غير قادر على مواجهة الحياة
أشعر بالضعف الشديد أمام أي مشكلة بتواجهني وبتمنى الموت،
وأنا مقتنع إن المشاكل ممكن تكون بسيطة بس أنا أضعف من إني أواجه
عامل نفسي واثق من نفسي بس أنا ضعيف جدا
مبعرفش أعمل حاجة غير العادة السرية،
لا أمتلك أي ميزة فاشل في كل شيء حرفيا كثير التفكير ضعيف التركيز كثير التشتت، ADHD من وأنا صغير
حاليا أنا معنديش رغبة في الحياة حلوها ومرها عايز أهرب عايز أموت بس إللي بيخوفني إني حالي مع ربنا زفت فلا دنيا ولا آخرة
حاسس إني ضعيف، أي مشكلة بتدمرني وبتفكرني بموضوع إني مش لازم أعيش شايف نفسي أقل من اللي حولي في كل شيء
بدأت مؤخرا أبص للناس في ما يمتلكونه زي شكلهم ولبسهم وحياتهم وأنا مكنتش كدة أنا كنت مبركزش،
عندي فقدان للأمل من كل حاجة معنديش صاحب أقدر أقول له الكلام ده وبخاف أعبر عن مشاعري قدام أهلي
رحت لدكتور في مرة وصف لي علاج غالي جدآ وقالي هتستمر عليه لسنوات استعوضت ربنا وقلت هبقى سليم بس حاليا حياتي بقت صعبة جدا
كان عندي مشكلة بدأت من بعد البلوغ إني كنت طفل حقير وبشتهي ناس قريبي من الدرجة الأولي ولو صغير ممكن ألمسه لمس جنسي
لحد ما أتعرف عني كدة و تواجهت من أهلي ولحد دلوقتي بعمل كدة بس بشكل أقل المصيبة أني مش بعرف أسيطر علي نفسي
أنا دماغي مبتقفش من كتر التفكير ومقارنة نفسي باللي حوليا 24 ساعة بفكر في كل حاجة بشكل سلبي
ومش بتمنى غير الموت
9/3/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "حمزة" حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعتقد أنك تُشير إلى أنك تُعاني من اكتئاب مُطبق، فكل كلمة وردت في رسالتك تدل على أنك تعاني من اكتئاب نفسي واضطراب في المزاج، فتمني الموت وعدم القدرة على مواجهة مشكلات الحياة حتى لو كانت مشكلات بسيطة والاحساس بفقدان الأمل وعدم الثقة بالنفس ،وعدم القدرة على التركيز وتشتت التفكير، واللوم المستمر للنفس والشعور بالذنب، هذا هو الاكتئاب في حد ذاته، فالاكتئاب له ألوان، وله أشكال، وله أقسام، وله جزئيات، وهذه أعراضه، فليس من الضروري أن يحس الإنسان بأنه حزين، لكن الشعور بالأسى المطبق، وافتقاد الكينونة والذاتية، واهتزاز الذات، والسأم بهذه الصورة، لا شك أنه اكتئاب، اجترارات الأسى والأسف على ما مضى، والتشاؤم حول المستقبل، والحاضر هو الاكتئاب النفسي، حتى اضطرابات السلوك التي ذكرتها في رسالتك قد تكون مرتبطة بشكل أو آخر بإصابتك باضطراب المزاج.
فيا أخي الكريم: لا يعتريني أي شك في أن حالتك اكتئابية، ولأن من واجبنا أن نوجه لك النصح، فنصيحتي هي أن تذهب إلى الطبيب النفسي الذي تثق به، و سوف يقدم لك -إن شاء الله- كل العون، حيث سيقوم بتقييم حالتك، ووصف العلاج المناسب لك، والعلاج في هذه الحالة يتركز حول العلاج الدوائي، وكذلك ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي والذي سيساعدك في مواجهة الفكر السلبي والإحباطي.
أرجو أيضا أن تهتم أثناء العلاج بتصحيح الجوانب النفسية والاجتماعية في حياتك، فالتواصل الاجتماعي بصورة إيجابية وبناء شبكة اجتماعية فاعلة من أفضل الوسائل التي تُساعد الإنسان في التخلص من الاكتئاب، وإن كان الاكتئاب نفسه يُحبط الإنسان ويجعله يبتعد كثيرًا عن التواصل الاجتماعي، لكن لابد للإنسان أن يدفع نفسه ويكون له الدافعية والقدرة والإصرار على التواصل الاجتماعي.
الرياضة أيضًا فوائدها عظيمة لهزيمة الاكتئاب، الاستفادة من البكور في الصباح حيث يتم إفراز كل المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية في فترة الصباح أحد المؤشرات العلاجية المهمة. أعرف أن هذه الأشياء بسيطة ، لكني ذكرتها فقط من أجل التأكيد على أن الدواء وحده قد لا يُعالج الناس حتى تأخذ الرزمة العلاجية كرزمة متكاملة.
أخي الكريم: ثق في الله تعالى، و سوف تكون هذه هي نقطة الانطلاق لإسعادك وزوال الاكتئاب عنك بإذن الله، ذكر نفسك بإنجازاتك وبالأشياء الجميلة والطيبة في حياتك، ولا تتصيد ما هو سلبي، فلا شك أن هنالك أشياء كثيرة إيجابية في حياتك لا أدريها، ولكني أتصور أنها موجودة، وأنا على ثقة تامة أن مكوناتك النفسية الإيجابية، وكذلك الجسدية، سوف تنطلق إلى آفاق طيبة، بفضل الله أولا ثم بفضل التزامك بالخطة العلاجية التي سيقررها لك الطبيب ثانيا، وستسعد إن شاء الله تعالى، وتتمتع بأفضل وأرقى درجات الصحة النفسية.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.
واقرأ على مجانين
الحياةُ للحياةِ .. لا للتفكير في الموت