أخي الصغير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرسل إليكم هذه الرسالة علي أمل أن يريح الله صدري وعقلي وأطمئن علي أخي أصيب أخي 19 عاماً الصيف الماضي بنوبة ذهان حادة وكان هذا تشخيص الطبيب المعالج ودخل مصحة نفسية لمدة أسبوعين وتلقي العلاج بعد خروجه من المستشفى تلقي أخي الكثير من العلاج ولكن أعراض المرض كانت صعبة عليه من هلاوس سمعية وهلع وخوف شديد وإحساس بأن التلفونات مراقبة وغيره في هذه الفترة كان أخي مضطرباً جداً لكن بفضل الله وبعد انتظام العلاج تحسن أخي.
ولكن سيدي ليست استشارتي بخصوص أخي ولكن بخصوص والدتي التي تلقت الأمر بخوف شديد وخيبة أمل حيث أنه الولد الوحيد وكانت تأمل أن يدير هو المحل الذي تملكه وعندما طلبت منها أخذ إجازة ورعايته رفضت ذلك جداً وظل أخي عندي فترة لكنه مل جلس مع أمي فترة ومعي فترة إلى أن استقرت حالته.
أمي ترفض فكرة أنه مريض تقارنه بزملائه تريده أن يتحمل عنها بعض المسئوليات تخاصمه بالأيام إذا أخطأ تطرده من المنزل إذا تأخر في العودة في الوقت الحالي اكتشفت أنه أصبح يدخن فقررت أن تطرده من المنزل كعقاب له مازال أخي يتناول دواء اسينابين قرص يومياً لكن هل هذه المعاملة صحيحة وكيف تكون معاملة مريض الذهان أو الفصام.
وهل من الممكن أن تؤدي المواقف اليومية القاسية أحياناً إلى انتكاسة؟
وجزآكم الله خيراً
20/1/2018
رد المستشار
أشكرك "هبة الله" على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك وعن أخوك كل سوء وأن يعافيه من كل بلاء، الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلى تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.
ويعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التي تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلى العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة، وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلاً بطريقة ما ، ويعانى أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصادياً واجتماعياً على المدى الواسع… الفصام هو مرض من أكثر الأمراض إعاقة للشباب وعادة يصيب الصغار أو الشباب ما بين سن 16 - 25 سنة من الممكن ظهور المرض في سن النضوج ولكن البداية تكون أقل بعد سن الثلاثين ونادراً بعد سن الأربعين.
ما هو مرض الفصام؟؟؟
هناك أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه "مجموعة من التفاعلات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة والسلوك" وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام، ولذلك فإن الفصام يبدو مرضاً مركباً.
ولكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشيء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي، وكذلك فإن الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.
وبإعطاء الدعم المناسب فأن الكثير من المرضى الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض ويؤدى ذلك إلى حياة معقولة ومريحة ومنتجة.
أعراض الفصام:
غالبا ما يبدأ المرض أثناء فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بأعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي وقلة بالتركيز والنوم مصاحبة بانطواء و ميل للعزلة عن المجتمع وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة أشد فنجد أن المريض يسلك مسلكاً خاصاً فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية وبلا معني ويتلقى أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي، ويستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة أكثر من 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة الاضطراب العقلي، ومثل الأمراض الأخرى فأن الفصام له علامات وأعراض، والأعراض ليست متطابقة من فرد لآخر، البعض يعاني من نوبة مرضية واحدة خلال حياته والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة، ولكن يكون ما بين النوبات طبيعياً وهناك آخرون يعانون من أعراض شديدة للمرض تظل طوال حياتهم.ومرض الفصام يحوي تغيير في الشخصية،
ويعلق أفراد الأسرة والأصدقاء بأن المصاب " ليس نفس الشخص السابق " ولأنهم يعانون من صعوبات في الإحساس والتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي فأن هؤلاء المصابون يبدءون في الانسحاب والعزلة عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور.
الأعراض والعلامات المميزة لمرض الفصام
ـ التغير بالشخصية:
التغير بالشخصية هي مفتاح التعرف على مرض الفصام، في البداية تكون التغيرات بسيطة وتمر بدون ملاحظة وبالتدريج تلاحظ الأسرة هذه التغيرات وكذلك الأصدقاء وزملاء الدراسة والمحيطين، وكذلك فأن هناك فقدان للاهتمام بالمثيرات وتبلد بالعاطفة، والشخص الاجتماعي يتحول إلى شخص منطوي وهادئ لا يخرج من حجرته ويهمل في نظافته الشخصية ولا يهتم بالملابس التي يلبسها، ولا يستمتع بمباهج الحياة ولا يهتم بقراءة الجرائد ولا يفضل مشاهدة التليفزيون ويتوقف عن الدراسة بعد أن يفشل عاماً أو عامين… ولا يحب أن يتحدث مع أي إنسان ومتقلب المزاج وتكون العواطف غير مناسبة… فمثلاً يضحك الشخص عندما يسمع قصة حزينة، أو يبكي عندما يسمع نكتة…. أو يكون غير قادر على إظهار أي عاطفة
ـ اضطراب الفكر :
وهو أكثر التغيرات وضوحاً ، حيث يؤثر اضطراب الفكر علي التفكير السليم والتبرير المنطقي وتدور الأفكار ببطء، أو تأتي بصورة خاطفة أو لا تتكون على الإطلاق ويتحول المريض من موضوع لموضوع بدون رابط ويبدوا مشوشاً ويجد صعوبة في إبداء الرأي، والأفكار قد تكون مشوبة بالضلالات الفكرية- المعتقدات الخاطئة التي ليس لها أساس منطقي، والبعض الآخر يحس ويشعر بأنه مضطهد -ويكون مقتنعا بأن هناك من يتجسس أو يتآمر عليه، وأحياناً يشعر بضلالات العظمة ويدعي أنه قوي وقادر على عمل أي شيء وأنه غير معرض للخطر، ويكون لديه أحياناً وازع ديني قوي واعتقادات غير طبيعية عن مهام أو رسالة لتصحيح أخطاء وآثام العالم وإصلاح شئونه، وأحياناً يتحدث في أمور الفلسفة والمنطق ويناقش قضايا الدين بدون أن يكون لدية الخلفية العلمية المناسبة.
تغير بالإدراك:
يقلب الإدراك المشوش حياة المريض رأساً على عقب، و تكون الرسائل الحسية من الحواس المختلفة مثل العين والأذن والأنف والجلد إلى المخ في حالة تشوش حيث يسمع المريض ويرى ويشم ويحس أحاسيس غير حقيقية، وهذه الأحاسيس غير الحقيقية هي نوع من الهلاوس.
والمرضى بداء الفصام غالباً يسمعون أصوات لا يشعر أو يحس بها الآخرون، الأصوات أحياناً تكون أصوات تهديد أو تعقيب وأحياناً أيضاً تصدر الأصوات أوامر مثل "اقتل نفسك" وهناك خطر من أن تطاع تلك الأوامر، وهناك أيضاً الهلاوس البصرية ، مثل إحساس المريض بوجود باب في جدار بينما لا يوجد شيء، أو ظهور أسد أو نمر ،أو أن قريب توفى منذ فترة يظهر فجأة أمام المريض.
وتتغير الألوان والأشكال والوجوه في نظر المريض. وأحيانا يكون هناك حساسية شديدة للأصوات والتذوق والرائحة، مثلا صوت جرس التليفون أحياناً يكون مثل صوت جرس الإنذار للحريق… والإحساس باللمس أحياناً يصبح غير طبيعي لدرجة أن بعض المرضى لا يحسون بالألم بالرغم من وجود إصابة شديدة ومن الممكن أن يصاب المريض الفصامي بالهلاوس اللمسية وهنا يشكو المريض من الأشياء العجيبة التي تسير تحت جلده... وعادة يشعر بذلك في المناطق الجنسية... فإذا كان المريض امرأة فإنها قد تؤكد أن هناك من يحضر ليلاً ليعتدي عليها جنسياً!!
الإحساس بالذات :
عندما يصاب واحد أو كل من الحواس الخمس بعدم القدرة على التميز يحس الفرد بأنه خارج حدود المكان والزمان - يطير بحرية وبدون جسد - وأنه غير موجود كإنسان، ولذلك فأن من السهل تفهم لماذا يحاول المريض الذي يعاني من تلك التغيرات المفزعة والخطيرة إخفاء هذه التغيرات كسر خاص به، و تكون هناك حاجة شديدة لإنكار ما يحدث للمريض ولتجنب الآخرين والمواقف التي تظهر حقيقة أن المريض أصبح مختلفاً عن الآخرين .هذه الأحاسيس الخاطئة التي يحس بها المريض والتي يسيء فهمها وتظهر على هيئة أحاسيس من الخوف والهلع والقلق، وهي أحاسيس طبيعية كرد فعل طبيعي لهذه الأحاسيس المفزعة وتكون التوترات النفسية بدرجة شديدة ولكن أغلبها يكون داخل نفس المريض وينكر وجودها .ويزداد آلام مرضى الفصام عندما يدركون مدى المعاناة والقلق الذي يسببونه لأسرهم…. إن مرضى الفصام يحتاجون للتفهم والطمأنينة بأنهم لن يهملوا في المستقبل.
كيف يؤثر مرض الفصام فى الأسر؟
"أسرة المريض العقلي تكون دائماً في حيرة - إن الأسرة دائماً تبحث عن رد لأسئلة لا جواب لها - عندئذ يتحول الأمل في الشفاء إلى إحباط ويأس، وبعض الأسر تتحطم بالرغم من محاولتهم المساعدة " آباء لمرضى فصامين.
عندما تعلم الأسرة أن ابنهم يعاني من الفصام فأنهم يبدون مدى من العواطف الشديدة الجياشة، ودائما يكونون في حالة من الصدمة والحزن والغضب والحيرة وبعضهم يصفون تفاعلهم كالآتي :
* القلق : نحن خائفون من تركه بمفرده وإيذاء شعوره؟
* الخوف : هل سوف يؤذي المريض نفسه أو الآخرون ؟
* الخزي والذنب "هل نحن ملامون ؟ وكيف سينظر الناس لنا ؟
* الإحساس بالعزلة : " لا أحد يستطيع التفهم ؟؟
* المرارة " لماذا حدث هذا لنا ؟؟ التأرجح في الشعور تجاه المصاب "نحن نحبه جداً ولكن عندما يجعله المرض متوحشاً فأننا أيضا نتمنى لو ذهب بعيداً
* الغضب والغيرة " الأشقاء يغارون من الاهتمام الزائد الذي يناله المريض".
* الاكتئاب " نحن لا نستطيع الحديث بدون أن نبكي "
* الإنكار التام للمرض " هذا لا يمكن أن يحدث في عائلتنا "
* إنكار خطورة المرض "هذه فقط مرحلة سوف تذهب سريعاً "
* تبادل الاتهامات "لو كنت أباً أفضل ما حدث المرض "
* عدم القدرة على التفكير أو الكلام عن أي موضوع سوى المرض "كل حياتنا تدور حول المشكلة"
* الانفصال الأسري "علاقتي بزوجي أصبحت فاترة … أحس بالموت العاطفي داخلي"
* الطلاق " لقد دمر المرض أسرتي"
* الانشغال بفكرة تغيير المكان "ربما لو عشنا في مكان آخر سيتحسن المريض"
* عدم النوم المريح والإجهاد" لقد أحسست بأعراض تقدم السن بشكل مضاعف في السنوات الأخيرة .
* فقدان الوزن "لقد مررنا بدوامة شديدة أثرت في صحتي ".
* الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية "لا نستطيع مشاركة الاجتماعات الأسرية"
* البحث المكثف عن تفسيرات محتملة "هل كان المرض بسبب شيء فعلناه للمريض"
* الانشغال بالمستقبل ماذا سيحدث للمريض بعد رحيلنا عن الدنيا … من سيرعاه ؟؟
دور الأسر في علاج مرض الفصام:
أظهرت الأبحاث التي أجريت على أسر مرضى الفصام أن المناخ الأسري الصحي له دور كبير في تحسين فرص استقرار المرضى ومنع انتكاس المرض.
ولذلك فإن الأسرة تستطيع أن تلعب دور كبير من كل النواحي في مساعدة المريض بالفصام. إذا كنت مهتما بمشكلة مرض الفصام في أسرتك فإن عليك أن تعلم بعض الأساسيات عن المرض.
ـ العلامات المنذرة :
إذا ظهرت بعض التصرفات الفظة من المريض فأنه من المفيد أن تبحث عن النصيحة الطبية . بعض النوبات الحادة تحدث فجأة وأحياناً تظهر الأعراض خلال فترة من الزمن.
الأعراض التالية من الأعراض الهامة للمرض :
* تغيير واضح في الشخصية
* الإحساس الدائم بأنه مراقب
* صعوبة التحكم في الأفكار
* سماع أصوات أو كلام لا يستطيع الآخرون سماعة
* زيادة الانعزال عن المجتمع
* مشاهدة أو رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها
* التحدث بكلمات لا معني لها
* المبالغة في التصرف مثل التدين الشديد
* الغضب بدون مبرر مع الخوف الشديد
* عدم النوم والهياج
ويجب أن نعلم أن وجود هذه الأعراض أحياناً لا تجزم بوجود مرض الفصام لأنها قد تكون بسبب وجود مرض آخر مثل الإدمان على العقاقير أو بسبب مرض عضوي في الجهاز العصبي أو بسبب اضطراب عاطفي شديد "وجود حالة وفاة في الأسرة على سبيل المثال"
ـ الحصول على العلاج :
خذ المبادرة - إذا بدأت أعراض المرض في الظهور فأبحث عن الطبيب المتخصص في علاج المرض - إن أفراد الأسرة هم أول من يلاحظ ظهور الأعراض المرضية وتذكر أن المريض إن كان يحس أن الهلاوس والضلالات شيء حقيقي فأنه سوف يرفض العلاج.
ساعد الطبيب بإمداده بكل ملاحظاتك عن الحالة المرضية للمريض - حاول أن تكون دقيقاً في وصفك للأعراض المرضية - ومن الممكن أن تدون تلك الملاحظات وتقدمها للطبيب لأن تلك الملاحظات قد تساعد على دقة تشخيص الحالة المرضية.
ـ المساعدة في تقديم العلاج :
العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة هامة ويجب أن تكون علاقة يسودها الخصوصية وحفظ أسرار المريض التي يبوح بها للطبيب، ومع ذلك فإن للأسرة الحق في معرفة بعض المعلومات عن حالة المريض التي تساعدها في تقديم الرعاية والعلاج المناسب، إن جزء كبير من مهمة الطبيب هو محادثة وشرح وتوجيه أسرة المريض القلقة عليه، ويعتمد الأطباء النفسيون علي الأسرة للمساعدة في تحسن حالة المريض لأنهم يعلمون أن أي فرد من أقارب المريض يستطيع المساعدة في سرعة التحسن . كيف نتصرف كأقارب أو أصدقاء للمريض ؟… ماذا نعمله أو نقوله عندما نكون معه له أهميه كبيرة للمريض و لتحسن حالته .
لذلك يجب أن تناقش المواضيع التالية مع الطبيب المعالج :
* أعراض وعلامات المرض
* الآمال المتوقع للمرض
* إستراتيجية العلاج
* علامات انتكاس المرض
* المعلومات الأخرى المتعلقة بالمرض
ولذلك يجب أن يكون لدى الأسرة ملف يحتوى على معلومات عن المرض يشمل الآتي
العلامات المرضية التي ظهرت على المريض
كل الأدوية التي استخدمت في العلاج وجرعاتها
الأثر العلاجي لكل دواء استعمل
ـ علامات انتكاس المرض :
يجب على الأسرة والأصدقاء أن يكونوا على دراية كافية بعلامات انتكاس المرض التي تظهر على المريض عندما يبدأ في التدهور بسبب ظهور بعض الأعراض المرضية. ومن المهم أن نعلم أن المرض من الممكن أن ينتكس في أي وقت وهذه العلامات تختلف من فرد لفرد وأهم هذه العلامات :
-زيادة الانسحاب من النشاط الاجتماعي
-تدهور النظافة الشخصية عن معدلها الطبيعي
ويجب كذلك أن تعلم أن :
الإجهاد والتوتر النفسي يجعل الأعراض تزداد سوءاً
تقل الأعراض المرضية كلما ازداد المريض في العمر
ـ بعض التوجيهات والنصائح عن التعامل مع المريض النفسي
أولا : تعرف على شعورك نحو المريض النفسي :
هل أنت خائف من المريض ؟ هل تخشى أن يؤذي أحد أفراد أسرتك ؟
هل تخشى أن يؤذي نفسه ؟
إذن تكلم عن خوفك مع الطبيب أو الأخصائي الاجتماعي أنه سوف يكون صادقا معك إذا سألته… إذا كان هناك أي سبب للخوف فسوف يخبرك عنه ، وكذلك سوف يساعدك لاتخاذ احتياطات ذكية ضد هذه المخاطر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب كبير للخوف، وهذا هو الغالب فان طمأنته لك سوف تساعد على تهدئة المخاوف التي لا داعي لها .
هل تشعر بالذنب تجاه المريض لبعض الأسباب ؟… هل تشعر أنك بطريقة ما تسببت في حدوث المرض ؟ …هل تخشى أنك تسببت في إضافة ما جعله مريضاً ؟ إنك بالتأكيد لا تساعدين المريض بلوم نفسك والنظر في الأشياء التي فعلتها خطأ … كل هذه الأفكار يجب أن نتكلم عنها مع الطبيب أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي .
المرض النفسي من الممكن أن يقلب ويهز حتى أكثر الأسر استقرارا وصفاء . إنه يكون مثل الحمل المفزع للأسرة …والإحساس بالحنان القليل تجاه المريض له ما يبرره. ولكن الشفقة من الممكن أن تؤدي بك إلى أن لا تعمل الأشياء التي عليك عملها، أو أن تعمل أشياء تندم عليها فيما بعد.
وفي بعض الأحيان قد يشعر بعض الأقارب بالحسد من المريض. مثلا الأخ قد يشعر بالغيرة من أخيه المريض لعدم تحمله المسئولية ولكل العناية والرعاية التي يحصل عليها من الأهل والأطباء وأعضاء المستشفى .وإذا كانت لديك هذه الأحاسيس فحاول أن تواجه نفسك … إذا علمت موقف المريض حقاً فإن حسدك سوف يذوب سريعاً .
ثانيا: عند عودة المريض من المستشفى للبيت :
عند عودة المريض للبيت وأثناء فترة النقاهة تكون هناك مشاكل عديدة يجب مواجهتها، أي مريض سواء حجز بالمستشفى بمرض نفسي أو عضوي يكون عادة غير مطمئن عند مغادرته للمستشفى، الخروج من جو المستشفي الآمن الهادئ يكون مجهداً لأنه في أثناء العلاج بالمستشفى كان الانفعال والتوتر بسيط بحيث يمكن تحمله ولذلك في خلال الأيام والأسابيع الأولى في المنزل يجب على الأسرة أن تحاول أن تعطي بعضاً من الحماية التي كان يحصل عليها وأن تعود نفسها على متطلبات المريض، الأشياء التي قد تبدو بسيطة مثل الرد على التليفون ومصافحته الناس أو التخطيط للواجبات قد تكون مقلقة للشخص الذي خرج حديثاً من المستشفى . والأقارب لهم دور هام في مرحلة النقاهة ، أن عليهم أن يلاحظوا أن علاج المستشفى يشفي الأعراض المرضية التي تقعد المريض ولكن من الجائز ألا يشفى المرض نفسه.. هذا لا يعني أن المريض لا شفاء له ولكن يعني أنه لم يشف تماماً.
أثناء الأيام الأولى في البيت يكون المريض متوتراً ومن الممكن أن تظهر بعض أعراض المرض مرة أخرى إذا تعرض المريض لضغوط شديدة . أسرة المريض يجب أن تلاحظ هذا وتعد الأشياء بحيث لا تكون ضغوط الحياة اليومية فوق طاقة المريض في حالته الحالية.ليس من السهل أن نعرف الحد الأدنى والأقصى الذي يستطيع المريض تحمله ولكن يمكنك أن تعرف ذلك بالتعود.
وهناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها مثل:
1) الاختلاط المبكر مع عدد كبير من الناس: المريض يحتاج للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطرب أسرع بهذه الطريقة …ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله من كل الاتصالات الاجتماعية.
2) الملاحظة المستمرة : إذا كان المريض مشغولا ببعض الأعمال لا تحاول مراقبته باستمرار لأن ذلك يجعله عصبياً وهذا ليس مطلوباً .
3) التهديد والنقد : لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى ،ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف .
4) عدم الثقة في استعداده للعودة للبيت : ثق في المريض واحترم رأى الطبيب المعالج في إمكان عودته للبيت .
ثالثا : ظهور التوتر والتحسن أثناء فترة النقاهة :
واحد من الأشياء التي من المحتمل أن تواجهها العائلة هي التصرفات غير المتوقعة من المريض وهذا أحد الفروق الهامة بين الأمراض النفسية والجسمانية . المريض الذي كسرت ساقه يحتاج إلى فترة علاج بسيطة يعقبها فترة نقاهة بسيطة ، ولكن المريض النفسي يبدو يوماً ما حساساً ولا يعاني من التهيؤات ثم في الفترة التالية مباشرة يمكنه أن يشكو من المرض ثانية …متهما زوجته بأشياء يتخيلها … شاكياً أنه لا يحصل على العدل في عمله أو أنه لا يحصل على النجاح الذي يستحقه في الحياة.
بالنسبة للأقارب كل هذه التصرفات معروفة لهم فقد شهدوه من قبل في المرحلة الحادة لمرضه والآن ها هي تصدر ثانية من شخص المفروض أنه أحسن !… الألم والحيرة تجعل بعض أفراد الأسرة يأخذ موقفا سلبياً لأي محاولة لعودة المريض للإحساس الطبيعي… ولكن ببعض كلمات هادئة لشرح الحقيقة وبتغير الموضوع بطريقة هادئة ثم العودة فيما بعد لشرح الحقيقة سوف تمنع المرارة وتساعد المريض على تقبل الواقع.
فترة النقاهة تحدث فيها نوبات من التحسن والقلق خصوصاً أثناء المرحلة الصعبة الأولى للنقاهة- بينما المريض يتعلم كيف يلتقط الخيوط للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى - لذلك يجب على الأسرة أن تتحمل إذا ظهر تصرف مرضي مفاجئ في مواجهة حادث غير متوقع .
رابعا: لا تسأل المريض أن يتغير
لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته، إنه يتصرف كما يفعل لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أناني أو بدون أفكار أو قاس… أنه لا يستطيع كما لا يستطيع المريض الذي يعاني من الالتهاب الرئوي أن يغير درجة حرارته المرتفعة . لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه - ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض - فإنه سيكون مشتاقاً مثلك تماماً لأنه يكون قوياً وشجاعاً ولطيفاً وطموحاً وكريماً ورحيماً ومفكراً ، ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك. هذا الموضع هو أصعب شيء يجب على الأقارب أن يفهموه ويقبلوه ولا عجب أنه يأخذ جهداً كبيراً لكي تذكر نفسك أنه" المرض" عندما تكون مثلاً الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لكل ما تقدمه وتفعله له. ولكن يجب أن تذكر نفسك دائماً أن هذا هو جزء من المرض.