الطبيب النفسي أولى من إتمام الزواج م2
من وسواس لوسواس من تشتت لآخر
السلام عليكم ورحمة الله/
أهلا بكم جميعا بفريق عمل الموقع ومتابعي الموقع أتمنى للجميع بهدأة البال والمسرة بالدنيا والآخرة.......
*راسلت الموقع مسبقا من عام 2013 وأنا أراسل الموقع كل مرة بموضوع مختلف والمشترك بها هو شعوري وتفاعلي مع المشكلة بكل مرة أعيش نفس الحالة من اكتئاب، عزلة، عدم الرغبة والصعوبة بالجلوس مع الآخرين، قلة الشهية للأكل، السرحان والشرود الذهني والعيش بالخيال لساعات طويلة لأيام..........
*أريد حلا بنتائج فعلية لا حل لحظي يزول بعد فترة أريد حلا ليس بمهدئات مضادة للذهان ولا عقاقير الاكتئاب.... أمضيت حياتي بعلاج معرفي سلوكي..... قاربت على الكفر بالعلاج والطب النفسي بأكمله، هل الإيمان والوازع الديني هو السبب بالمشاكل النفسية؟؟
*أما عن ما يؤرقني فهي هي (رملة) تعرفت على فتاة إيرانية وأنا فلسطينية (ثقافتان مختلفتان)... محرجة ومتعبة جدا من وصف شعوري لها ...هي دائما ببالي صورتها لا تذهب من عقلي أتمنى وجودها معي وأمامي وأسمعها كل ما يخرج منها بالنسبة لي طيب ولا أطيب ويعلق ببالي ولا يكاد يخرج حتى ينفجر رأسي... رائحتها كلامها لهجتها أسلوبها أفكارها... سلبت عقلي ووقتي وجهدي, لا أهدئ حتى أراها أو أجد أي تواصل معها أما عن فقدان التواصل فأعيش بحالة الاكتئاب... وبحكم اختلاف الثقافات بيننا فتواصلنا قليل فهي صعب جدا خروجها من المنزل.
*الحالة الاجتماعية : متزوجة أحب زوجي جدا ولا أستغني عنه
الالتزام الديني : ضعيف.
الماضي : راسلتكم من قبل وشخصتم بوسواس قهري تم علاجه من قبل ولكن يذهب ويعود.....
*ميول مثلية، وسواس قهري، ذهان، حدية التفكير والتعلق، اضطراب شخصية ماذا بعد؟!!!
كل الاحترام والتقدير لكل العاملين على الموقع
وأرجو الرد من الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي
19/2/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة "مجموعة حروف" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك ولجوئك المتكرر لصفحة استشارات مجانين لطلب الاستشارة.
طالعت استشاراتك التي أرسلتها للموقع من خلال حسابك الذي استخدمته لهذه الاستشارة فلم أستطع الاهتداء لاستشارات أقدم من نوفمر 2016 فأقدم استشاراتك التي اطلعت عليها اليوم هي : الطبيب النفسي أولى من إتمام الزواج ... ولما كنت ذكرت أنك تراسلين الموقع من 2013 فأرجو إرسال ارتباطات استشاراتك أو الحساب القديم الذي كنت تراسلين الموقع من خلاله لنتمكن من رؤية أدق للحالة.تقولين واصفة ما يحدث لك من نوبات (كل مرة أعيش نفس الحالة من اكتئاب، عزلة، عدم الرغبة والصعوبة بالجلوس مع الآخرين، قلة الشهية للأكل، السرحان والشرود الذهني والعيش بالخيال لساعات طويلة لأيام) فهذه نوبات اكتئاب رديد متكررة لها صبغة وسواسية وليس واضحا كيف تكونين في الفترات بين النوبات؟ هل تستمر معك الوسوسة وإن بدرجة أخف أم لا؟
تساءلت في أول استشارتين : كيف أجعل حياتي الجنسية القادمة مع زوجي ناجحة؟... ثم في الاستشارة الثالثة بدأ التركيز على موضوع الفتاة التي أحببت وكان العنوان: أكثر من 10 سنين ولم تخرج من رأسي!!! ما هذه اللعنة، وهنا ظهرت خلفيتك الوسواسية ففصلت في ردي عليك ونصحتك قائلا : (فقط حاولي القراءة عن عيوب التفكير وكيفية التعامل مع الصور والذكريات الوسواسية... كما أنصح أن تحاولي التقرب أكثر لزوجك ومشاركته ما يهمه وإشراكه فيما يهمك.... وإلا فإن عليك مراجعة الطبيب النفسي لبدء أو استكمال العلاج).
بعد ذلك مرت حياتك الزوجية بفترة أزمات وضعت زوجك تحت منظارك الوسواسي وراسلت الموقع وكانت طريقة تفكيرك منذرة بوجود خطر حقيقي على الزواج حتى أن المستشارة قالت في ردها عليك (أعتقد أنك بحاجة للمساعدة أكثر منه فمشكلاته بسيطة مقارنة مع ما تظهرينه من حدة وعدوانية ونفور لأنه لا يوافق تطلعاتك ورغباتك..... أنت لا توفرين الحد الأدنى من السكن النفسي..... أين منك الود والرحمة وما الرحمة سوى التجاوز عن النقص في الشريك...... ارحميه وتقبليه كما هو إن أردت الحياة بسعادة) ويبدو أنك ولله الحمد استطعت تجاوز تلك الأزمة فها أنت اليوم تقولين (أحب زوجي جدا ولا أستغني عنه).
لكنك حاليا تعيشين نوبة أخرى جديدة من الاكتئاب والوسوسة وقد عاودتك الوسوسة بصديقتك التي تؤرقك وتصفينها بأنها (هي (رملة) دائما ببالي صورتها لا تذهب من عقلي أتمنى وجودها معي وأمامي وأسمعها كل ما يخرج منها بالنسبة لي طيب ولا أطيب ويعلق ببالي ولا يكاد يخرج حتى ينفجر رأسي... رائحتها كلامها لهجتها أسلوبها أفكارها... سلبت عقلي ووقتي وجهدي، لا أهدئ حتى أراها أو أجد أي تواصل معها أما عن فقدان التواصل فأعيش بحالة
الاكتئاب...) ... لا أدري إن كنت قد استوعبت جيدا أو طبقت ما استوعبته من عبارتي (لابد مبدئيا من قبول ما حدث بينكما كله ووضعه في إطار علاقة طائشة كنت تشبعين فيها احتياجاتك النفسية والجنسية في مرحلة ما من حياتك لكنك الآن تجاوزتها... ومن المقبول أن تتذكريها أحيانا فلا تحاربي ذلك التذكر لأنك لن تكسبي المعركة بهذه الطريقة) وكذا قولي (نتيجة للكمالية والتفكير القطبي والوقوع في فخ العملية العقلية الساخرة وصلنا إلى ما تعانين منه)... أظنك لو طبقت الإرشادات الموجودة فيما أحلتك إليه من قراءات لاستطعت التخلص من المشكلة.تستبقين ما قد يقال اعتمادا على ما سبق من قراءات لك أو تشخيصات حُملتها تقولين : (ميول مثلية، وسواس قهري، ذهان، حدية التفكير والتعلق، اضطراب شخصية ماذا بعد ؟!!!) ... والحقيقة أني لست متفقا مع وجود كل تلك المصطلحات لديك فإن كانت لديك ذكريات علاقة مثلية في فترة الرشد المبكر فقد انتهت وقد وصفت زواجك وعلاقتك الحسية مع زوجك بأنها ناجحة تماما أكثر من مرة، ما سبق وبقي معك إلى الآن هو الوسواس القهري الذي تنتابك أعراضه من حين لآخر مصحوبة كل مرة بأعراض الاكتئاب، وأما حدية التفكير والتعلق فمحتواة في حدود الطيف الوسواسي وأما اضطراب الشخصية فليست لدي معلومات كافية لأضع لافتة تشخيصية بهذا المضمون عليك.
أي بنيتي تقولين منفعلة فيما يبدو (أريد حلا ليس بمهدئات مضادة للذهان ولا عقاقير الاكتئاب...) قد يكون هذا لازما إذا كان اضطراب الاكتئاب هو الأساس وليس الوسواس وهذا أمر يحدده الطبيب المعالج فإن ارتأى ضرورة الاستمرار على موازنات مزاج أو عقاقير اكتئاب فعليك أن تلزمي نصيحته، وتستكملين (أمضيت حياتي بعلاج معرفي سلوكي..... قاربت على الكفر بالعلاج والطب النفسي بأكمله) ليس واضحا بالنسبة لنا لا متى ولا كيف أمضيت عمرك بعلاج معرفي سلوكي وقد بدأت استشاراتنا منذ سنتين أو خمسة على أكثر تقدير ولم تكوني حينها في برنامج علاجي أو لم تعلمينا والأهم من ذلك من يقوم بهكذا علاج؟؟ المعالج المعرفي السلوكي ذي الدراية بحالات الوسواس القهري نادر في بلادنا العربية إذا استثنينا المدعين بأنهم يعالجون بطريقة العلاج المعرفي السلوكي بينما ما يفعلونه في جلساتهم بعيد كل البعد عن هذا النوع من العلاج.... معنى كلامي أنك تبالغين جدا هذه واحدة وربما لم تكملي البرنامج العلاجي وربما لم تكوني موفقة في اختيار المعالج!.
وأخيرا تسألين : هل الإيمان والوازع الديني هو السبب بالمشاكل النفسية؟ وقد استدعى سؤالك هذا أن أراجع ما كتبته في خانة وصف مستوى الالتزام الديني خاصة وقد ذكرت هذه المرة في صلب إفادتك أن التزامك الديني ضعيف فوجدت هذا الوصف منافيا لما اعتدت ذكره طوال استشاراتك الثلاثة الأول... وهذا يشير غالبا إلى عدم رضاك الحالي عن التزامك، وعلى كل فإن العلاقة بين الإيمان والوازع الديني والمشكلات النفسية ملتبسة إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق باضطراب الوسواس القهري، فهناك من ترى فيه هذه العلاقة وهناك من لا ترى فيه، والإجابة على سؤال هل مريض الوسواس القهري أكثر تدينا ملتبسة كذلك والسبب هو وجود إشكالية حقيقية في قياس التدين بشكل علمي... إلا أن المهم هنا هو هل المقصود بالإيمان والوازع الديني هو فعلا الإيمان والوازع الديني؟! أم هو التعمق والكمالية وفرط الضمير وهي سمات ربما تشيع في مرضى الوسواس القهري ذي الأعراض الدينية لكنها ليست عامة بمرضى الوسواس... وبشكل عام فإن الفهم الصحيح للإيمان والتدين الصحيح لا يمكن إلا أن يعطي حماية للإنسان من التأثر بمشكلات الحياة والأحداث المؤسفة التي تقع له، لكنه لا يعطي حماية من الأمراض ذات الأساس الجيني أو العضوي بشكل أو بآخر.
حفظك الله من الكفر أيا كان بالطب النفسي كله أو بعض أنواع العلاج فيه... ودعواتنا لك بأن تهتدي لمن يساعدك على الخلاص من معاناتك.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.