نوبات هلع ووسواس الموت !

رد المستشار

بسم الله الرحمن الرحيم 
 الأخت الفاضلة/  "موساس" حفظها الله 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا على شبكتنا.
أختي الكريمة: أعراض الخوف المرضي أو الرهاب التي تشعرين بها وتصفينها في رسالتك هي أعراض لنوبة هلع وفزع كما يسمى، وهو نوع من القلق النفسي إلحاد الذي قد يأتي من دون أي سبب، لكن نشاهده أكثر لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للقلق، ويظهر أنك من هذا النوع من الناس خاصة وأن لديك تاريخ سابق للشعور بوسواس الموت، وهذا يجعلنا أكثر ميولاً لحالات القلق.

والرهاب أو الخوف المرضي هو مرض موصوف في الطب النفسي وله صور وأشكال متعددة، منها الخوف من الموت، أو الخوف من المرض، وهو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني يتحول فيه الخوف الطبيعي إلى حالة مرضية، يصاحبها وجود أعراض جسدية مثل  الرعشة الشديدة، والتعرق الغزير، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف، ودوار شديد، والشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس، والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة وتسارع في نبضات القلب، وعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات الطبيعية، وقد يصاب المريض بنوبة هلع وصراخ تنتهي بالإغماء.
 
وبصفة عامة حالتك بسيطة، لكن كنت أفضل إذا تكرمت وذهبت لمقابلة طبيب نفسي، والإمارات بها الكثير من الزملاء والزميلات المتميزين جداً، وإذا لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب فلا بأس، فحالتك في مجملها هي حالة بسيطة من حالات القلق الاكتئابي، وقد وجد أن مضادات الاكتئاب مفيدة جداً لعلاج حالتك، وعقار سيروكسات 25 ملجم سي آر، والذي يعرف باسم باروكسيتين من الأدوية المفيدة جداً، الجرعة الابتدائية المطلوبة في حالتك هي 12.5 ملجم  (أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 25 مليجرام) تستمرين عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة 25 ملجم، استمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء.

كما يجب عليك أيضا -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تصرفي الانتباه عن هذه الأعراض، فالتفكير الكثير في نوبات الخوف، وأعراض القلق والاكتئاب يزيد منها، أما تجاهلها والإصرار والدفع النفسي الإيجابي دائماً هي أحد الوسائل الطيبة والمفيدة، كما أنصحك بممارسة التمارين الرياضية فهي مفيدة جداً وفعالة جداً في علاج حالتك، وكذلك تمارين الاسترخاء، وسوف تحسين بفائدة عظيمة جدا – إن شاء الله تعالى – إذا قمت بتطبيقها بالصورة الصحيحة.
 
وهناك نوع آخر من العلاج عن طريق مجموعات الدعم، ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة قد يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

نسأل الله لك العافية والشفاء، والله الموفق.

واقرئي أيضًا:
استشارات عن وسواس الموت 
نوبات الهلع والشعور بالموت

المستشار: د. رشا حسني علي