لا أدري
السلام عليكم ورحمة الله، أولا: أشكركم على مساحة الأسئلة هذه. أريد فهم حالتي من مختصين مثلكم.
أشرح لكم موقفين:
الموقف الأول: سنة 2000 حدث معي أمر اعتبرته حينها تحرشا جنسيا لكن الأمر ليس بهذه الدرجة، في الحقيقة شخص لا أعرفه أثناء الرياضة وجهني لحركة رياضية حيث تنام على البطن وتقوم بعمل مضغات (Pompe) ويمسكك شخص على فخذك لكي لا ترتفع الفخذ على الأرض، لكن أصلا لم أقتنع بطبيعة الحركة.
كنت أنا من قام بعمل المضغات وهذا الشخص أمسكني على الفخذ لكي لا ترتفع أثناء الحركة، كان ذلك في مساحة رياضية وأثناء عمل الحركة مر أمامنا مجموعة من الرياضيين، يعني عادي.
أثناء الحركة أحسست أن هذا الشخص ليست نيته صافية في توجيهي لهذه الحركة، خاصة بعد انتهائي قلت له هل دورك للقيام بالحركة لكن لم يرد القيام بها. قمنا بالركض قليلا بعد ذلك قال لي هي نقوم بإعادة الحركة، لكنني رفضت لكوني علمت أن نيته ليست طيبة زد على ذلك أراد القيام بها في مكان مغطى قليلا، وانتهى الأمر هنا.
لكن يومها مشاعري كانت أن هناك تحرش جنسي، وفكرت في الموضوع كثيرا وكثيرا، وكنت أنام جيدا، آكل جيد، كان بعض الحزن فقط. وفي فترة الدراسة وترك فراغ العطلة الصيفية نسيت الأمر، لكن أصبح لدي نوع من تجنب مكان الاكتظاظ لتفادي أن يحتك بي شخص أثناء الازدحام، عندما أركب في سيارة أو حافلة أضع محفظة الأدوات المدرسية خلفي.
والموضوع اضمحل كثيرا بعدل ذلك أصبحت لا أفكر في الأمر، أو أتذكره إذا تكلم أحد على تحرش جنسي أمامي أو شيء له علاقة بالموضوع؛ لكن كانت حياتي عادية يعني نسيت الأمر أصبح من الذكريات السيئة فقط ولا أتأثر كثيرا حتى لو رأيت نفس الشخص الذي وجهني للحركة الرياضية، درست جيدا، دخلت الجامعة، أقوم بالرياضة، ألعاب الكترونية... باختصار حيات عادية كلها سعادة.
أريد أن أتكلم على موقف ثاني حدث بعد فترة قصيرة من الموقف الأول، شخص في الحافلة وضع يده في جيب سروالي الخلفي الأيمن ثم الأيسر كأنه يبحث على النقود الورقية (النقود الورقية توضع كثيرا في الجيوب الخلفية في بلدنا)، حيث أن الجيب مكانه يكون في المؤخرة، هو بحث في الجيب الأيمن ثم الأيسر، لكن لم يضع يده في أي أماكن أخرى، بعد البحث لم يجد شيء رفع يده، لكن أنا في الحافلة ووقتها كنت صغير استحيت أن أتكلم، وفي وقتها اعتبرت أن الأمر هو محاولة سرقة، لعدة أسباب منها أن الحافلة مكتظة وواضح الأمر أمام الناس، بعد البحث في الجيب الأيمن والأيسر لم يجد شيء سحب يده، لم يتعدى البحث الجيوب، يعني لم يتعدى الأمر في ذهني محاولة السرقة.
الآن أتكلم على أمر الوسواس، ربما من سنة 2000 أو ربما قبلها بكثير كانت لدي بعض حالات وسواس، ربما لأسباب منها: في الصغر أثناء فترة الدراسة الابتدائية، أتذكر أني سمعت أن في عائلة معلمتي مرض يصيب بالجنون فكنت أخاف أن يذهب عقلي أنا أيضا، كان ابن خالتي لديه وسواس النظافة كنت أرى ذلك وأنا صغير، لدي مرض سلس البول (ذهبت للطبيب وقال لي ذلك) يعني كنت أنتبه كثيرا للنجاسة بسبب خروج البول مني، كنت عندما أغتسل يطول الأمر، لأني لم أجد من يقدم لي صفة الغسل الصحيحة، كنت أعتقد أن الاغتسال 3 مرات كل عضو، وعرفت بعد فترة من حصة في التلفاز أن هذا الأمر هو مرض.
لكن وساوس بحالة بسيطة ولا تأثر كثيرا على حياتي وأعراضها تأتي وتذهب: لمس أشياء عدة مرات، الوسواس في الطهارة، النظافة، أقول لن أستطيع أن أنام... استمرت هذه الوسواس معي لكن لا تؤثر علي وتأتي أحيانا فقط، حتى 2009 كانت الوسواس قليلة وتأتي وتذهب بسرعة لا يتعدى تأثيرها بين %5 ، 10%.
منذ صيف 2009 جائتني ذكريات الموقف الأول وأصبحت تسيطر علي، وضخمت الأمر بالنقاشات في رأسي، ولم أنتبه أن هذا ربما وسواس اعتبرته هو من الماضي إذا ليس وسواس وأصبحت أناقشه وأحلل الحدث وأفكر فيه كثيرا، لكن بعد فترة أشهر وبانشغالي في الدراسة الجامعية نقصت وممكن أقول ذهبت وتأتي أحيانا بشكل أفكار سلبية حول المستقبل مثل ماذا لو لم أنجح بسبب الأفكار الوسواسية، لكن بصفة قليلة جدا.
وتقريبا مند 2011 رجعت لدي أفكار متكررة حول الموقف الأول (أصبح أي فكرة وسواسية أربطها معه)، بعد ذلك تذهب وتأتي فكرة حول سب الذات الإلهية، النجاسة، بعد ذلك فكرة مثل حول الجنس، بعد ذلك فكرة حول الخوف من المرض، يبعد ذلك فكرة حول المثلية الجنسي، فكرة حول عدم النوم (مع إني أنام عادي، لكن بطبعي أسهر كثيرا) حتى الموقف الثاني الذي كنت أعتبره محاولة سرقة، بدأت أقول كان يتحرش بي، وبعد التفكير ونقاش الأفكار تحول حتى هذا الموقف في رأسي بنسبة 70% إلى تحرش جنسي.
وكل مرة تأتي فكرة جديدة تظهر لي مدى تفاهة الفكرة السابقة، مثلا لو أتت فكرة حول سب الذات الإلهية وتتسلط على لمدة 15 يوم، تصبح الأفكار السابقة التي كانت تشغلني حول الموقف الأول، الجنس، المرض.. تظهر لي أنها تافهة، وإذا بعد فترة رجعت لدي أفكار وسواسية حول المال الحلال والحرام تظهر لي أن فكرة الموقف الثاني هو تحرش جنسي تافهة، وهكذا دواليك من فكرة لفكرة.
يعني في الخلاصة كل مرة تتسلط علي فكرة وتصبح الأفكار الأخرى تافهة ولا تتسلط علي، كأنه كل مرة تأتي فكرة تزعجني وتذهب لتترك المجال لفكر جديدة أو قديمة تعود من جديد، وتنقص الأفكار في فترة النزهة أو الانشغال.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت الأفكار تقلقني، أحيانا خفقان في القلب (لم تتعدى 5 مرات في السنوات الأخيرة)، وأحيانا تمر فترة أصبح سعيدا جدا والأفكار تقل كثيرا لا تتعدى نسبتها 10%، لكن منذ حوالي عام أصابني قلق وملل شديد ومعهم خوف من المستقبل وأفكار وسواسية حول أن أمرض بمرض عقلي (فكرة المرض جائتني من حصة حول التحرش الجنسي) أو أن لا أستطيع أن أعمل في المستقبل أو أني سوف أصاب باكتئاب، ونتيجة هذا الخوف والاسترسال مع هذه الأفكار من مدة، حصل لدي خفقان في القلب من الخوف وفقدان الشهية أحيانا وملل شديد.
والوضع منذ سنة يتحسن أحيانا ويسوء أحيانا، حسب درجة الأفكار وتسلطها.
وفي هذه السنوات الأخيرة تميزت حياتي بفراغ، لا أعمل وأحضر في أطروحة دكتوراة (مدة طويلة 8 سنوات منذ 2010) في الفيزياء ولطول المدة قلت ثقتي في نفسي، خاصة من كلام الناس حول طول المدة (طول المدة ليس بسبب الوسواس)، ويوجد لدي فراغ في الوقت يعني معظم الوقت لا أعمل أي شيء، أيضا ليس لدي مدخول أعيش به (الحمد لله أعيش مع والدي)، وأصدقائي تقدموا في حياتهم من الناحية المادية والزواج وأنا لم أتقدم (مع أني من الناس القلائل الذين يقومن بأطروحة دكتوراة)، مما زاد في فقدان الثقة بالنفس والأفكار السلبية. فكل حياتي تقتصر على رسالة الدكتوراة والفراغ معظم الوقت ومشاهدة الأفلام الاباحية وأجزم أن لدي إدمان لها كوني أحيانا أشاهد يوميا لمدة لا تقل عن ساعتين يوميا (وحسب فيديو للأستاذ طارق الحبيب حول مدمن هذه الأفلام فأعتقد أني مدمن)، لكن علمت بأضرارها النفسية فتوقفت عنها نهائيا منذ عام تقريبا، بالرغم أني أصلي (أنا من خيرة أبناء الحي)وأقوم بشعائر الدين لكن كان لدي ضعف جهة الأفلام الإباحية، وكنت أقول أشاهد أفلام إباحية أفضل من أن الصاحب فتاة مثل الكثير من أصدقائي.
أريد أن أفهم حالتي:
1- هل الأفكار التي تأتي حول الموقف الأول أو الثاني وسواس قهري يرجعيني لذكريات الماضي؟ أحيانا الأفكار تريد أن تفتح علي ذكريات أخرى أو حتى أمور في الحاضر لكن أنتبه فأغلق الكثير منها في البداية.
2- هل الأفكار هي سبب الموقف الأول، الثاني أو أن هذا وسواس قهري وهو يضخم لي الأمر بالتفكير والرجوع للماضي؟
3- هل يمكن التخلص ذاتيا من كل هذا، والمحافظة على الفترات الجميلة التي يصاحبها غياب الأفكار؟؟
أعلم أن الرسالة طويلة وتحتاج القراءة أكثر من مرة لفهم الأمر وتقديم حل لذلك، إن شاء الله أكون عبدا يدعو لكم في الغيب،
وأشكركم على هذه المساحة.
14/2/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
يمكن الإجابة على استشارتك من خلال دراسة الظروف البيئية والشخصية،
أولا: لأن هناك عوامل اجتماعية في غاية الأهمية تتطرق إليها في الفقرة الأخيرة قبل تسطير أسئلتك، دخلت العقد الرابع من العمر وتعمل كمدرس ولكنك في نفس الوقت مرتبط بدراسة عليا طالت مدتها فوق ما هو معقول وترى شخصك متأزماً بين التخلص من هذه الأثقال والحرج من وصفك بالفشل تعليمياً، الغاية من عمل شهادة عليا هو ليس الحصول على وسام تعليمي وإنما تعلم أصول البحث العلمي والخوض بعد ذلك في مجال البحوث.
لا تزال تعيش مع والدك وظروف المادية لا يمكن وصفها بالمثالية ومسيرتك التطورية الشخصية والاجتماعية متعثرة بسبب ذلك، عليك أن تحسم هذا الأمر أولاً وتتشاور مع المشرف على رسالتك وإن كنت ما ستحصل عليه من الشهادة العليا يستحق كل هذا العناء، إذا لم يكن هناك أملا في الحصول على الشهادة خلال عام فمن الأفضل التوقف والانتباه إلى تطوير نفسك بدلا من الحصول على شهادة ربما لن تنفعك كثيراً.هذه الظروف الاجتماعية ورحلة التحضير للشهادة العليا بدأت عام ٢٠١٠ وبعدها بعام تتحدث عن أفكار حصارية (وسواسية) حول سب الذات الإلهية والنجاسة والخوف من المرض، بدأت تراجع ذكريات مواقف وتضعها في إطار التحرش الجنسي ربما بسبب تذبذب حالت الوجدانية أو البحث عن تفسير للاكتئاب الذي تسلط عليك.
في جميع الأحوال يمكن القول بأن عام ٢٠١١ كان هو العام الذي اضطرب فيه توازنك الوجداني وعانيت من اضطراب اكتئاب أعراضه حصارية (وسواسية) كما هو الحال في الكثير من المراجعين.عدم التوازن الوجداني لم يتوقف ويداهمك بين الحين والآخر في إطارات مختلفة وبدأت الأعراض الجسمانية والقلق تتسلل إلى حالتك النفسية، لم يتحسن هذا التوازن الوجداني وأصبح مسار اضطرابك الوجداني يتحول إلى مسارٍ مزمن مع نوبات هدأة غير كاملة وانتكاسات متكررة.
أما الفقرات الأولى من رسالتك حول المواقف في التمارين البدنية فهي لا يمكن وضعها في إطار التحرش الجنسي قانونياً.أما الإجابة على أسئلتك فهي كالتالي:
١ـ الأفكار التي تداهمك مصدرها ومحركها حالتك الوجدانية المضطربة.
٢ـ لا علاقة بين الأفكار والموقف الأول والثاني وسبب الأفكار هو الاكتئاب المزمن.
٣ـ تتخلص من جميع ذلك لو راجعت طبيباً نفسيا لعلاج الاكتئاب وحسم ظروفك البيئية.وفقك الله.
ويتبع>>>>>>: عفريت التحرش الجنسي : وسواس أم اكتئاب ؟ م
التعليق: توجه صوب استشاري للعلاج فكلما طال أمد الأعراض انخفض احتمال استجابتها للعلاج.