الزنا؟ أم أنها ليست كالزنا وليست حتى كمقدمات الزنا؟، لذلك يجب التقييم بشكل أكثر منطقية وعملي (أنا غير قادرة على التوقف عن العادة السرية)، وهذا الوصف لمشكلتك يساعد في حلها أكثر من الوصف الخاطئ الذي تعطينه لنفسك.
2- التعامل مع الفكرة الملحة حول شكك أن الفتاة قد لاحظت ما فعلته، بأن هذه فكرة وسواسية، ولذلك تحتاجين لتعلم التعامل مع الأفكار الوسواسية، وهذا أمر يحتاج للعلاج الآن كونه أصبح يسبب لك الكرب، ويعطل حياتك.
3- تحتاجين للتعامل مع تعلقك الزائد بأمك، ونفورك من الآخرين، وهذه مشكلة علاقات، فيبدو أن لديك نمط تعلق غير آمن، وهذه تحتاج منك للجدية في التعامل معها.
وكونك تدرسين الطب، فيا ليت لو نظرت لمشكلتك الحالية بعين العلم، فهي مشكلة اضطراب نفسي تحتاج للعلاج الجاد، وخوفك واختبائك لن يساعد كثيراً في حل المشكلة بل على العكس من الممكن أن تزيد الأمور سوءً، لذلك يجب علاج مشكلتك، حيث أنها أصبحت تشغل حيزاً كبيراً من حياتك، ولو عالجتِ هذه المشكلة لزال هذا الحيز الكبير، وصار متاحاً ليحل مكانه الاهتمام بالدراسة والمستقبل.
أتمنى لك الصحة والسلامة، ولا تترددي في تقديم استشارات أخرى.
ويتبع >>>>>>>: وسواس قهري واسترجاز وتقييم سلبي م