ضياع وفشل قلق أداء متصل م
ماذا أفعل؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكرك جدا يا دكتور على ردك جزاك الله خيرا وأنا قد أرسلت استشارة أخرى على الموقع بعنوان للقصة بقية بها بعض الجوانب الأخرى من مشكلتي وكنت قد أرسلتها قبل أن يصلني ردك هذا، أرجو الالتفات إليها والرد عليها.
ولكن الآن أود أن أشرح لكم تطورات المشكلة أنا قررت أن أتخذ خطوة جادة للعلاج بناء على نصيحتكم وفى نفس الوقت تكون في حدود المتاح ففكرت في الذهاب إلى إحدى مستشفيات الصحة النفسية للكشف وأنا أعلم أن الوضع هناك غير جيد وأنه لا يوجد اهتمام ولكن قررت خوض التجربة وبالفعل ذهبت ولكن الوضع كان أسوء من توقعاتي ذهبت إلى مستشفى العباسية للصحة النفسية وحجزت وانتظرت دوري ثم دخلت إلى الطبيب في غرفة مزدحمة لم يستمع سوى إلى بضع كلمات بسيطة مني ولم يقل أكثر من كلمتين قال لي سأكتب لك أدوية تأخذها لمدة شهر ثم تأتي مرة أخرى فذهبت وصرفت الأدوية وانصرفت وأنا لا أعلم ماذا أفعل وهل استطاع الطبيب تشخيص حالتي من بضع كلمات وفي مدة لا تتجاوز الدقيقتين وهل الدواء سوف يكون مناسبا والتشخيص سيكون سليما فضلا عن إنه لم يذكر لي التشخيص أصلا وهل الدواء وحده كافيا لعلاج مشكلتي وكان الدواء الذي أخذته هو سيرباس 100 مجم و لانزبين 10 مجم والجرعة هي قرص واحد من كل نوع يوميا وتناولت بالفعل الجرعة أول يوم فحدث لي هبوط حاد واغماء ونوم خمول نمت بعدها يوم كامل ولم أتناول الدواء مرة أخرى.
ثم بعد ذلك قرأت على الفيس بوك إعلان لأحد المراكز عن عمل ندوة عن الإكتئاب وبعدها يكون كشف الدكتور النفسي مخفضا فذهبت وحضرت الندوة وحجزت للكشف وسألوني هل ستحجز كشف أم جلسة نفسية؟؟ وفي الحقيقة أنا لا أعرف الفرق بشكل دقيق ولا أعرف ما تحتاجه حالتي فحجزت كشف مع طبيبة نفسية هي في الحقيقة ركزت على المشكلة واستمعت إلى وطرحت بعض الأسئلة لكنها أيضا فعلت نفس الشيء كتبت لي أدوية وقالت لي نصائح عامة ألا أخاف من أي موقف وإن أقتحم وأتحدى نفسي واستمر على العلاج لمدة أسبوعين ثم أعود لها للاستشارة وكتبت لي اندرال 10 مجم قرص صباحا وقرص مسائا وباروكستين 20 مجم نص قرص مسائا قبل النوم أنا لم أشترى الأدوية وفي الحقيقة أنا الآن لا أعلم ماذا أفعل وأي الأدوية هذه هو الأفضل أنا أخاف من الأدوية هذه ومن آثارها الجانبية ولا أعرف هل أتناولها أم لا وهل هي مفيدة لحالتي أم لا وهل الأدوية فقط تكفي أم إني أحتاج لعلاج نفسي وجلسات نفسية وعلاج معرفي سلوكي وهل هذا العلاج أحصل عليه من طبيب أم أخصائي وكيف أطلبه حقيقة إن ظروفي وامكانياتي لا تحتمل أن أكون محل تجربة من أناس غير مختصين أو غير دقيقين لذلك أسألكم لأني أثق في علمكم وقدرتكم وياليت ظروفي كانت تسمح أن أتي إليكم للاستشارة،
ولكني أثق أنكم ستعطونني الجواب المفيد وسترشدونني للأفضل ماذا أفعل؟؟
وأسف للإطالة وجزاكم الله خيرا
22/1/2018
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله سيدي، أهلا بك، وعذرا على التأخير الحاصل.
بالنسبة للرسالة التي أشرت إليها، فقد وصلت بأمان، ويسعدني أنّك قمت بهذه الخطوة، يسعدني جدا، كفى أن ترى بأن الحل قد يكون قريبا جدا بهذه الخطوة ولو لم تتابع معه، حتى تتلاشى تلك المخاوف السوداء عن واقعك وقدرتك على التغيير، والخير قادم إن شاء الله.أعترف أن حالة المرافق الطبنفسية في العمومي حالة لا يمكن الدفاع عنها، فهي تعاني من الاكتظاظ وكثرة الحالات والاستشارات وقلة الأطباء المخصصين لذلك، وقلة الإمكانيات.
لكن من جهة تصورنا عن جلسة مع الطبيب النفسي يغلب عليها طابع الأفلام، عندما يذهب المستشير للمختص ويستلقي على الأريكة Divan ويأخذ معه الطبيب ويرد حتى يشعر المستشير بالرضا والاهتمام، هذه ليست طريقة الأطباء النفسيين، إلا أن يكونوا محللين نفسيين psychoanalysts، ولا أعتقد أن هذا سيصلح على المستوى العملي في المستشفى الحكومي !
بالنسبة للتشخيص، وسرعته، يمكن جدا أن يشخص الطبيب المحنّك الحالة استنادا لبعض الأعراض، خصوصا إن كانت أسئلته في تلك الدقيقتين موجهة بدقة، لكن صراحة عيب الأطباء هو عدم إخبار المرضى بما لديهم وإعطاءهم جرعات الدواء مع جرعات من الشك والارتياب كما حصل لك !
وإن عدنا لوصف الدواء الذي وُصف لك واسمه العلمي: sertraline (سيرباس) وهو يوصف في حالات الاكتئاب والوسواس القهري ونوبات الهلع والفوبيا، والثاني: olanzapine (لانزبين) وهو مضاد ذهان، ويستخدم في بعض حالات الفصام schizophrenia أو ثنائي القطب، ولعلك للتشخيص الثاني أقرب، لكني لا أستطيع أن أجزم.
مع ذلك، لا أتفق معك في ترك الدواء من أول يوم، تلك الأعراض الجانبية قد تحصل، ويجب إخبار الطبيب عنها فورا، حتى يغير لك الدواء أو يغير التشخيص، لا تنسى أن الطبيب النفسي يتعامل مع الأعراض على أساس معالجتها بالعقاقير، أما جلسة العلاج المعرفي السلوكي، فهي من نوع آخر، والخلط بين الطبيب النفسي كطبيب يتعامل مع الأعراض الظاهرة بالدواء، وبين الطبيب النفسي كنفساني يضع برنامجا توضيحيا ونصائح سلوكية ويتابع تقدم الحالة، هو ما يزيد من حالات الإحباط المتكررة عند الناس، لما يكتشفون من غياب الاهتمام وقلة وقت الجلسة والتعامل مع جسده قبل نفسه، وهذا حقا ما تؤكده كلماتُك لما قلت أنك احترت ولم تعرف الفرق بين الكشف والجلسة العلاجية.الأدوية الثانية اختلفت من جهة مضاد الذهان فقط، فالأندرال ذو الاسم العلمي Propranolol لنوبات الهلع والأعراض المصاحبة لها، والباروكستين Paroxitine مضاد اكتئاب مثل sertraline، ولعل إنصاتها أكثر وتدقيقها حملها على استبعاد أي اضطراب فصامي فلم تصف لك دواء الفصام، متابعة الدواء مهمة يا أخي، لن تعرف أهمية ذلك حتى تستمر على الدواء مدة كافية إلى أن يبدأ تأثيره الفعلي.
وعن سؤالك حول الدواء، نعم هو مهم في حالتك، على الأقل في بدايات العلاج، ضروري هو ومؤكد، أما الأعراض الجانبية، فكل الأدوية لها أعراض جانبية، إلا أن الأدوية النفسية لها نصيب كبير من الخرافة والأسطورة لأنها متعلقة بالجنون والدماغ! فلا تخف، والأعراض الجانبية قد تكون شديدة في الأول وتختفي مع تقدمك في العلاج، وحسب رأيي المتواضع، أنصحك بالأخذ بوصفة الدكتورة الثانية، فهي أدعى لمعرفة تفاصيل أكثر عن حالتك عكس الطبيب في العباسية، وأيضا لعدم وجود أعراض فصامية واضحة _بالنسبة لي على الأقل_ في استشاراتك مجتمعة، وجاهد نفسك، واعلم أن تخوفك من الدواء ليس بعيدا من تخوفك من الأشياء عموما.
أما عن العلاج المعرفي السلوكي، فسيكون أفضل شيء تقوم به بعد العقاقير ومعها _أي بالتزامن_ وتجده عند المختصين بهذا العلاج من النفسانيين أي (psychologists) والأطباء النفسانيين المدربين عليه، وفي اللافتات أو تعريف الطبيب أو المختص، يُذكر غالبا هذا الجانب.
ينبغي أن تختار وتسأل وتتوكل على الله، تحت ضوء خطة العمل التي قلت لك، لادخار المال واتباع البرنامج العلاجي، وإن وافقك الدواء، يمكنك أن تطلبه من طبيب الحكومة ليصرفه لك، حتى تقلل المصاريف ويبقى لك تحمل أعباء العلاج المعرفي السلوكي.
وإليك بعض الروابط التي تبين الفرق بين الطبيب النفسي والمختص النفسي:
الفرق بين الطبيب النفساني وعالم النفس الإكلينيكي.
ما الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس!
وتمنياتي لك بالشفاء.