كل شيء كان قاتلا ولكني لم أمت
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على هذا الموقع… كل شيء كان قاتلا لكني لم أمت.
لا أعلم من أين أبدأ، ولكني سأبدأ، كنت طفل محبوب جدا وذكي جدا ومجتهد جدا، وكنت أصغر واحد في العيلة ومدلل جدا، طلباتي أوامر، والجميع يحبني ولا أذكر أني تعرضت للضرب أو الإهانة من والديّ، على العكس تماما كنت أعامل أفضل معاملة الحمد لله… لكني كنت خجولا بعض الشيء وشخصيتي لم تكن قوية بما يكفي، دارت الأيام وصلت إلى عمر 14 سنة وعندها تعرضت لحالة اغتصاب ولم تكتمل استطعت الإفلات منه،
وعلى قد ما كنت طفل طيب أو ساذج، لم أكتم الموضوع… رحت وحكيت لأصحابي المقربين وقتها وكانوا شخصين، حكيت لهم عن تفاصيل ما حدث، ويا ليتني ما حكيت، قابلوني بالسخرية مني، والتهديد بأنهم سيفضحوني في المدرسة وفي الحارة، كنت دايما في حالة من القلق المستمر بأنهم سيفضحون أمري، لو قعدنا طلاب مع بعض والشخصين المذكورين موجودين أقعد ساكت ومتكلمش خالص عشان ما يفضخوني، أحاول أني ما أمزحش معاهم لكي لا أضايقهم فيفضحوني، أتجنب أقعد معاهم بس هما كانوا قريبين مني لدرجة إني مش قادر أبعد عنهم،
وفضلت على دا الحال لحد عمر الـ 20 بعدها كل واحد راح بحاله وبديت أهدى شوية… وشخصيتي قوية ومش خجول والحساسية المفرطة خفت بشكل كبير، بديت أحس إني ولدت من جديد وأني حياتي ابتدت من سن الـ 20 … طبعا أنا فشلت دراسيا مع أني كنت من المتفوقين بس مكملتش تعليمي،، دخلت سوق العمل وتعلمت صنعة وبديت أشتغل والحمد لله حياتي عال العال، وكل المشاكل النفسية اختفت، الخوف من الفضيحة اختفى، الخجل راح، عدم الثقة بالنفس راح، الحساسية المفرطة راحت، القلق بشأن المظهر اختفى، يعني وصلت لمرحلة اقدر اسميها المرحلة الملوكية في حياتي، كنت ملك بمعنى الكلمة نفسيتي مرتاحة جدا ومعنديش أي منغصات،
فضلت على دا الحال حتى عمر الـ 29 سنة، حصل خلاف كبير بيني وبين صديق في الشغل، هنا حصلت الطامة الكبرى جت لي فكرة معرفش جت لي إزاي ولا حتى دخلت دماغي إزاي، الفكرة إن الصديق ده حيشوه سمعتي وبيقول للناس عني إني أنا شخص شاذ جنسيا، وبالفعل كل ما أشوفه قاعد مع حد بقول ده بيحكي له عني أكيد، وأبدأ أتجنب الناس وأخاف أقابلهم أو حتى أنظر في عينهم، ياااالله شعور غريب وصعب، والله العظيم صعب،
دخلت في حالة اكتئاب شديد، دايما حزين ومنطوي وخايف، أحس إن الدنيا لونها أسود، معدش في حاجة حلوة في حياتي، مبقيتش أنام، ولا آكل، ولا حتى أهتم بنفسي، كل حفر الروح القديمة رجعت لي ولكن هاي المرة رجعت مضخمة عشرات المرات، شخصيتي بقت في الأرض معنديش شخصية، بتحسس من أي كلمة حتى لو كانت كلمة عادية، يعني لو حد قالي أنت سواقتك وحشة أقعد يومين أفكر في كلمته، وممكن حتى أعاديه ومكلمهوش تاني،
باختصار كل شيء كان سيء في شخصيتي زمان رجع مضخم عشرات عشرات المرات، بعد كده رجعت لربنا وبدأت أقرأ قرآن وأصلي، تحسنت حالتي المزاجية شوية، والاكتئاب خف الحمد لله، ورجعت آكل وأنام كويس، بس باقي المشاكل لم تذهب، في الفترة دي سبت الشغل، لأني ما عدتش قادر أقابل الناس تاني، قطعت علاقتي بالجميع،
قررت أزور طبيب نفسي رحت وحكيت له عن كل شيء بالتفصيل، هدّاني بشوية كلام، هو ما بيتكلمش يا دوب تسحب منه الكلام بالعافيه، وكتب لي على دواء مش فاكر اسمه، بس هو مضاد اكتئاب، ودواء تاني مضاد قلق، وقلت له إي، مشكلتي يا دكتور، قالي اكتئاب، قلتله طيب أنا بشك بالناس إنهم بيتكلموا عني كلام وحش، قالي ده بسبب الاكتئاب… ولما نخلص من الاكتئاب هترجع طبيعي، وهتكون بحاجة لعلاج معرفي سلوكي بس مش دلوقتي،
مشيت على العلاج أسبوعين تحسنت تحسن خفيف جدا لا يذكر، ولأسباب مادية ما كملتش العلاج، الشكوك في الناس دلوقتي خفت بشكل كبير بس لسه موجودة،
ملاحظة: "وزني زاد تقريبا 17 كيلو في الفترة دي مع إني أكلي لم يتغير، بالعكس أكلي خف كتير"
ممكن تشخيص دقيق لحالتي، ما المشكلة؟؟، وما حلها لو تكرمتم؟؟.
دمتم.
30/1/2018
رد المستشار
أيها السائل الكريم، أهلا ومرحبا بك في الموقع. لم تمت ولن تموت!!
أتفق مع كل ما ذكر طبيبك بنسبة كبيرة. قد يكون لديك اضطراب قلق مصاحب لكنه لا يؤثر كثيرا على طريقة مناجزة حالتك أو حتى العلاج الدوائي الموصوف.للأسف حكمت على طبيبك وعلاجه أسرع مما ينبغي. إن معظم العقاقير النفسية لا تؤتي الثمار المرجوة منها إلا بعد عدة أسابيع من الاستخدام، وبعضها الآخر قد يحتاج إلى شهور للوصول إلى مرحلة التعافي.
لذلك فإن فترة الأسبوعين تلك غير كافية بأي حال من الأحوال للحكم على العلاج المستخدم، ومع ذلك تحسن حالتك بشكل طفيف في هذه الفترة القصيرة ينبيء باستجابة جيدة في المستقبل بإذن الله.
كنت أتمنى أن تذكر لنا نوع العقار الذي استخدمته. لم أفهم تحديدا كلامك عن زيادة الوزن. هل حدثت هذه الزيادة الكبيرة أثناء فترة المرض أم أثناء فترة العلاج، فلكل تفسيره وطريقة التعامل معه. ينبغي أن تناقش طبيبك أيضا في مخاوفك الخاصة بزيادة الوزن.
لا بديل آخر لديك سوى اللجوء للطب النفسي، ولقد وضعت يديك على مشكلتك، هناك خدمات طبية تابعة للتأمين الصحي أو مخفضة أو مجانية حسب البلد التي تقيم فيها وهناك بدائل محلية للعقاقير النفسية المستوردة يمكن اللجوء إليها.
الجلسات النفسية قد تعوض عن شغفك للحوار مع المعالج وطريق العلاج قد يطول قليلا لأن الهدف ليس زوال الأعراض وإنما العودة إلى عملك وحياتك المثمرة ومستوى نشاطك قبل المرض.
واقرأ على مجانين:
لا يسلمُ الشرفُ الرفيع نسخة جديدة
وتابع متابعاتها الثلاثة.
وفقك الله، وتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>>>>> وهام : يقولون أني شاذ ! هل مع اكتئاب ذهاني م