مساعدة عاجلة
بسم الله الرحمن الرحيم
سأبدأ بقصتي التي أعاني منها
أنا شاب عمري 25 سنة شخصيتي كانت موسوسة مؤخرا، أصبت بوسواس قهري في العقيدة تطورت معي الأمور لأنني استرسلت مع هذه الوساوس وكنت أبحث عن مخرج، مثل أن أشاهد مناظرات مع الملحدين لأقوي إيماني وأبحث عن أجوبة للأسئلة التي تأتيني لم أكن أعلم أن الاسترسال مع هذه الوساوس ستوصلني إلى هذه الدرجة، أصبحت خال من الإيمان كأنني في حياتي لم أكن مسلما
صدري، وقلبي خالي من الإيمان أصبحت شخصا قاسي القلب بدون إحساس لا أفكر لا في الجنة ولا في النار كما في البداية مع الوسواس لا زلت أصلي ولكن كأنني أمارس رياضة فقط، كأنني أصبحت ملحدا..
أفكاري اختلطت لا أعرف كيف أفكر أصبحت كما الأحمق في الأمور الدينية، لم تعد تأتيني الوساوس على ما أظن، في الحقيقة لم تعد لدي حياة أحلامي تبخرت لا أستطيع الرجوع إلى ديني والإحساس بحلاوة الإيمان أصبحت منعدمة، حتى وصلت إلى درجة أسمع شبهات الملاحدة ولا أتأثر كما في سابق.
وأنني إذا سمعت شخصا يسب الله والرسول لا تأتيني غيرة، وعندما أشاهد أفلاما أجنبية أقول ما ذنبهم خلقوا كفارا كأنني أصبحت أتعاطف معهم وأشاهد إخواننا في فلسطين يحاربون ولا يحرك شيء لدي .
لا أعرف ما هذه الحالة التي وصلت إليها مع أني كنت شخصا ذو أخلاق وذو عبادة لا أقول أنني لا أرتكب معاصي لكن كنت محافظا على صلواتي..... رأسي يؤلمني عندما أحاول التفكير.
عملي لا أستطيع التركيز فيه لكثرة التفكير في هذا الموضوع، أصبحت قليل النوم، كثر انعزالي عن أصدقائي، أكثر ما أكون خائفا مما يجعلني غير مركز في عملي، عندما أريد التركيز في معلومة خاصة في أمور الدين أضغط على نفسي لأستوعبها وعندها ترتفع حرارة جسمي لكن بدون جدوى، لم أعد أفكر في المستقبل كانت أمنيتي أن أشتغل وأتزوج وأربي أولادي أحسن تربية، الحياة بدون إيمان لا حياة ولا أقدر أن أواصل الحياة بدون أن يكون الإيمان في قلبي ومطمئن به.
لا أعرف السبيل للخروج من هذه الحالة.
أنا مستعد لأي علاج. وشكرا
2/1/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
استشارتك تركز فقط على فقدان الإيمان ولا تتطرق إلى سيرتك الشخصية وظروفك الاجتماعية وعلاقاتك الحميمية، هناك فقط بعدٌ واحدا لا غير وهو أنك إنسان "موسوس"، وهذا مصطلح يستعمل جزافاً في اللغة العربية، بدأ عملية تنقيب في العقيدة الدينية، واكتشف بأنه فقد إيمانه بها.الإنسان الذي يفقد إيمانه في عقيدته الدينية يبحث عن أخرى أو يقتنع بما توصل إليه ولا يراجع طبيباً نفسياً، لا تنتمي إلى هذه المجموعة
،الإنسان الذي يفقد إيمانه أحيانا يفقد السلام الذي في أعماق نفسه، ويبدأ بعملية بحث عن هذا السلام في تفكيره وسلوكه وعلاقته مع بقية البشر، من الصعب القول إنك تنتمي إلى هذه المجموعة وبدلاً من السلام عثرت على الألم.
وهناك مجموعة أخرى من البشر تبدأ بعملية التنقيب لأنها لا تشعر بالسعادة في الحياة وبدلاً من مراجعة احتياجاتها المختلفة من اجتماعية وحميمية ومهنية ومادية لا تجد أمامها سوى العقيدة الدينية لكي تسقط اللوم عليها، عدم السعادة له أسبابه وليس بالضرورة اضطراباً نفسياً، ولكن الإنسان الذي يبدأ هذه الرحلة يصل إلى هدف واحدٍ لا غير وهو الاكتئاب، كذلك يبحث الإنسان الذي يعاني من اكتئاب مزمن طفيف، في أمور العقيدة وبدلا من استعمال دفاعات نفسية ناضجة يلجأ إلى دفاعات نفسية عصابية أو غير ناضجة وأحياناً ذهانية، تنتمي أنت إلى هذه المجموعة.
لا قدرة لك على الشعور بالتلذذ وتعاني من الاكتئاب واضطراب النوم وضعف التركيز وهذا هو الاكتئاب نفسه.
توجه أولاً صوب طبيب نفسي لعلاج الاكتئاب وأنت بحاجة لعقار مضاد للاكتئاب.
بعدها توجه نحو رجل دين وتحدث معه.
ثم اعثر على السلام وقد تجده في العقيدة التي أسقطت اللوم عليها.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
الاكتئاب الجسيم كيف يسلب الإيمان مشاركة1