ما هو كل هذا!؟
السلام عليكم سدد الله خطاكم وبعد/
مشكلتي تعود إلى سبع سنوات مضت حيث مررت بفترة من الألم الجسدي الغير محدد والذي انجر عنه تدهور نفسي رهيب.
أعراضي تتراوح بين الألم الجسدي في الصدر والعضلات والصداع.
وأكثر ما يزعجني هو أنني أحس نفسي خاويا من كل المشاعر الإيجابية أو السلبية حتى أنني أبكي أو أضحك ولا أفهم لم لا أراعي مشاعر الناس ولا أفهمها وذلك يعطيهم انطباعا بأني أناني.
أبدو خاملا أغلب الوقت وتركيزي منخفض وتفكيري كله في نفسي.
مررت بعده تجارب دوائية استعملت الزولوفت لعام كامل والاوسيتالوبرام والانافرانيل بعدما شخص مرضي بـ anxio-phobie و لكن أحوالي بين مد وجزر وكأني مستسلم تماما آهاته الحالة؛ وهي تتدهور كما أحس أنا فترة بعد أخرى؛ بدأت أشك في كوني مريضا بالفصام لأني مع كل هذا اهتم ولا أهتم وكأني في عالم آخر.
علاقاتي بالناس جيدة وأتواصل بشكل جيد ومحبوب وكذلك متفوق في دراستي بدون بذل مجهود لأني لا أقدر على الكثير .
آه أنها معاناة لا توصف وكذلك لدي أعراض بعدم الشعور بمضي الوقت أو تقديره عدم الشعور بالنعاس كما كنت قبلا ولا حتى الجوع وانخفاض في القدرة الجنسية وكذلك مشاكل في القولون وكل هذا أتحمله يوما بعد يوم،
لدي أصدقاء ولكني لا أملك علاقة جيدة بعائلتي وذلك بسبب أني انعزالي عنهم ولا أحب الكثير من الاحتكاك، لا أحب المناسبات وأحبذ البقاء في غرفتي ولكني إن خرجت لا أعود إلا متأخرا.
أتمنى فقط من الله أن لا أكون مصابا بالفصام لأنه شيء سيء جدا! ولدي تاريخ أسري من جهة أخوالي! ذلك ما يقض مضجعي! فحالي يتردى عاما بعد عام!
شكرا لكم وآسف على الإطالة.
وبارك الله فيكم.
7/2/2018
رد المستشار
نشكرك أيها السائل الكريم على ثقتك في الموقع ونتمنى أن نفيدك.
كل ما ذكرته في استشارتك هي أعراض وجدانية (مثل نقص المشاعر والخمول والاكتئاب) واجتماعية لا تكفي لتشخيص الفصام وإن كان هناك نوع من الفصام يسمى ب الفصام البسيط وهو يبدأ بتدهور في القدرات المعرفية ولا يتبع المسار التقليدي للمرض الذي يبدأ بما يسمى بالأعراض الموجبة مثل وجود هلاوس سمعية أو بصرية أو كلاهما معا ووجود ضلالات وهي اضطرابات في التفكير فيها يؤمن المريض إيمانا شديدا بأفكار خاطئة لا تتناسب مع ثقافته ومستوى تعليمه وذكائه ولا يقبل مراجعتها.
كل ما أوردته من علاجات هي لمضادات اكتئاب وهذا قد ينفي وجود أعراض ذهانية في التوقيت الذي خضعت فيه للعلاج.
اعلم أيها السائل الكريم بأن الفصام الذي تخاف منه مرض قابل للعلاج بالأساس ونسبة الشفاء فيه تتجاوز كثيرا من الأمراض العضوية إذا التزم المريض بالعلاج وبارشادات الطبيب.
لذلك فبدلا من أن تقلق من إصابتك بمرض تعتقد أنه عضال (وقد يكون هذا القلق جزء من اضطراب آخر لديك) عليك أن تركز جهودك على الأعراض التي لديك حاليا وذلك من خلال المتابعة مع الطبيب المختص.
علي أن أنبهك إلى أهمية العلاج النفسي أو العلاج بالكلام في مثل حالتك إذ يبدو أن العلاج بالعقاقير لا يكفيك، كثير من تساؤلاتك سيجيبها الطبيب المختص استنادا لخصوصية حالتك وتاريخك المرضي، بالإضافة إلى استبعاد أي أسباب عضوية لشكواك الجسمانية.
وفقك الله وتابعنا بأخبارك.