الطبيعي والعبيطي.. في العلاقات الجنسية
هل الطلاق حل
السلام عليكم ..
في 2010 اتخطبت لرجل كان مناسب بكل المقاييس اجتماعيا ومهنيا وشكلا، وأسرتي وافقوا ورحبوا ودا كان بعد ناس كتير اتقدموا وماكنش الموضوع بيتم.. بالنسبة لي كان مقبول ووافقت ودي كانت أول مرة في حياتي أتعامل مع رجل عن قرب مكانش ليا أي تجارب أو حتى زمالة مع رجال.. بعد فترة صغيرة جدا بدأت أحس إنه من نوعية الناس إللي حاسة بنفسها زيادة لدرجة إنه شايف نفسه أحسن من الناس ومتميز عنهم وكان بيتصرف أغلب الوقت بشكل مفهوش عاطفة قوية وتقريبا كل أسبوع كنا بنزعل من بعض ونتصالح بعدها وأكتر من مرة وصلت لمرحلة إني مش عايزة أكمل معاه لكن بضغوط من أهلي ولأنه أنسب حد اتقدم وعايزين الجواز يتم، ما سبتوش، وكنت فاكرة إنه بعد الجواز فيه مشاعر طبيعية لازم هتكون موجودة هتعوض أي فتور وهو كان بيقولي إنه مش عارف يعبر عن حبه لأننا مش متجوزين،
وفعلا بعد 6 شهور اتجوزنا في فبراير 2011 وبدأت أتفاجئ ببروده وجفاؤه من أول أيام وهو بينام بعيد عني ولما سألته ليه كانت الإجابة إنه متعود ينام كدا ولازم أقدر دا.. ماحستش بأي مشاعر طبيعية الناس بتحسها في بداية الجواز لأنه مكنش عنده رغبة ناحيتي وأنا معرفتش أعمل حاجة.. كانت الفترة الزمنية من أسبوعين لتلاتة زادت لشهر ولاتنين ولستة.. كل الوقت عايز يتفرج علي الأحداث والبرامج السياسية بحجة إن دي فترة تاريخية مهمة ومش شايفني ولا مهتم بوجودي..
كان بيبعدني بقسوة لو حاولت أقرب منه ودايما يتهمني إني بختار أوقات مش مناسبة ومش بقدر تعبه علي الرغم إن ممكن يكون مر شهور كتير بعيد.. ومكانش بيحب المقدمات ولا أي طلب أطلبه حتي لو بعيد عن العلاقة وبيعتبر إن كدا أنا بحاول أتحكم فيه لو طلبت إنه يطبطب عليا!! طلب مني مقربش منه ولا أحاول أتودد ليه وهو لما يعوز هيقول لوحده عملت كدا وكان بالشهور مش بيقول .. فكرته عن العلاقة فكرة غريبة وهي إن الست مجرد مستقبل للي الراجل بيعمله ومش من حقها تطلب حاجة أو تعلق وإنها لازم تكون مستعدة نفسيا في أي وقت بدون مقدمات خالص وتنفذ اللي يعوزه وبس!!
كانت تعاملاته فيه قسوة وأعتقد إنه كان عنده قدر من الضعف لأنه كان بيسيبني فجأة وسط العلاقة ويقوم حتى من غير ما يقول أو بيزعق لي وقتها لأي سبب بسيط زي حركة مش مقصودة مني ودا مؤلم نفسيا جدا ولما أسكت وبس أدمع يزعق ويتهمني بالنكد أو يلاقي مشكلة في إنه يبدأ العلاقة وليه أعذار كتير ما تنتهيش زي إن الجو برد أو أنا أكلي تقيل علي معدته أو العفش مكانش عاجبه ولا على ذوقه أو إن الأكسجين قليل في الأوضة أو أنا مش بقدر وضغطت عليه وهو كان مرهق المهم إني السبب أو أي حاجة غيره.. كنت بخاف أتكلم أو أتحرك وأنا معاه لأن رد فعله عنيف وتصرفاته عصبية وعنيفة..
كان بيسيبني ويتفرج علي أفلام إباحية بحجة إن دي إللي هنتعلم منها وطلب مني أتفرج معاه ولما رفضت كان تعليقه إني ما بجيش علي نفسي أبدا وأعمل حاجة عايزها ودا كان متكرر إنه بيلجأ لها.. فضلت 4 سنين بالحال دا وحتى كل المحاولات اللي تعبت فيها وعملتها عشان يكون عندنا أولاد هو ضيعها لأنه دايما بعيد رغم إنه بيكون عارف الأوقات اللي الدكتور حددها.. ولما حاولت أتكلم كان بيقول إن مفيش مشكلة وإن كل دي أوهام وتهيؤات في دماغي وبس.. حاولت بكل الطرق إني أتكلم وأعبر وأغضب وأستعطف وحتي إننا نلجأ لدكتور لكن للأسف مفيش حاجة جابت نتيجة لحد بعد الـ 4 سنين، أنا اتغيرت وبقي عندي شعور بالرفض ناحيته وبالإهانة والقهر وبأني مرفوضة ووحشة ومشاعر سلبية كتير وإني مش عايزة أعيش معاه ..
بعد الـ 4 سنين لما حصلي تغيير هو ما اكتشفش إلا بعد 6 شهور كمان وبدأ يقلب الموضوع لأني أنا إللي رفضته وهو باقي عليا .. بعدها بكام شهر هو سافر ولحد دلوقتي مسافر يشتغل بره لأسباب مادية .. كنا عايشين زي اتنين جيران في فندق مفيش أي حوار ولا كلام ولا تواصل مجرد بناكل مع بعض وبس وحتي بعد ما سافر مفيش كلام .. هو دايما بيتعامل بتكبر وغرور كأنه فوق الجميع وباقي الناس حشرات وإنه إنسان فريد منه نوعه ومحدش زيه لدرجة إنه بيدرس الأديان واعتبر القران مادة خاضعة للنقد وإنه فيه أخطاء وهو اللي قادر علي بحثه ومش مؤمن بالأحاديث وبيشكك فيها ومعندوش أي حس روحاني أو ديني وحتى المسلمات عند أي مسلم اللي بيتعامل معاها برهبة وتقديس مالهاش معني عنده..
معندوش أي قدرة إنه يحس بحد أو يتراحم ويتعاطف وكأنه عايش جوه نفسه وبس مش شايف غيرها .. وتصوره عن الجواز إن الست بتشيل كل المسئولية وفي نفس الوقت تكون مطيعة لجوزها وبتنفذ وتخدمه لأنه سيدها .. ما حستش في لحظة إنه محتاج لي بشكل إنساني أو حتى كرغبة مستقل تماما بنفسه ومش عايز شريك وفي نفس الأول في كل مناسبة يأكد إنه بيحبني أدام الناس ومفيش مانع يمدحني جدا فالناس بتفتكر إن فعلا عايشين في سعادة وفي الحقيقة واحنا لوحدنا ما بيقولش أي كلام من اللي بيقوله أدام الناس ..
وما بيقدرش أي حاجة كويسة مني أو من أهلي أو من أي حد وكأنه واجب علي الناس إنهم يساعدوه أو يخدموه وهو لو عمل حاجة صغيرة جدا كأنه عمل كتير وحاجة كبيرة ولازم نفضل نشكر ونمدح .. مكانش بيحس بالغيرة عليا وكتير اتخانقنا لما بنكون مسافرين بسبب إنه عايزني أدخل معاه كافيه أو قهوة كلها رجالة عشان عايز يشرب شيشة وأنا بتحرج وبرفض بيتهمني إني أنانية وما بجيش علي نفسي عشان حاجة بيحبها وعايزها .. وكل العيوب إللي أنا شايفاها فيه كان بيعكسها ويخليها عيوبي أنا ..
أنا فيا عيوب كتير لكن عارفاها كويس ومش منها اللي كان بيوصفني بيه واللي هي صفاته .. خلال الشهر اللي عدي أنا حاولت إني أنسي إللي فات ونبدأ من جديد وأقرب منه لكن للأسف تصرفاته زي ما هي برود وجفاء ومابيهتمش بيا ولا يعرف يعني إي مشاعر أو عاطفة ولما بدأت أسأله عن كل الحاجات إللي كان بيعملها وبتضايقني لقيت أفكاره وقناعاته زي ماهي ومفيش تغيير وبالتالي تصرفاته هتفضل نفس التصرفات ..
أنا طلبت الانفصال لكن هو لحد دلوقتي مصمم إنه بيحبني وإنه متمسك بيّ وإن مفيش أي مشكلة حقيقية وإن كلها حاجات نفسية جوايا وأوهام في دماغي وبس وأنا إللي حساسة وبكبر الأمور وكلامه مقنع لأهلي ولأي حد هيسمعه وهكون أنا الغلطانة وأنا اللي ببيعه أدام كل الناس..
أنا ما بقتش قادرة ولا هقدر أتحمل الحياة اللي كنت عايشاها دي لأنها مش حياة ووجوده كان زي عدم وجوده وعامل لي ضغط نفسي فظيع طول الوقت وإحساس إني ماليش وجود ولا قيمة ومرفوضة وإحساس بالإهانة لكن معنديش كلام مقنع أقدر أحكيه لحد وأنا مش حابة أشوه صورته أو أتكلم عنه وحش لأن أخلاقي مش هتسمحل ولأني بتحرج وهو عارف كويس إني مش هتكلم ولا هقول حاجة ..
وكلام أهلي لي إن محدش كامل والناس كلها عيوب وعيشي واستحملي وهم ما يعرفوش التفاصيل دي .. حتي لو هستحمل ففيه لازم حاجة حلوة تسعدنا نستحمل عشانها الوحش لكن دا مش موجود لأن أحاسيس المشاركة والاهتمام والتعاطف والرحمة مالهمش معني في قاموسه ودا أساس أي جواز
مش عارفة أعمل إي .. أو أنا ممكن أكون فعلا بكبر الأمور وأنا إللي غلط؟!
أنا بعتذر إني حكيت كتير لكن حبيت أغلب التفاصيل تكون واضحة
16/2/2018
رد المستشار
فشل الزواج الشائع: عيوب نظام، وقصور تكوين
في ردي على رسالتك السابقة في بداية زواجك حيث ركزت أنت على الحياة الجنسية المرتبكة التي تعيشيها مع زوجك، ولذلك اقتصرت إجابتي على رد ملاحظاتك!!
اليوم تفتحين العدسة أوسع لنرى معا جوانب أكثر في العلاقة.
في إجابتي اليوم أريد أن تستفيد من خبرتك لأشرح مقدمات وتفاصيل فشل العديد من العلاقات الزوجية، وأريد أن أوضح أن هذا الفشل يحدث بسبب تفاصيل نظام الزواج الشائع عندنا، كما يفشل أيضا بسبب تشوهات التكوين الشخصي في أطراف العلاقة!!
عندما تتحدثين عن الارتباط بالأنسب حيث يبحث الرجل عن فتاة مناسبة، وتوافق هي على الرجل المناسب، فما علاقة هذا بإقامة علاقة ناضجة، وحب متبادل، وشغف، ورومانسية ...إلخ
ما هو مفهومنا / مفهومك للعلاقة، وكيف تنشأ؟! وما معنى "مناسب"؟
هل توقيع أوراق رسمية أمام مأذون، ونطق كلمات من قبيل: زوجتك نفسي، وإقامة الزينات، والأفراح، وفستان الزفاف، ثم الانتقال للإقامة في شقة معا.. هل كل هذه الخطوات والإجراءات
كفيلة بإقامة علاقة ناضجة بين طرفين؟!
أم أن هذه كلها مجرد أشكال ورموز تشير إلى إطار شرعية الارتباط المزمع؟!
العلاقة بين طرفين هي عملية تراكمية تدريجية تتطلب وقتا وجهدا وحوارات وخطورات ونقلات وخبرات تنبني عبر مشاركات في التفاصيل والرؤى والأوقات المشتركة، وربما يتضمن الأمر تنازلات أو موائمات وهو عالم يحدث بينكما، وبالتالي أنتما في وضع شائع أسميه "زواج بلا علاقة"، بمعنى أن هناك الأوراق الرسمية والبيت المشترك، وشكل الزواج دون محتوى، ولا يسعف نظام الزواج الشائع في الإجابة على سؤال بناء العلاقة في حالة الزواج غير المسبوق بتعارف كافي، وأغلب الزيجات تتم بدون تعارف كافي، ولا يتيح المجتمع العربي هذا التعارف في حالة الخطوبة إما بسبب انغلاق التفكير الاجتماعي عن العلاقات بين الجنسين، أو بسبب الجهل المنتشر حول ماهية العلاقة، وكيف تبني!!
لم يتح النظام الاجتماعي لك أن تعرفي هذا الرجل قبل الزواج، بل وتقولين "دي كانت أول مرة في حياتي أتعامل مع رجل عن قرب...إلخ، وهذه حالة ملايين، وهو وضع محترم جدا من المجتمع، وصاحبته تعتبر "لقطة" لأنها "خام"، وبدون خبرات...إلخ.
لكن هذه الفتاة الخام كيف تستطيع تقدير "المناسب" من غيره؟!
كيف تستطيع تقييم ما يناسبها من الرجال؟!!
لاحظي أن هذا التقييم والتقدير يقتضي معرفة الذات، ومعرفة الطرف الآخر، أو على الأقل كيف يبدو "عالم الرجال"!!
وأنت كنت بلا خبرة، ولا معرفة بنفسك – مثل الأغلبية – ولا معرفة بزوج المستقبل "المناسب"، ولا بعالم الرجال!!
عيوب نظام الزواج، وقصور في التكوين والخبرات كيف يمكننا، بل كيف نجرؤ على انتظار نجاح علاقات تنشأ هكذا؟!
ثم ننتقل إلى بيت الزوجية، وتتوالى "المفاجأت"، ويستكمل النظام الفاشل فشله فلا يتيح لضحاياه التراجع أو الخروج مما دخلوا فيه بانعدام خبرة، وغياب فرصة، ولكن كل القطيع في خط السير المقرر يمضي، وما نسميه "الحياة" تسير!!!
لن أناقش أفكار زوج حضرتك، ولكن أفكر معك في ما يمكنك فعله!!
أنبهك إلى أن الإنجاب سينتقل بك إلى مسؤوليات أكبر، وستتحملين التبعة وحدك، وما تعتقدين أنه زينة الحياة وبهجتها سيكون عبئا تتحملينه وحدك، فهل هذا واضح لديك أم ينبغي أن تخوضي التجربة بنفسك حتى تتعلمي؟!
زوجك لن يتغير إلا بإرادته الحرة، ويبدو أنه لا يريد، وسيظل يلاعبك هكذا، وأهلك يرون أن الحياة تسير، وأنت المسؤولة الأولى والأخيرة عن حياتك، وأنت أدخلت نفسك في هذه الزيجة
من الرجل الذي قدرت وقتها أنه "المناسب"!!
أخرجي نفسك بنفسك إن كنت ترين أن عمرك يضيع بلا طائل، وأنك متزوجة بحكم الأوراق الرسمية فقط، وأرجو أن تقدري تبعات الخروج من هذه المصيدة بتأمل، وتقدير حكيم، وليس مثل تقديرك للدخول فيها!!
القرار قرارك، والمسؤولية مسؤوليتك، وهذا أيضا من عيوب النظام الاجتماعي، ونظام الزواج عندنا فمن حولك يلاحقونك بالأسئلة السخيفة حول موعد زواجك لكي "يفرحوا"، ثم يشجعونك
على الارتباط دون فرصة تعارف كافية، ثم إذا اشتكيت تقول لك الجموع المحيطة: الناس كلها كده!!
أو لما يجوا الأولاد هيبقى أفضل!!
أو يمكن أن تجدي من يشجعك على الطلاق دون بصيرة ودون حساب للمآلات!!
مرة أخرى حساباتك وقراراتك ينبغي أن تكون دقيقة ومدروسة، وفي كل الأحوال تحتاجين إلى استكشاف نفسك، والعمل على فهمها أكثر، أو ما تسمينه عيوبك سواءا ستستمرين في هذه الزيجة أو لا!! هذه هي خريطتك حاولت توضيحها لك، وبمناسبة رسالتك أحاول القول أن الفشل الحاصل في نظام الأسرة العربية ليس فشلا يتعلق بأطرافها، وإن كان قصور تكوينهم النفسي والشخصي يساهم في الفشل، ولكن الأساس يكمن في فساد النظام نفسه أحيانا كثيرة، وفي جوانب متعددة منها ما بقصور معرفة النفس والآخر، ومنها ما يتعلق بالماديات، وما يتعلق بالتقاليد، والتوقعات، ويلزمنا مراجعة هذا كله، أو سيستمر جحيمنا الأرضي هذا.
تابعينا بأخبارك، ودمت بخير.
ويتبع >>>>>: الطبيعي والعبيطي : صمت الحملان روايتي رواية الذئب!! م1