صفحة سوداء
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالبة سنة تالتة
أنا الآن في حالة ضياع غير طبيعية
أولا: الأمر بدأ من عمري 15 سنة كنت فقدت كل أشكال السعادة فما كان في مناسبة أو خبر يفرحني وبعدها أتطور الموضوع بدأت اكره نفسي وأنعزل عن الكل لأيام كاملة كان عمري وقتها 16 سنة لكن علاقاتي الاجتماعية كانت ممتازة فما كان عندي أعداء وكل زميلاتي بالصف بحبوني والمعلمات لكن أنا كنت حزينة جدا وما أطلع من غرفتي ودائما بالظلام كنت أرسم وأكتب على جدران غرفتي ومن الكتابات أني بكره كل الناس وبكره نفسي بعدها بس صرت 17 بدأت شهيتي تصير مختلفة أيام آكل كتير بشراهة وما أشبع وأيام أضل بدون آكل نهائيا
بالنسبة لشكلي كنت أكرهه وأكره منظري وجسمي وعلاقاتي الاجتماعية ضلت كتير منيحة بعدين بس صارت 18 كنت عايشة مع جدتي وتوفت وأنا معها بس ما تأثرت لفترة طويل بس صرت19 فتت الجامعة بتخصص ما بحبه وهو بدت الصراعات جواتي كانت تمر فترات أقطع علاقات الاجتماعية وأسكر تلفوني وما أرضي أتواصل مع أحد وأيام أكون اجتماعية وفرحانة بشكل كبير وبدي أحكي مع الكل وأحب كل الناس
وبعدها تعرفت على شاب على النت وكانت ثقتي بنفسي معدودة وما أرضى أشوف حالي بالمراية فكان أي كلمة حلوة منه بالنسبة إلي جنة ومحتاجة الاهتمام لأبعد حد بس إهمال أهلي الكبير كتير من زمان هاد الشاب ما كان أول حد بعرفه على النت.
كان إلي علاقات كتيرة بس كانت غبية ومحدودة لكن هاد كانت استغلالي ووصل لشغلات غلط كتير وجرني معه وبدأ مشوار تأنيب الضمير والاكتئاب وإيذاء نفسي والبكاء ودوامات كتيرة وبعدها حاولت أتخلص منه إني أحكي مع غيره وصار وتخلصت منه وفتت بعلاقة جديدة وكان وقتها وضعي النفسي سيئ جدا بعدها تعلقت بهاد الشاب كتير وللمعلومة عندي تعلق مش طبيعي بالناس تعلق إذا حكى لي بدي أروح بفكر أنتحر كنت أشرب كتير أدويه ولحد الآن بشرب أدوية بكميات كبيرة وما بهتم..
تحسنت شوي بعد ما دخل بحياتي هاد الشاب الأخير وساعدني وصادق معي وكلم والدي وإلخ.. لكن من فترة رحت على استشارات نفسية لأني كنت أدخل بحالات اكتئاب استمر لفترة وتروح وصار الموضوع مقلق بالنسبة إلي وفترات أخاف من الناس وما أطيق تواجدي فمكان في كتير ناس وأحس الكل يراقبني أو مرات أحس إني مخفية لما رحت على العيادة قرروا إنه اضطراب الشخصية الحدية وقررت ألتزم معهم بعلاج سلوكي
لكن الشخص إلى بحياتي مش راضي عن الموضوع وصار هجومي ويسمعني كلام جدا قاسي ما بقدر أتحمله وبدأت أفقد أعصابي بشكل مش طبيعي وأصرخ وبعدها أنهار وأدخل بحاله كل جسمي برتجف ومش مستوعبه شيء وهل الموقف صار كتير يتكرر كنت كل ما أخبر الأخصائي عن هاد الشيء ما بساعد منيح وما بعطيني طريقة جيدة لأني أعالج إللى أنا في حتى نوبات الهلع إللى بمر فيها بعطيني علاج لها سخيف جدا وبحس كأني فأر تجارب عنده وبس طلبت منه أعمل الاختبار ما كان عاجبه وبس عمله كانوا بعمل شيء سخيف مش لازم يعملوا لأنه هو شخص حالتي من كلامي.
هلا أنا مش مقتنعة في بس مش عارفة وين بدي أروح ووضعي يزداد سوء إيذاء نفسي زاد كتير وكرهي لحالي شربت دواء اسمه quitra بدون وصفة طبية وبعد ما يخلص مفعوله ببلاش مزاجي يصير حاد وبضل طول الوقت منرفزة ومعصبة ومو طايقة حد ولا طايقة حالي وممكن أتفه الأمور تنرفزني وصرت أضرب حالي وأشد شعري وأضرب أي إشي حولي ومهملة بدراستي كتير ونومي مضطرب مرات ما بنام ومرات بنام كتير بالنسبة لأهلي فوالدي شخص دائما مشغول وعصبي وما بعرف أحدد شخصيته بكونه مرات منيح كتير وأحسن أب بالدنيا ومرات عصبي بضرب وبكسر وبأذي ع شغلات تافهة ما إلها معنى.
وأمي إنسانة فيها كل معاني الإهمال والتعجرف والأنانية والتسلط وما بختلط فيها كتير ما بوثق فيها بس أحكي لها سر بتحكي لبابا وبتصير تحاول تثير أعصابه لحتى يضربني
إخواتي وحده منها عم بتتعالج علاج نفسي من فترة طويلة تقريبا سنتين وكنت أدعمها كتير بس الفترة هاي مش عارفة أدعم نفسي وهي كتير بتأذي حالها وحالتها صعبة لازم تروح على مستشفى المهم أنا ضايعة ومش. عارفة إذا بتوهم ولا في شيء.
صار إيماني ضعيف بعد ما كان قوي كتير كنت ملتزمة كتير هلا صرت أشك إنه ربنا بكرهني وبعاقبني وأشك بالدين وبوجودنا وأفكاري كلها غلط وفكرت كتير أنتحر وحاولت مش عارفة نفسي أختفي.. بضل أشك إنه الناس بتتآمر علي وبدهم يأذوني أو إذا حد بطلع علي بشك إنه شايفني عاملة إشي غلط ؟؟
كتير شغلات مش عارفة هي بتفيد إذا بحكيها ولا لا، أصلا طولت كتير بالرسالة ومليت وأنا أكتب.
ساعدوني
17/3/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة:
رسائل مثل رسالتك تجعلنا نتوقف ونتأمل في معنى ما نقدمه وأثره وجدواه.
قرأت رسالتك كثيرا وتأخرت في الرد عليك، وأفكر في طريقة لمساعدتك أكثر من مجرد يالرد على رسالتك.
أنت تصفين أعراضا تحتاج إلى علاج سلوكي طويل، وتحتاج إلى شبكة علاقات داعمة، وإلى صبر وتركيز واهتمام.
نحن نتربى على أن أحدا ينبغي أن يكون هناك ليعتني بنا، ويحبنا، وربما أيضا يحدد لنا ما يتوجب علينا القيام به في لحظة ما!!
هذا المصدر المنتظر نتوقعه من الأسرة أو من الأصدقاء أو من علاقة عاطفية، وهذه الطريقة التي نتربى عليها وتجعلنا نتعلق، ونكون عالة على غيرنا، ومن مرارة البحث، وإحباطات الغياب تتحول حياتنا إلى بؤس كامل لا يتوقف حتى نبدأ في السير على طريق الوعي.
دعينا نتأمل سويا:
- أنت إنسان كامل لا ينقصه شيء زودك الله بكل ما تحتاجين من قابليات، واستعدادات، وبذور لكن هذه القابليات والاستعدادات معطلة لأسباب شائعة، والمطلوب هو التدرب المستمر بهدف تشغيل هذه القابليات.
- التركيز أولا وثانيا وعاشرا بالانتظام في العلاج السلوكي، والبحث والاطلاع على خبرات التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية، وبخاصة العلاج المسمى "علاج جدلي سلوكي"
- البحث الهادئ الدؤوب عن مصادر دعم قد تتوافر في شكل مجموعات دعم نفسي في الواقع العملي، أو الأثير الشبكي الإليكتروني، ولعل حالتك تكون محفزا على إطلاق مثل هذه المجموعات عبر "مجانين"!!
- الأهمية القصوى لمصادر الدعم الخارجية لا تنفي أن الأصل هو الوعي بمصادر الدعم الداخلية وتشغيل حياتنا عبر التواصل معها، فما هي مصادر الدعم الداخلية؟! باختصار .. هي كل مساحة بداخلنا تعطينا طاقة وأملا!!
أمثلة:
- صفاتك الإيجابية مثل الناحية الاجتماعية التميزة أو جهدك المتواصل في البحث عن حلول، وحياة أفضل.
- صورتك عن الله تشوهت بسبب البرمجة السلبية لتصوراتك، وممارستك المتخبطة، ولا يدعو هذا للإحباط أو للنحيب فهذا كله عجز يؤذي ويوجع ولا يفيد بشيء، وما ينفع هو إعادة استكشاف هذه العلاقة بالله الذي أعطانا الحرية ويدعمنا فيما نختاره لأنفسنا، ولا يختار هو لنا رغما عنا، وحتى التوكل على الله نفهمه خطأ حين نتخلى عن مسؤوليتنا الذاتية، ووعينا وتنمية مهاراتنا لصالح عجز يتغطى بأقنعة من تدين مغشوش، أو إدانة لله سبحانه لأنه "يتخلى عنا" أي يعطينا الحرية في اختياراتنا، ولا يتدخل فيقهر إرادتنا!!
على كل حال...الحديث يطول، ولا أريد أن أتأخر في الرد أكثر مما تأخرت بالفعل!!
أذكرك بالتركيز وتحديد مسؤوليتك عن نفسك، وترك لوم الآخرين، أو الاعتماد عليهم، ونحن معك في رحلتك للوعي، وفي كل ما ترينه صعبا أو قد ترينه بعيدا، ونراه قريبا إذا ما صح العزم، وتواصل الجهد في التدرب على تفاصيل العناية بنفسك، وترك التعلق، والانتظار، والتأجيل...تابعينا بأخبارك، ومنتظر رسالتك.