مشكلة زوجية-جنسية
السلام عليكم ورحمة الله..لأول مرة أتجرأ وأفكر بأن أحكي عن مشكلتي بحكم أني لا أحب مشاركة ما يحدث لي مع أحد وخاصة إذا كان سيء لكن تزوجت دون السنة وشعرت بضرورة التوجه لاستشارة وحل المشكلة لما لها من تأثيرات مستقبلية على استقرار الحياة والحياة الزوجية خاصة..
مشكلتي هي بأني أشعر بنفور من العلاقة الحميمية مع زوجي وأشعر ببرود جنسي وعدم الرغبة في ممارسته مع زوجي على العلم بأني قبل الزواج لم أكتشف ولم أتوقع بأني لن أكون بهذا المستوى وهذه الرغبة في الجنس.
ومن الدعائم أيضاً لبحثي عن الاستشارة مستوى الرغبة الجنسية عند زوجي وهي عالية جداً كما ألاحظ وكما يقول حتى أنه في مره من المرات عند محاولة توضيح بأني لن أستطيع الممارسة كل يوم قال "ما أقدر أصبر وراح أتزوج عليك كذا".
وهنا سوف أكتب بعض المعلومات التي قد تفيدكم لتقديم المساعدة لي..
أولاً: علاقتي وعلاقة أهلي بي طيبة جداً جداً ويسودها الاحترام والرحمة والألفة وعائلة محافظة بدرجة أعلى من المتوسط.
الأسرة خالية من الأمراض النفسية أو لم يسبق لها البحث عن استشارات نفسية على حد علمي، إلا أن ابن أحد أقربائي المقربين مشخص بالفصام.
أنا شخص يحب العمل وصناعة الأثر وعندي أهداف أسعى لتحقيقها وشخصية متحفظة. لم يسبق لي زيارة العيادة النفسية. الأعراض التي أعتقد بأن لها صلة بمشكلتي هي أن بفترة من الفترات (قبل 6-7 سنوات) تقريباً في مرحلة الثانوي بدأت تطرأ على ذاكرتي صور ذهنية لا أعلم أين كانت قبل هذه الفترة ولماذا لم تخرج إلا وهي أني أتذكر ابن أخي يتحرش بي في مكان أعرفه وزمان معروف ومع أشخاص أعرفهم، لا أتذكر بالضبط كيف تم التحرش ولكن كان هناك تحرش وكنا أطفال أنا بعمر السادسة تقريباً وهو يكبرني بسنتين.
المهم إلى فترة قريبة وأنا أفكر بهذا الأمر وخلال هذه الفترة أحلم بأن هذا الشخص يلاحقني ويريد اغتصابي لكن ليس بكثرة ولا أقول بأنها تستدعي الالتفات لأنها قليلة جداً لكن على الواقع أفكر بالأمر كثيراً وأحاول عدم تصديق الأمر لكن الشخص نفسه يساعدني على تصديق أنه قد يكون هذا الشيء فعلاً حصل وليس مجرد توهمات.. لأنه كان يحكي لي عن ممارسات أصحابه مع بعض الفتيات وأستغرب هذا الشيء منه لكن أعتقد بحكم أننا صديقين مقربين منذ الطفولة.
وقبل أن تظهر هذه الصور على ذاكرتي كنت أيام المرحلة المتوسطة قد مررت بموقف غريب وصادفني لمرتين هو أني أشعر بوجود إنسان حقيقي معي على السرير وأشعر بقربه مني جداً وبضمه لي من الخلف حتى أني أكاد أستثار من هذا الالتصاق والتحرش! أعتقد بأنه لم يمر علي بكثرة حوالي مرتين لكن لست متأكدة من عدد المرات.
غير هذا وأثناء ليلة الزواج لم يعجبني أسلوب زوجي هداه الله في البدء بالممارسة حيث أنه لم نلبث إلى أقل من ساعتين وبدأ يلمح لي بأنه يريد أن نمارس مع أني لم أتوقع بأن يكون هناك شيء من هذا القبيل في هذه الليلة. بكيت أنا وهو وقع نائماً بعد الانتهاء مباشرة. أعلم أنه يمر به كل الرجال لكن لا أخفيكم بأني استأت كثيراً من هذا التصرف كما أنه باليوم التالي كانت هناك رسائل تظهر على شاشة جواله أسئلة وتحريضات مقززة في الجنس كرهت نفسي وأحسست بأني مجرد أداة للتسلية.
وتقريباً من بعد أسبوعين أو ثلاثة وكثرة إلحاح زوجي على الممارسة بدأت أكره هذا الشيء وأنفر من زوجي نفور قوي خاصة بعد الحمل حتى أصبحت في آخر الأيام لا أود النوم معه حتى ولا أطيقه هو وليس من مجرد الجنس فقط.
لطفاً أتمنى أن يتم الرد علي برسالة على البريد الإلكتروني
وعدم إظهارها هنا.
21/1/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك في غاية الوضوح وقد يكون الرد عليها من عدة أبعاد٫ الرد الذي يأتيك من طبيب نفساني قد يختلف عن الرد الذي تستلميه من معالج نفساني أو أخصائي في العلاقات العائلية. سأحاول الجمع بين هذه الآراء.
الجزء الأول
سيرتك الشخصية طبيعية باستثناء إصابة أحد أقربائك بالفصام٫ ولكن لا أعطي أهمية لهذا ولا يمكن القول بأن عتبتك للإصابة باضطراب ذهاني هي أقل من بقية البشر بسبب ذلك.
ثم يأتي بعد ذلك تاريخ الصور الذهنية حول تحرش جنسي سابق٫ ولكنك وبكل أمانة تشيرين إلى عدم اقتناعك الكامل بهذه الذاكرة. بعد ذلك تتطرقين إلى أحلام رعب تتعلق بهذه الذكريات وحاولت الحصول على الطمأنينة وحل اللغز من قريبك.
هناك أيضاً إشارة لتجارب نفسية عابرة عن وجود إنسان بالقرب منك يضمك من الخلف. هذه التجارب يتم وضعها في إطار تجربة ذهانية عابرة Transient Psychotic Experience.
هذا هو الجزء الأول من استشارتك والذي يشير إلى أن عتبتك للإصابة بعدم توازن عاطفي أو وجداني أو فكري ربما أقل بقليل من المعدل المقبول.
الجزء الثاني
تجربتك مع العلاقة الحميمية والزواج لم تكن مثالية ولا بد من إسقاط اللوم على زوجك في ذلك. شعرت بالإهانة من سلوك الزوج منذ اليوم الأول ولم تتعلقي به عاطفياً بعد مرور عام من الزواج. تتحدثين عن اندفاعه الغريزي الجنسي وغياب هذه الرغبة في داخلك وتشعرين بالتهديد من زواجه بأخرى وتنحيتك إلى منصة زوجة من الدرجة الثانية أو ربما نهاية حياتك الزوجية مبكراً.
الاستنتاجات والتوصيات
لا يمكن القول بقناعة بان هناك علاقة بين الجزء الأول والجزء الثاني من الاستشارة. أنت سيدة واعية وعلى معرفة بأهمية سرد جميع المعلومات للتوصل إلى استنتاجات طبية نفسية سليمة٫ و يا حبذا لو فعل جميع مستشيري الموقع ما فعلت.
ولكن الجزء الأول من رسالتك يعكس عتبة واطئة نسبياً للإصابة باضطراب نفسي مثل الاكتئاب مع وجود ضغوط بيئية حرجة. إذا كنت تعانين من اضطراب في النوم والشهية والتركيز فلا بد من مراجعة طبية نفسية.
لم يحدث التعلق بينك وبين زوجك إلى الآن ولا تتحدثين عنه في إطار إيجابي. كذلك لم تتحدثين عن تعلقك فكرياً وعاطفياً به قبل الزواج وربما كان أمَلُكِ أن يحدث هذا بعد الزواج. تجربة الليلة الأولى في غاية الأهمية عند الكثير وربما لم يكن زوجك على مقدرة عالية من الفطنة والذكاء العاطفي٫ وحدث ما حدث. ولكنه مع الآسف لم يحسن سيرته إلى الآن وبدلاً من التقارب العاطفي هناك التباعد العاطفي وكل منكما يتحرك في اتجاه معاكس.
لا بد من عكس مسيرة التباعد العاطفي والتوجه نحو التقارب العاطفي. هذه مهمتك ومهمته أيضاً. يجب أن تبدأ المسيرة بالحديث الصريح بينكما وتحسين العلاقة الحميمية الجنسية. تستمعين له وعليه أن يستمع لك. هناك أكثر من معالج أو معالجة نفسية يمكن التوجه إليها سوية للحديث عن هذا الأمر.
دون ذلك ينتهي هذا الزواج كمصدرٍ للضغوط النفسية والكآبة وحين ذاك لا بد من تصفيته.
وفقك الله.