وسواس قهري
السلام عليكم/
أصبت بالوسواس منذ المراهقة تقريبا في بعض الأمور ولكن كان يظهر ثم يختفي عندما لا يجد استجابة كبيرة.. لم أذهب إلى طبيب نفسي أبدا وكنت أعالج نفسي بالتجاهل لأنه هو علاج فعال كما قرأت.. تقريبا اختفى الوسواس في كل شيء ماعدا الصيام والغسل والنظافة فعندما أصوم تجتاحني كثيراً من الأفكار الوسواسية خاصة إذا كنت لوحدي فيما يخص صحة صومي ولكني أقاومها وأحاول تشتيتها
وفي الغسل أيضا أقاوم تلك الأفكار وخاصة غسل الأذنين فقد استغرق بعض الوقت للفراغ من غسلها أما وسواس النظافة فلا أعلم هل أنا مصابة به أم أني طبيعية ومن حولي لا يحبون النظافة خاصة وأنني حريصة على الترتيب والنظافة والتنظيم فمثلاً يأكلون على مكان للجلوس فيصاب هذا المكان بالأكل أو أي مشروب وذلك بسبب إهمالهم وأيضا لا يقومون بتنظيف المكان الذي كانوا سببا في اتساخه فلا أستطيع بعدها أن أجلس على هذا المكان أو أي مكان مماثل له لم يعد نظيفا بسبب إهمالهم
لذلك أنا كثيرة الجلوس في غرفتي ولا أخرج إليهم حتى لا يصيبني التوتر والعصبية بسبب لا مسؤوليتهم.
تقريبا هذا كل شيء.. وشكرا
12/1/2018
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بك أيتها الأخت الكريمة، وشكراً لثقتك واستشارتنا.
لقد كان من المريح فعلاً أنك على دراية بطبيعة مشكلتك، وأنك تعانين من الوسواس القهري، لكن المقلق أنك لا ترين حاجة لعلاج الوسواس القهري من خلال العلاج النفسي والذي هو الطريقة الصحيحة للتخلص من إزعاج الوسواس القهري، لدرجة أنكِ غير متنبهة أنك تعزلين نفسك في غرفتك بسبب هذا الوسواس، وتظنين أنك بذلك ستكونين بمأمن، علماً أن عزلتك هذه تفاقم من الوسواس فيما بعد وتزيد من تسلطة.
حيث يجب النظر لتأثير الوسواس القهري على حياتنا ضمن 3 محاور:
ما نفكر به:
ـ وساوس.
ـ أفكار اللوم والذنب.
كيف نشعر:
ـ توتر.
ـ قلق.
ـ الاهتياج.
ماذا نفعل:
أفعال قهرية (في بعض الأحيان توصف على أنها "طقوس").
ـ التجنب.
ـ البحث عن الطمأنة.
حيث أنك تظنين أن تجنبك هو علاج، لكنه في الحقيقة يدعم المرض على المحور الثالث وهو التجنب، ويجد أغلب الناس الذين يعانون من الوسواس القهري بأن هناك نمطاً في أفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم، وكما أنهم يشعرون بالقلق أو عدم الراحة حينما يتعرضون للوساوس ويشعرون بالراحة ما إن ينفذوا الفعل القهري، وتصبح هذه حلقة مفرغة والتي تقوي نفسها ويصبح من المرجح لها أكثر أن تحدث مرة أخرى، وهذا ما يجعل المعاناة من الوسواس مستمرة ولا تنتهي، فكأن الشخص خبأ الوسواس بأمان، ولم يقم بمعالجته، لذلك فإن هذه الوساوس لن تنتهي ما دامها لم تعالج بشكل صحيح ومباشر.
ننصحك للتوجه للعلاج النفسي، فهذا هو الطريق الصحيح لعلاج الوسواس القهري، حتى تنتهي معاناتك وتستمر حياتك دون هذا القيد الذي يعزلك عن الناس، ويظهر الجميع في منظورك بأنهم غير مسؤولين، ولو نظرت لأهلك الذين وصفتيهم بالفوضى والأهمال، لوجدتي أنهم طول هذه السنوات وبرغم اهمالهم بحسب وصفك، لم يصابوا بالمرض كما تصابين أنتِ، وعلى الأقل ليسو محصورين في حدود غرفتهم كما أنتِ محصورة، فمخاوفك من حصول مكروه لك دفعتك لحماية نفسك بطريقة زائدة، لكن طريقتك المبالغ بها في الحماية عزلتك، وجعلتك عرضة للمرض أكثر من غيرك، بل لقد جعلت من وساوسك دائمة التواجد والتكرار.
أرجو ألا تترددي في طلب المزيد من المساعدة، ولك مني كل الدعاء بالشفاء والصحة.