اضطراب القلق العام واحتمالية وجود اضطراب في الشخصية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
أود أن أشكركم على المجهود الرائع وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أولا: كنت طفلة حساسة وعنيدة وأحب أن خاطر بحياتي مثلا كالوقوف على حافة تل وما شابه.
عندما بدأت مرحلة المراهقة تعرضت لتحرش جنسي من قبل شخص قريب جدا ولكن لم أعره الاهتمام،
بعدها بفترة بدأت شخصيتي المزعجة بالظهور فقد كنت صعبة التعامل مابين حزن شديد وانفعال أشد ورغم صغر سني إلا أني كنت أقيم علاقات عاطفية كثيرة جدا مابين ذكور وإناث، فقد كنت أميل للإناث جنسيا ولكن عندما بدأت المرحلة الثانوية خفت حدة انفعالاتي وأصبحت خجولة جدا، لدرجة أني لم أعد اجتماعية كما كنت وأصبحت أتحاشى الاجتماعات بسبب فقدان الثقة بالنفس المفاجيء وأيضا خسرت صداقاتي بسبب سوء مزاجي فقد كنت اكتئب لفترات وأشعر بالكراهية والحقد على البشر وعلى نفسي أيضا وأفرح لفترات وتكون مدة بسيطة من اليوم عكس الحزن وكنت عندما اكتئب أفتعل المشاكل مع صديقاتي لدرجة العراك،
أصبت بالفتور والهم والقلق طوال اليوم والتفكير بالانتحار يتزايد مع أن مستواي ممتاز دراسيا ولكن لازلت أرى أني غير كفؤ، وعندما أصبح عمري سبعة عشر عاما بدأت مجددا في إقامة علاقات كثيرة ذات طابع جنسي ولكن مع ذكور فقط وأيضا مازال انجذابي الجنسي لكلا الجسنين موجود، أحببت شاب منهم وأعطيه كل وقتي وجهدي وكنت أنهار عندما أحس بأننا لسنا على وفاق أو عندما أشعر بأنه يحب فتاة أخرى أمرض وأتعب جسديا لدرجة الغثيان والشعور بالدوار وكنت انفصل عنه ثم أعود مرات عديدة إلى أن تقبلت أنه لا يريدني وترتكه بعد محاولات عدة مدتها سنة ونصف ولكن مازلت أتواصل معه لأجل شي في نفسي لا يستطيع فراقه، والآن عمري عشرون عاما وعلاقاتي مازالت متعددة وتبدأ بسرعة وتنتهي بسرعة وأشعر بالحزن الشديد في كل مرة فأنا أكره الوحدة وأكره شدة مشاعري فأنا لا أستطيع كبحها،
أيضا بدأت أعراض القولون العصبي بالظهور منذ سن السادسة عشر وعانيت منها جدا ولكن استمريت بالتجاهل والصبر على حالي المتزايد لمدة ثلاث سنوات وعندما قررت معالجة القولون ذهبت إلى الطبيب فقال يجب أن أذهب للعيادة النفسية وعندها شخّصني الطبيب النفسي باضطراب القلق وأيضا احتمال وجود اضطراب في الشخصية ولكني لم أشعر بالراحة معه أبدا وأشك في تشخيصه
ولازلت لا أعلم ما بي
وأود أن أعرف كي أواجهه وأحله فلا يمكنني العيش بهذه الطريقة.
13/2/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً ومرحباً بك معنا على مجانين.
لم يخطىء الطبيب في رأيه يا عزيزتي بل أصاب فأنت بحاجة للعرض على طبيب نفسي للوقوف على العلاج المناسب لحالتك والذي يتضمن شقين شق دوائي وآخر معرفي سلوكي أو كما يتراءى للطبيب بعد الفحص.
من خلال رسالتك أقف عند عدة نقاط لا يمكن تجاوزها مثل الأفكار الانتحارية suicidal thoughts والسلوكيات الاندفاعية impulsive behaviors سواء جنسية وعاطفية وغيرها وتأرجح المزاج mood swings فتارة مكتئبة وتارة فرِحة وأيضًا عدم وجود علاقات اجتماعية مستقرة... فقدان الثقة وتدني الـ self esteem كل هذا وغيره يقودنا نحو اضطراب الشخصية الحدية، لم تكن أوجاع القولون لديك سوى تفريغا لهذه الاضطرابات.
عزيزتي علاج اضطرابات الشخصية يحتاج المتابعة عند معالج نفسي ويحتاج للصبر منك على العلاج والاستمرار عليه وذلك حسب تقييم الطبيب من بعد الفحص فإن كنت راغبة في التغيير والتحسن فعليك طلب العلاج والصبر عليه فلا يوجد علاج سحري للتخلص من هذه المتاعب بل التحسن يأتي نتيجة المثابرة والسعي للتغيير.
كما أن جلسات العلاج المعرفي السلوكي ستفيدك وستساعدك على فهم سلوكياتك وكيفية التعامل معها فاختاري الطبيب الذي يقدم مثل هذه الخدمات.
إذاً نصيحتي لك هي طرق باب الطبيب النفسي والآن أفضل من بعد ذلك فلا زلت في مقتبل حياتك وحياتك أثمن من أن تضيع في هذه المعاناة وكلما بدأت مبكراً كلما كان أفضل.
وفقك الله وأراح بالك وأبدلك حالاً أفضل من ذا الحال إنه على كل شيء قدير.
واقرئي أيضًا:
استشارات عن الشخصية الحدية
مقالات عن الشخصية الحدية